فاز الأديب والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، بالجائزة العالمية للرواية العربية الـ"بوكر" بدورتها الحادية عشر في العام 2018، وذلك عن روايته الأخيرة "حرب الكلب الثانية" والتي تدور أحداثها حول التغيرات والتحولات للشخصية الرئيسيّة فيها، من كونها معارضة إلى متطرفة فاسدة، حيث تكشف عن نزعة التوحّش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية، فيغدو كل شٓيْءٓ مباحاً.
وكان الدكتور إبراهيم السعافين، رئيس لجنة التحكيم في الجائزة، قد أعلن أن اسم الرواية الفائزة بالجائزة، وهي "حرب الكلب الثانية"، والتي صدرت عن الدرار العربية للعلوم ناشرون، خلال حفل كبير أقيم في فندق "فيرمونت باب البحر" في إمارة أبو ظبي، لتكون رواية "حرب الكلب الثانية" بهذا الفوز أفضل عمل روائي تم نشره خلال الإثني عشر شهراً الماضية، حيث كان قد جرى اختيارها من بين 124 رواية مرشحة تمثل 14 بلداً عربياً.
وعلق السعافين، نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقوله: "تتناول هذه الرواية تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب يفيد من العجائبية والغرائبية ورواية الخيال العلمي، مع التركيز على تشوهات المجتمع وبروز النزعة التوحشية التي تفضي إلى المتاجرة بأرواح الناس في غياب القيم الخُلُقية والإنسانية".
وقال صاحب الرواية الفائزة نصر الله، خلال فيلم أنتجته الجائزة العالمية للرواية العربية لموقعها، وذلك عقب ترشيحه للقائمة القصيرة: "رواية كُتبت لتحزّ القارئ، لتقلق القارئ، لتجعله أحيانا غير قادرا على التنفس. حرب الكلب الثانية هي رسالة تحذير، في اعتقادي، مما يمكن أن نصل إليه في المستقبل في ضوء ما عشناه ونعيشه في السنوات الأخيرة...هذه الرواية من هنا تنطلق، من لحظة ضياع اليقين بمن تساكنه أو يساكنك، هو ذلك الجار أو ذلك الأخ أو ذلك الأب أو أي كان. لذلك تذهب الرواية وتقول إذا ما واصلنا في هذا الطريق، سنصل إلى ذلك المستقبل الذي سنصبح فيه إباديين".
وتم تكريم الكتّاب الخمسة المرشحين في القائمة القصيرة في الحفل، وهم كل من "شهد الراوي، أمير تاج السر، وليد الشرفا، عزيز محمد وديمة ونّوس، وتلقى المرشحون جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أميركي، كما تم استضافتهم في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع معهد جامعة نيويورك أبوظبي قبل الإعلان عن الرواية الفائزة، حيث شاركوا في ندوة أدارتها الروائية السودانية آن الصافي. وشارك وليد الشرفا في ندوة حول روايته "وارث الشواهد" في متحف الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، حيث أقيم معرض "المؤقت الدائم" عن حياة اللاجئين الفلسطينيين.
أما بالنسبة إلى العمل الفائز، فبحسب موقع الجائزة، فقد حصل الأديب والروائي إبراهيم نصر الله، الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، مما سيسهم في تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.
ويشار إلى أن نصر الله سيشارك في أول ظهور علني له بعد الفوز، مع كتاب القائمة القصيرة، في ندوة تُعقد في جناح بحر الثقافة ضمن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحت رعاية الشيخة شيخة بنت خالد بن محمد آل نهيان، من الساعة السابعة إلى التاسعة والنصف مساء 25 نيسان/ أبريل الجاري.
ويذكر أن أعضاء لجنة التحكيم في الجائزة بدورتها الجديدة للعام 2018، هم كل من الأكاديمي والناقد والشاعر والروائي والمسرحي الأردني إبراهيم السعافين، رئيساً، مع عضوية كل من: الأكاديمية والمترجمة والروائية والشاعرة الجزائرية إنعام بيوض، والكاتبة والمترجمة السلوفينية باربرا سكوبيتس، والروائي والقاص الفلسطيني محمود شقير، والكاتب والروائي السوداني-إنجليزي جمال محجوب.
وإبراهيم نصر الله من مواليد العاصمة الأردنية عمان في العام 1954، من أبوين فلسطينيين من اللاجئين في عام 1948 إلى الأردن، وعاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، حيث بدأ حياته العملية معلماً في المملكة العربية السعودية، وعاد إلى عمّان وعمل في الصحافة، ومؤسسة عبد الحميد شومان، وتفرغ للكتابة عام 2006. أشرف نصر الله على دورتين من الندوة (ورشة إبداع) التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الواعدين، في عامي 2014 و2016.
ومن الجدير بالذكر، أن نصر الله، تُرجمت له أربعة من رواياته وديوان شعر إلى اللغة الإنجليزية، منها "زمن الخيول البيضاء" المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 و"قناديل ملك الجليل" المرشحة للقائمة الطويلة عام 2013. وفي مقال عن رواية "زمن الخيول البيضاء" كتبت في العام 2012، أشادت صحيفة النيو ستيتسمان البريطانية ب"صوت نصرالله الذي يلقي الضوء على حيوات المهمشين".