فتاة مصرية تتغلب على إعاقتها وتكتب امتحاناتها بـ"فمها"

رحمة تكتب بفمها وتتحدى الإعاقة الحركية
الفتاة رحمة تكتب بفمها
3 صور

في كل يوم، نسمع قصة هنا أو هناك في هذا العالم، تُثبت لنا أن إرادة الإنسان تستطيع الإنتصار على أي ظرف، وعلى أي عقبات وتحديات مهما كانت صعوبتها، ومهما كان شكلها، وهذه المرة قصتنا من مصر، حيث تمكنت الفتاة رحمة عادل التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عاماً، تعاني من ضمور في عضلاتها، جعلها غير قادرة تحريك أطرافها، أو القيام بأبسط الأشياء اليومية، من الوصول إلى المرحلة الثانوية الأزهرية، وتقديم امتحاناتها بنفسها دون أي مساعدة من أحد.

وفي تصريح لوالد "رحمة"، التي وصلت إلى الصف الأول الثانوي في معهد فتيات "6 أكتوبر" الأزهري في محافظة الجيزة المصرية، والتي تمكنت من تقديم جميع امتحاناتها الكتابية بنجاح، رغم عدم قدرتها على تحريك أي من أطرافها، وذلك عبر استخدام "فمها" في كتابة الإجابات، أشار إلى إنه ووالدتها كانا قد لاحظا عليها أعراضاً غير طبيعية في نموها، فكانت ضعيفة ولا تقوى على الحركة، وذلك جراء تشخيص طبى خاطئ من أحد الأطباء، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها العائلة، ومنعتهم من علاجها بالشكل المطلوب، ما ترك الفتاة غير قادرة على الحركة، وهي في الثانية من عمرها فقط .

وأوضح والد الفتاة رحمة، أن ابنته مصابة بضمور في عضلاتها، جعلها لا تستطيع القيام بأبسط النشاطات اليومية، مثل تناول الطعام أو قضاء الحاجة وغيرها من هذه الأمور، إلا من خلال مساعدة والدتها أو أشقائها لها، لكنها رغم ذلك لم تستسلم لحالتها المرضية، وطلبت الإلتحاق بالتعليم، وبالفعل تم ذلك عبر إلحاقها بإحدى المدارس، وكان عمرها في ذلك الحين 7 سنوات.

وخلال ذهاب "رحمة" إلى المدرسة التي كانت والدتها تصطحبها إليها بشكل يومي وتعيدها من هناك، تنبهت العائلة إلى مشكلة من سيكتب لها الإجابات في الامتحانات، ولكن رحمة كانت قد فاجأتهم جميعاً، كما فاجأت الطاقم التعليمي في المدرسة، بالقول إنها ستتعلم الكتابة بأي طريقة، وستكتب الإجابات بنفسها دون مساعدة من أحد، ولم تسعفها يداها في الحركة فأخذت تحاول الكتابة بفمها حتى تمكنت من إجادتها.

وكشف الفتاة "رحمة"، أنها تعلمت الكتابة عن طريق استخدام "الفم" بدل اليدين، بعد عجزها عن الإمساك بالقلم بشكل طبيعي، ومع مرور الوقت تمكنت من إتقان ذلك، وأكدت أن الكثير من الأطباء الذين يتابعون حالتها، يرون أنه بالإمكان معالجة حالتها خارج مصر، لكن ظروف والدها المادية تعوق ذلك، ولذلك فهي تقوم بالخضوع للعلاج الطبيعي بشكل دوري حتى تستطيع الكتابة بفمها .