نشأة السينما العالمية والعربية

نشأة السنيما
السينما
صناعة السينما
3 صور

الفنون مرآة الشعوب، والسينما تعد أحد روافد هذا الفن وسجلاً لحفظ مكنونات الشعوب وتوثيقها، وتعود نشأة السينما إلى نهاية تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي، فكان بداية معرفة الناس بها بعد أن تم الجمع بين ثلاثة مخترعات وهي اللعبة البصرية، الفانوس السحري، والتصوير الفوتوغرافي.

ليأتي بعد ذلك الإخوان اوجست ولويس لوميير بأختراعهما الذي كان عبارة عن جهاز عرض الصور المتحركة على الشاشة في 13 فبراير 1895 في فرنسا.

ووفق تقسيم الناقد والمؤرخ السينمائي فيلب كونجليتون، هناك مراحل مر بها تطور الفيلم السينمائي:
1 - عصر الريادة: وفيه تم صناعة فيلم الكاميرا الأولى، وكانت التقنية جديدة تماماً وكانت تغلب على الأفلام الصمت ومعظمها كانت وثائقية، خبرية، وتسجيلات لبعض المسرحيات.
2 - عصر الأفلام الصامتة: في هذه المرحلة اختفت التسجيلات المسرحية لتحل محلها الدراما الروائية.
3- عصر قبل الحرب العالمية الثانية: وتميز هذا العصر بالصوت وتم إنتاج أول فيلم ناطق بعنوان "مغني الجاز" عام 1927.
4- العصر الذهبي: قامت الحرب العالمية الثانية بتحديث كل أنواع المتغيرات في صناعة الفيلم، فانتشرت الأفلام الكوميدية بشكل ملحوظ وأخذت الأفلام الموسيقية المرتبة الأولى في عرش السينما وابتدأت أفلام الرعب في الإنتشار.

بداية السينما العربية في مصر:
هذا فيما يخص السينما الغربية لكن في الدول العربية نجد إن مصر من أوائل دول العالم التي عرفت السينما.
حيث أرسلت دار لوميير الفرنسية عام 1897 مبعوثاً لها إلى مصر ليقوم بتصوير أول شرائط سينمائية عن بعض المناظر في الإسكندرية، والقاهرة، والمناطق الأثرية على نيل مصر، وبلغ عدد هذه الشرائط 35 شريطاً عرضت في جميع دول العالم إلا أنه ما لبث أن توقف العرض حتى عام 1900، عندما أقيمت أول صالة للعرض يملكها م.س كونجولينوس بالمدينة نفسها.
أما في القاهرة فلم يبدأ عرض الأفلام السينمائية إلا في أبريل عام 1900م، في صالة قهوة سانتي بجوار الباب الشرقي لحديقة الأزبكية، بواسطة فرانشسكو بونفيلي وزوجته، وكانت أسعار الدخول تتراوح بين قرش واحد وثلاثة قروش، وأحدث ذلك العرض دهشة عظيمة ولقي نجاحاً كبيراً.
وشهد عام 1905 وجود ثلاثة دور للعرض في القاهرة. وأقبل عليها الجمهور نظراً لرخص تذاكرها.
وفي عام 1917 تكونت الشركة السينمائية المصرية بالإسكندرية، من مصور يدعى أمبرتو دوريس بالاشتراك مع بعض الإيطاليين، وبنك روما، وأنتجت فيلمين قصيرين هما الزهور المميتة وشرف البدوي.
وعرض الفيلمين لأول مرة في عام 1918 بسينما سانت كلير في الإسكندرية. وقد أفلست الشركة بعد عرض الفيلمين بستة أشهر بسبب الخسارة الكبيرة التي تكبدتها، وفي نفس العام أخرج لارتشي، فيلماً قصيراً باسم "مدام لوريتا" قامت بتمثيله فرقة فوزي الجزايرلي. وفي عام 1922 أقدمت فرقة فوزي منيب على تمثيل فيلم "الخاتم المسحور"، وقدمت في العام التالي فرقة علي الكسَّار فيلم "العمة الأمريكانية".
وفي عام 1920، فكر بعض رجال الأعمال المصريين، وفي مقدمتهم طلعت حرب في وضع حجر الأساس لبناء مصر الصناعية، فأسسوا بنك مصر برأسمال قدره 80 ألف جنيه. حيث ساهم البنك بدور فعّال في نشر سياسة التصنيع السينمائي.
وتمّ إنتاج أول فيلم روائي طويل عام 1923، وهو فيلم "في بلاد توت عنخ آمون"، وكان تنفيذه وتصويره في مصر، وعرض بالخارج، ويحكي قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وبلغت تكاليف الفيلم 1900 جنيه، وتوالى بعد ذلك عرض الأفلام الروائية الطويلة المنتجة في مصر، فقد عرض فيلم "ليلى" من إنتاج عزيزة أمير في نوفمبر1927، وبلغت التكلفة الإجمالية حوالي ثلاثة آلاف جنيه، وقد عرض الفيلم بدار عرض سينما متروبول بالقاهرة.
وفي عام 1925 تأسست شركة مصر للتمثيل والسينما برأسمال 15 ألف جنيه، بعد أن كان قسماً للسينما تابعاً لشركة مصر للإعلانات كأحد شركات بنك مصر، وكانت نقطة التحول في هذه الصناعة، تشييد استوديو مصر عام 1934، حيث توالى إنتاج الأفلام المصرية، وكثر عدد المشتغلين في هذا الحقل الجديد. ويعتبر استوديو مصر المدرسة الأولى التي تخرَّج منها كافة العاملين في الحقل السينمائي.

ليأتي بعد ذلك الفنان يوسف وهبي وينشئ استديو وبذلك يكون أول فنان يقيم استديو، وفقاً لأحدث المواصفات الفنية، وهو استوديو رمسيس، وقد كان نجاح استوديو مصر حافزاً لإنشاء استوديوهات عديدة.
لتدخل مصر بذلك عالم صناعة الأفلام وتنتج فيلم "ليلى" ويعد من الأفلام الطويلة أنتجته عزيزة أمير وعرض في 16 نوفمبر 1927 في دار سينما متروبول بالقاهرة.
وتعاقبت بعد ذلك المحاولات لإنتاج الأفلام الطويلة، وكثر المشتغلون بهذه الصناعة الوليدة من منتجين، وفنيين، وفنانين سواء من المصريين أو من الأجانب. ومع ذلك فلم يلبث إدخال الصوت في الأفلام في أواخر الثلاثينيات أن تمخض عن إصابة الصناعة المصرية الناشئة بخسارة فادحة، وإن لم يثبط ذلك من عزيمة السينمائيين المصريين الذين عمدوا إلى تحويل جهودهم نحو إنتاج الأفلام الناطقة.
وتتحول بعد ذلك روايات أشهر الكتاب إلى أفلام سينمائية ومع العصر الحديث والألفية العشرين تقام مدن الإنتاج السينمائي في عدد من الدول.