كلما اعتقدنا أننا اكتشفنا جميع أنواع الكائنات الحية على وجه كوكب الأرض، وبأنه لا يمكن أن يكون هناك أنواع جديدة أخرى، نكتشف كم كنّا مخطئين، وتقدم لنا الطبيعة نوعاً لم يتم اكتشافه من قبل، بصفات وأشكال وطباع غير مسبوقة، وآخرها ما اكتشفه العالم الأحياء الألماني "فرانك ليكو"، من مركز أبحاث السرطان الألماني، الذي بدأ دراساته على نوع من الجراد الذي تم اكتشفاه خلال السنوات القليلة الماضية، ويعرف بـ"الجراد الرخامي"، ويصل طول الواحد منها إلى 15.2 سنتيمتر، حيث وصفه العالم الألماني بالغريب والخطير.
وكان العالم الألماني "فرانك ليكو" قد نشر دراسته التي استمرت طوال خمسة أعوام كاملة على هذا النوع من الجراد المكتشف حديثاً، في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وأكد خلالها أن هذا النوع لم يكن معروفاً لدى علماء الأحياء في آخر 25 عاماً، وظل مجهولاً حتى حدثت طفرة جينية غير مسبوقة لجراد البحر المعروف، تسببت بإنتاج جراد البحر الرخامي هذا في لحظة واحدة، وأكد "ليكو" أنه قام بدراسة التسلسل الهرمي لتطور نمو هذا النوع الجديد من الجراد، لكن المعلومات التي توصل لها عالم الأحياء الألماني، أثارت الجدل والإستغراب الكبيرين عند العديد من العلماء والأخصائين في هذا المجال، لما حملته نتائج البحث من مفاجآت غير متوقعة.
وذكر فرانك ليكو في دراسته، أن المفاجئة الصادمة والتي من الممكن أن تكون خطيرة للغاية أيضاً، وعلى وجه الخصوص على مصير الأحياء البحرية، أن هذه الطفرة الجينية التي حدثت في جراد البحر العادي، ليتحول إلى الرخامي، منحته ميزة فريدة وغريبة فيما يخص التكاثر، إذ أن الجراد الرخامي يتكاثر بطريقة "الإستنساخ"، وأنه بدأ انتشاره من أوروبا، حتى وصل إلى مناطق اليابان ومدغشقر خلال العام 2007، لتصبح أعداده تقدر بالملايين، الأمر الذي يهدد وجود جراد البحر الأصلي، وقد يتركه عرضة لخطر الإنقراض.
وصرح العالم الألماني "ليكو" والقائمون معه على هذه الدراسة بشكل رسمي لوسائل الإعلام العالمية المختصة، أن الخطير في أمر هذا النوع الجديد من الجراد، أنه لا يحتاج إلى التزاوج مثل باقي الكائنات بين ذكر وأنثى، وأنه يتكاثر من تلقاء نفسه عبر عملية استنساخ ذاتية، حيث من الممكن أن أن تضع الحشرة والواحدة منه المئات من البيوض في كل مرة، إذ أن جميع الأجنة في هذه البيوض هي من الإناث، وأكد "ليكو" أن هذه الإناث لديها قدرة غير طبيعية على التكاثر لوحدها وبدون حاجة لوجود الذكور من هذا النوع، وقام العلماء بدراسة الحمض النووي لهذا الجراد ليحصلوا على هذه النتائج الخيالية التي وصفوها بأنها قد تحصل فقط في أفلام الخيال العلمي وليس في الحياة الواقعية.
ويعتقد العالم الألماني "فرانك ليكو" وفريقه العلمي، أن الموطن الأصلي لهذا النوع الجديد من الجراد "الجراد الرخامي"، بدأ في الظهور للمرة الأولى في جمهورية التشيك والمجر وكرواتيا وأوكرانيا شرق القارة الأوروبية، من ثم وصل إلى اليابان ومدغشقر في وقت لاحق، مؤكدين أن هذا النوع يهدد الحياة البحرية بشكل كبير، وأنه خلال السنوات القليلة القادمة، قد يعرض الكثير من أنواع هذه المخلوقات والأحياء البحرية إلى خطر الإنقراض، كما أن تطوره المستمر قد يكون مجهول العواقب.
