mena-gmtdmp

ديمقراطية بالمايونيز!

مبارك الشعلان

 

الديمقراطية 

الأميركية هذه الأيام تغزو الأسواق العربية كما لو أنها أحد مطاعم «ماكدونالدز»، التي هي الأخرى تغزو الأسواق العربية

فالأميركان يوزعون الديمقراطية مع ساندويشات الـBig mac بعكس الروس والألمان، الذين كانوا يوزعون الخبز عبر فوهات المدافع؛ لذلك أصبحت مطاعم الماكدونالدز «تنسق» سياساتها مع السياسة الخارجية الأميركية فلا تفتح لها فروعاً إلا في الدول التي تنعم بالاستقرار والديمقراطية، فأصبحت الشعوب العربية «تتلقف» الماكدونالدز، وتفضله Big mac، وتفضله أكثر بمايونيز الديمقراطية!

شخصياً أنا أحب أميركا.. أحب وجباتها السريعة، وديمقراطيتها السريعة أيضاً، ولكنني لا أحب الديمقراطية العربية، ولا أؤمن بها!

ليس لأنني ديكتاتوري، ولكن لأن الآخرين ديكتاتوريون، ولا يؤمنون بالديمقراطية التي أؤمن بها.

فجرب أن تختلف مع واحد ديمقراطي جداً من «إياهم»؛ لتثبت له أنك ديمقراطي مثله، وأن لديك رأياً آخر مثله، ولكن رأيك مخالف لرأيه لحظتها تعرف كم هو ديمقراطي هذا الرجل الديمقراطي، الذي يشجع الديمقراطية صباح مساء، وتكتشف أن أول شيء يفعله ليس «إرساء دعائم» الديمقراطية، التي «يتفشخر» بها وإنما «إرساء دعائم» الديكتاتورية التي يمارسها، التي تقوم على قاعدة أن «رأيه ديمقراطي يستحق التشجيع»، ورأيك ديكتاتوري يستحق الإلغاء!

أو على طريقة الديمقراطية العربية الشهيرة «من حقك أن تقول نعم.. أو لا.. ولكن قل نعم «أحسن لك»، وبما أن كل مواطن عربي يريد ما هو «أحسن له» يقول نعم. ونعم كبيرة للقائد ولكل قائد يجعله يعود سالماً إلى بيته! وينام في فراشه بدلاً من أن «يحجز له سويت» في أبوزعبل، أو أبوغريب أو حتى «المزة». فالديمقراطية في هذه الحالة ضارة بصحة المواطن تجعله «طرد سجون» في حين الديكتاتورية تعطيه ما هو «أحسن له»، وتجعله يعود سالماً إلى بيته وأولاده فإذن أيهما أفضل الديمقراطية المستوردة أم الديكتاتورية المصنعة محلياً؟!

لذلك أنصح كل واحد بأن يختار ما هو «أحسن له»؛ لأن الديمقراطية نسبية مثل نظرية أينشتاين فما تراه أنت ديمقراطياً يراه غيرك ديكتاتورياً، وما تراه أنت ديكتاتورياً يراه غيرك ديمقراطياً؛ لأن دولاً كثيرة تراها ديكتاتورية تسمي نفسها دولاً ديمقراطية، ودولاً تلبس ثوب الديمقراطية تمارس أشياء لا صلة لها بالديمقراطية!!

 

شعلانيات:

   كل كلام معرض لسوء الظن... حتى الصمت يساء تفسيره أحياناً!!

   وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره!!

   الماضي جميل لأنه ذهب.. ولو عاد لأصبح بشعاً!

   مغفل من لا يعتقد أنه كان مغفلاً يوماً ولو لمرة واحدة!