ما لا يقل عن 865 رسالة حب تشتعل بلهيب الشوق، بعثها ألبير كامو الروائي العالمي الفائز بـ جائزة نوبل للأدب إلى حبيبة قلبه الممثلة ماريا كازاريس، وسمحت مؤخراً ابنته كاترين لدار نشر «غاليمار» الفرنسية بنشرها في كتاب حتى يطلع عليها القراء.
العشاق
بالفعل جاءت مقدمة الكتاب الذي يوجد تحت الطبع، ويضم رسائل حب كتبها أشهر روائي عالمي ومن المتوجين بجائزة نوبل «ألبير كامو» تفيض بالأمل، عميقة المشاعر تدغدغ الوجدان: «رسائلهم جعلت العالم أوسع والفضاء أكثر إشراقاً والهواء أكثر عذوبة.. لأنهما ببساطة كانا عشاقاً»
يذكر أن هذا الفيلسوف والكاتب المسرحي والروائي الفرنسي والجزائري، درس بالجزائر وكان متزوجاً من فرانسيز التي أنجب منها أطفاله، وعندما التقى بحبيبة قلبه الممثلة الإسبانية ماريا عاشا قصة حب كبيرة، وكانت آنذاك زوجته فرانسيز في مدينة وهران بالجزائر، وعندما عادت فرانسيز إلى باريس قطعت الممثلة العاشقة ماريا كازاريس علاقتها بكامو بحرقة ولوعة ممزقة القلب، وعانى كامو كثيراً لهذا الفراق الذي دام أربع سنوات كاملة، غير أنهما التقيا مرة أخرى ولكن صدفة في جادة جيرمان بباريس وجهاً لوجه، وجاءت ردة الفعل تحمل الكثير من الشوق الحارق.. «لماذا وضعنا القدر وجها لوجه مرة أخرى؟.. » وبعد هذا اللقاء، لم يفترقا عن بعضهما البعض واستمرا في تبادل الرسائل من دون انقطاع.
حب لا خلاص منه
ويمكن للقراء أن يستشفوا من هذه الرسائل الغرامية، تفاصيل حياة ماريا كازاريس، الممثلة الكبيرة، وابنة رئيس إسبانيا السابق، سواء الشخصية أو الفنية، وحتى الغرامية التي وصفت بأن الحبيبين كانا متطابقين حد الانصهار.
ومن أبرز تلك المشاعر الجياشة والعواطف التي تغرق في الهيام مخاطبة ماريا لحبيبها كامو قائلة: «.. أحبك حباً لا خلاص منه.. كما يعشق البحر.. »
بينما عندما توجت بجائزة خلال إحدى جولاتها في الأرجنتين، كتبت ماريا كازاريس لحبيبها: «كلمات الشكر القليلة التي كان علي أن أقولها.. قلتها.. وأنا أفكر فيك..»، وشاءت الصدف أن يفوز كامو بعد أسبوع بجائزة نوبل للأدب فبعث برسالة لحبيبته: «..أفتقدك كثيراً..».. أما آخر رسالة كتبها كامو لحبه الكبير، كانت قبل وفاته بأيام قليلة، وكانت الأخيرة: «..أراك قريباً.. جميلتي.. أنا سعيد جداً لفكرة أنني سأراك.. سعيد لدرجة أنني أضحك وأنا أكتب إليك.. أريد أن أقبلك.. أعانقك.. وسنبدأ من جديد..».
865 رسالة حب من ألبير كامو لماريا كازاراس
- ثقافة وفنون
- سيدتي - فضيلة بودريش
- 14 فبراير 2018