المجتمع السعودي هل يتقبل "كذبة أبريل"؟

3 صور

الأول من شهر أبريل أو ما يعرف بـ«كذبة أبريل»، يحمل معه كل عام الكثير من المواقف واطلاق الشائعات والأكاذيب، التي درجت عليها بعض المجتمعات، وقد يكون بعضها طريفاً وخفيفاً، يخلد كذكرى، وقد يصل بعضها حدَّ التعاسة بتهويل الموقف وتحويله من هزل ومزاح إلى مشكلة يستعصي حلَّها.

لكن مجتمع مثل المجتمع السعودي، الذي عرف بأنَّه محافظ وليست لديه مثل هذه المعتقدات، مستعد لتقبل الشائعات والمقالب والأكاذيب، وهل تصبح «كذبة أبريل» عادة يمكن أن تشيع في المجتمع ويصبح هنالك من يترقبها؟
«سيدتي. نت» تواصلت مع مجموعة من السعوديات اللاتي وقعن ضحيَّة شهر أبريل، ليطلعننا على شعورهنَّ ورأيهنَّ في ما يعرف بـ«كذبة أبريل».

تمنيت لو تبرأت منه
هديل رشوان، معلمة لغة إنجليزيَّة، تصف المقلب الذي عاشته أثناء فترة سفرها خارج المملكة، إذ تلقت اتصالاً مفاجئاً من أخيها وكان صوته غير طبيعي، بل قد تغيَّر صوته وسمعت أصوات اصطدام سيارات وكأنَّها «تفحيط» حتى تعالى صوته منادياً «أختي ألحقيني أنا حا أموت»، وكما تقول:كانت تلك أكثر الساعات رعباً في حياتي، وتابعت اتصالاتي عليه عدة مرات، لكن جواله كان مغلقاً الأمر الذي جعلني في حالة من التوتر، إلا أنَّه اتصل وهو يضحك ليقول لي «تعيشي وتأكلي غيرها اليوم 1 أبريل»، عندها تمنيت أن أتبرأ منه نتيجة مقلبه السخيف.

غيبوبة أبريل
أما أفنان حيدر، التي كانت على وشك أن يغمى عليها، وهي تراجع محاضراتها من أجل الاختبار النهائي، وتفاجأت باتصال من صديقتها تسألها عن عدم حضورها للاختبار الذي من المفترض أن يكون في وقت لاحق، فقالت: أجبت صديقتي بكل ذهول وأخبرتها عن الموعد الحقيقي في فترة بعد الظهر، لكنَّها وباصرارها نجحت في حيلتها ما أدخلني في غيبوبة، ولم أفق إلا بعد أن أوضحت لي أنَّها «كذبة أبريل».

احتراق منزل خالتي
وتسرد وعد الكلثمي قصتها من جدة، مع بطلة المقلب ابنة خالتها التي تعيش في مدينة الرياض، وتقول: أفقت من نومي على أثر اتصالاتها التي أقلقتني، فاتصلت عليها حتى ردت عليّ بصوت بائس ومنهار تبكي بقوة، بسبب احتراق منزل أهلها بالكامل وهم يبحثون الآن عن مكان يلجأون إليه، وهي تردد «اتحرق المنزل في ١ أبريل». لكنني لم أعر بالاً لتاريخ اليوم الذي تردده بعد كل جملة، حتى أستوعبت الأمر الذي جعلني أضحك من احترافيتها للكذبة.

عقدة نفسيَّة
وتصف شيماء جمال نفسها بالضحيَّة، إذ خاضت معظم مقالب عائلتها من دون أن تتعلم، خاصة كذبة شهر أبريل، وتحكي بأنَّها كانت مع أهلها وزوجها في أحد الشاليهات، وفي حوض السباحة تفاجأت بصراخ من شباب العائلة بأنَّ زوجها قد غرق، فما كان لي إلا أن صرعت من الأصوات حتى كدت أشلّ، ففزعت من مكاني لأذهب إلى حوض السباحة لأرى زوجي مرمياً على الأرض ومحاطاً في محاولة لإسعافه، وعندما رأى زوجي تعابير وجهي التي أوشكت على البكاء والانهيار، ضحك ما سبّب لي عقدة نفسيَّة تجاه الشاليهات.

أسبوع من العذاب
أما جمانة صالح، التي ركبت الطائرة المتجه إلى سريلانكا من دون علمها بالأمر المدبّر من زوجها، إذ أخبرها أنَّهما في رحلة سياحيَّة إلى مدينة إستانبول، فجهزت ملابسها وكافة الأغراض المناسبة للرحلة، حتى تفاجأت بعد صعودها للطائرة بأنَّ الرحلة متوجهة لسري لانكا، الأمر الذي أزعجها طيلة الرحلة التي استمرت لمدة أسبوع.

الرأي النفسي
أوضح الدكتور زهير خشيم، أنَّ كذبة أبريل عادة دخيلة على المجتمعات العربيَّة من الغرب، وهي متداولة عندهم منذ زمن بعيد، ولقلة تداولها في المجتمعات العربيَّة ازداد استغلالها، بغرض النكتة أو المزاح الذي من المفترض أن يكون خفيفاً، لكن هنالك من يهّولها ويقلبها إلى مزحة «من العيار التقيل»، فتتحول إلى جو كئيب وحزين. لذلك لا بد أن نراعي شعور الآخرين مهما كانت الظروف وصلة القرابة، فهنالك أمور تعتبر خطاً أحمر يجب عدم الاقتراب منها، ومن اللازم مراعاة شعور وأحاسيس الطرف الآخر مهما كان، حتى لا تصل المزحة لشكل جدّي ويقلب الوضع إلى مشكلة لم تخطر على البال.