سجال حول دعوة إلى حق الرجال في مغازلة النساء!

صورة تعبيرية
الممثلة الفرنسية بريجيت باردو اليوم
بريجيت باردو في شبابها
الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف اليوم
كاترين دونوف في عز شبابها
النجمة الفرنسية كاترين دونوف في شبابها
6 صور

تسود حاليّا في فرنسا موجة عارمة غير مسبوقة تقودها بعض النّساء للتّشهير بالتحرّش الجنسي، وفضح المتحرّشين والشّعار المرفوع منهنّ هو: «افضح الخنزير!».

وقد اشتعلت هذه الحملة اقتداءً بما حصل في الولايات المتحدة بعد الفضيحة التي أثارتها قضيّة المنتج الأميركي هارفي وينستن، وارتفعت أصوات النّساء عالياً وجهراً في فرنسا والولايات المتحدة الأمركية ودول أخرى لفضح والتشهير بشخصيّات شهيرة في عالم السّياسة والإعلام والفن والطب، واتهامهنّ لهم بالتحرّش حتى وإن كان ذلك حدث قبل أعوام طويلة. كما ظهرت ممثلات كثيرات ينددن بمخرجين سينمائييّن ذكرن أنّهم تحرشوا بهن.

هجوم معاكس
وسط هذه المعمعة غير المسبوقة ارتفعت أصوات نساء أخريات شهيرات من بينهن ممثلات من الوزن الثقيل على غرار النجمتين الفرنسيتين الشّهيرتين «كاترين دونوف» و«بريجيت باردو»؛ ليعكسن الهجوم على زميلاتهن من الممثلات اللاتي اشتكين من تحرش المنتجين والمخرجين بهنّ، فقد انفجرت «بريجيت باردو» لتقول: «أنا لا أتحدّث عن النّساء عامّة، ولكن أعني الممثّلات اللاتي يندّدن اليوم بالتحرّش الجنسيّ لأقول إنّهنّ منافقات كاذبات في أغلب الأحيان».

وتجزم الممثلة الشهيرة «بريجيت باردو» التّي كانت رمزاً للإغراء في زمن سابق: «إنني لم أتعرّض للتحرّش الجنسي وأجده أمراً لطيفاً أن يقال لي إنني امرأة جميلة» مضيفة: «إنّ الكثيرات من الممثّلات هنّ اللاتي يتعمّدن غواية المنتجين للظّفر بدور في أفلامهم، ثم يأتين اليوم لكي يقع الحديث عنهن فيعمدن للادّعاء بأنهنّ كنّ ضحيّة التحرش في الوسط السينمائي».
من جهتها دافعت الممثلة «كاترين دونوف» عما أسمته «حق الرجال في مغازلة النساء، وأضافت أن من حقهم الاهتمام بهن وإظهار ما يشعرون به من انجذاب إليهن».

رسالة مفتوحة
ولم يقف الأمر عند حد التصريحات بل تعداه إلى إصدار البيانات، وقد تجمعت 100 امرأة فرنسية وهن ممثلات وأكاديميات وكاتبات من المعروفات والشهيرات في مجالات مختلفة ونشرن رسالة مفتوحة في أهم جريدة فرنسية هي «لوموند»، استنكرن فيها الدعوة إلى كراهية الرجال.
وحملت الرسالة استياءً من موجة «الإدانة»، بعد مزاعم تورط المنتج الأمريكي الشهير هارفي وينستن، في اغتصاب أو اعتداء جنسي على عشرات النساء.
وجاء في هذه الرسالة: «كنساء لا نعد أنفسنا ضمن هذه الحركة النسوية، التي تتعدى إدانة إساءة استخدام السلطة إلى تبني كراهية الرجال والحياة الجنسية»، وجاء فيها: «عوقب رجال من دون محاكمة وأجبروا على ترك وظائفهم ولم يفعلوا شيئاً سوى محاولة اختلاس قبلة».

وأوضحت الرسالة أن «الاغتصاب جريمة، لكن محاولة إغواء شخص ما حتى بشكل مستمر أو علني، ليس جريمة، ويجب ألا يتعرض الرجال لهجوم شوفيني متعصب»، وأضفن في الرسالة: «كنساء لا نعد أنفسنا ضمن هذه الحركة النسويّة، التي تتعدى إدانة إساءة استخدام السلطة إلى تبني كراهية الرجال والحياة الجنسية».

وأثارت هذه الرسالة المفتوحة سجالاً وجدلاً لا يزال متواصلاً إلى اليوم وتتالت ردود الفعل المؤيدة والمنتقدة ومنها من قال إن الموقعات على الرسالة هن من المتقدمات في السن، وبالتالي فإنهن لا يشعرن بمعاناة النساء الشابات من التحرش الجنسي.