الصداقة الحقيقية تقيك من الاكتئاب

يقال إن الصداقة هي زينة الحياة، ومن لا يملك أصدقاء حقيقيين فهو معرض للإصابة بأمراض نفسية وعضوية. ويقال أيضاً إن الصداقة هي العدو اللدود للوحدة، وهي أيضاً مصدر طاقة للإنسان تحثه على النشاط وصفاء الذهن والشعور بالقوة. فهل تعرفون ان الصداقة تشفيكم من الأمراض؟

أخطار الأمراض
أكدت الطبيبة النفسانية البرازيلية أندريا آرا في دراسة نشرتها لها مجلة «موليير» البرازيلية، التي تعني بالعربية «المرأة» أن الناس الذين ينتمون إلى مجموعات يتمتعون بصحة أفضل، بما في ذلك المجموعات الرياضية والاجتماعية والنوادي وغيرها. وقالت إن الصداقة تعتبر أيضاً أفضل وقاية من شبح الاكتئاب والشعور بالوحدة والملل. كما أن لها مفعولاً سحرياً في اكتساب الثقة بالنفس، والشعور بأن الشخص محميّ وله قيمة واعتبار.

وأضافت «أندريا» أن للصداقة مفعولاً سحرياً في الشعور بالرضا عن النفس. ون كل هذه الصفات مجتمعة تقي الإنسان من بعض الأمراض النفسية، وعلى رأسها الاكتئاب والشعور بالدونية والخجل.

ضد الإدمان
قالت «أندريا»: إن الصداقة بدأت تستخدم بشكل مكثف؛ للمعالجة من الإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية والسجائر، وذلك عن طريق الانضمام إلى مجموعات تعاني من مشاكل متشابهة. وأضافت: "اللقاءات المستمرة بين أعضاء المجموعات المختلفة تؤدي إلى نشوء صداقات بين الأفراد، حيث إنهم يجتمعون للحديث عن مشاكلهم بإشراف أطباء نفسيين".

وأوضحت أن الروح الجماعية تساعد على اتخاذ قرارات كبيرة؛ للتخلص من آثار الإدمان على الأشياء الضارة. فحديث أفراد المجموعات فيه الكثير من الفوائد؛ نتيجة تلاقي خبرات كثيرة يتعلم بها كل فرد من الآخر أشياء ربما لا يدركها. وقالت إن تلاقي الخبرات يساعد على تقوية الإرادة؛ للتخلص من الإدمان.

مجموعات الدعم
أشارت الأخصائية النفسانية البرازيلية إلى أن مجموعات الدعم؛ للمعالجة من الأمراض أصبحت من الأساليب الناجعة لاكتساب دفعة معنوية قوية؛ للتخفيف من الآلام النفسية والجسدية، التي يعاني منها المصابون بأنواع من السرطان. فعندما ينتمي مريض إلى مجموعة دعم فإنه يتشارك مع المجموعة في شرح المرض، الذي يعاني منه، ولابد أن يشعر بأنه ليس الوحيد، الذي يعاني من هذا المرض أو ذاك.

وأكدت أن انضمام الأشخاص المصابين ببعض الأمراض إلى مصابين بأمراض مشابهة يزيد من فرص المعالجة بنسبة 30 %، وقالت إن انضمام هؤلاء المرضى إلى مجموعات الدعم يفرض على المريض البقاء قوياً؛ لأنه ليس الوحيد المصاب بهذا المرض أو ذاك. كما أن وجوده في المجموعة يجعله مستعداً لعدم الاستسلام للمرض.
وتابعت: "إن الانضمام لمجموعات الصداقة يعلم الشخص كيف يتمسك بالأمل، وذلك عن طريق احتكاكه بأناس متفائلين بالحياة، ومؤمنين بأن التفاؤل سبيل لاكتساب القوة والتغلب على المحن. ويستطيع الشخص المنتمي لمجموعات الصداقة تعلم الضحك من الآخرين؛ لأنه من المعروف أن الضحك يساعد على الشفاء السريع من الأمراض".

تشبه الوجبة الغذائية الصحية
وشرحت «أندريا» أن مفعول الصداقة على المريض يشبه الوجبة الغذائية الصحية، وبخاصة عند الذين يعانون من الأمراض القلبية. وقالت إن الصداقة تؤدي أيضاً إلى اكتساب الثقة بالنفس، والتمتع بروح الدعابة والابتسامة. وكل هذه الأمور تعتبر في غاية الأهمية؛ للتخلص من الضغوط والتوتر العصبي الذي يزيد من احتمال الإصابة بالجلطات القلبية. وأكدت الطبيبة النفسانية البرازيلية أن الصداقة تؤدي أيضاً إلى التخلص من زيادة الوزن تماماً، مثل الوجبة الغذائية الصحية والخفيفة على المعدة.