انحراف مراهقة في منزل شقيقتها

حتى آخر لحظة اعتقدت أسرة سمراء، ابنة الـ13 ربيعاً، أنها لا تزال طفلة تهوى اللعب بالدمى، لكن هذه الصورة البريئة سرعان ما تبددت عندما اكتشفت شقيقتها أثناء مرورها ليلاً؛ للاطمئنان عليها، أن في غرفتها فتى مراهقاً، لم يتجاوز الـ16 من العمر أيضاً؛ لتصاب بصدمة شديدة، لا تزال تعاني آثارها حتى اليوم
تعرفت سمراء على حبيبها أحمد، منذ 3 أشهر فقط، وكانت العلاقة بينهما عبر الهاتف، وفي يوم الواقعة تواعدت معه في منزل شقيقتها، وأدخلته متسللاً إلى حمام الغرفة التي تنام بها، حيث تبادلا القبلات، وقام هو بتجريدها من ملابسها وممارسة الرذيلة معها.
سمراء شاهدت قطرات دم تسيل منها، ولم تشفع توسلاتها لأحمد بالتوقف، فيما أنكر هو هذه الرواية من أساسها، وقال إنه دخل الغرفة؛ ليتبادلا الحديث عندما تم ضبطهما.

غصباً عني
سمراء اتهمت الفتى باغتصابها بعد أن مكنته من التسلل تحت جنح الليل ليدخل إلى غرفتها في غفلة من أسرتها، وذكرت أنه طلب مقابلتها؛ فأخطرته بأنها ستكون في منزل شقيقتها، كما أعطته العنوان، تتابع قائلة: «فوجئت بوجوده أمام المنزل، وانتابني رعب شديد، وحتى لا ينكشف أمر علاقتي به؛ أدخلته إلى المنزل، ومن ثم إلى دورة المياه في غرفتي؛ فقام بتجريدي من ملابسي، وممارسة الرذيلة معي دون رضاي».
أحمد، يقول إنه تعرف على الفتاة عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي؛ فنشأت بينهما قصة حب، يستدرك قائلاً: «يوم تم ضبطنا، هي التي طلبت مني رؤيتها في منزل شقيقتها، وأدخلتني.... لكنني لم أمارس الرذيلة معها بالإجبار، كل شيء تم بموافقتها.

الأخت الحامل!
كان ذلك بعد منتصف الليل، في الساعة الثانية، حيث نهضت الأخت الكبرى لسمراء من سريرها، وتوجهت ناحية غرفة أختها لتطمئن عليها، فتحت الباب فجأة؛ فوجدتها في حالة من الارتباك الشديد، فسألتها: «ما بك»؟ لكن سمراء كانت بوضع غير طبيعي، الأمر لم يعجب الأخت الكبرى، فقامت بتفتيش الغرفة لتضبط أحمد في دورة المياه، أمسكت به، وبدأت بالصراخ دون وعي، حيث جاء زوجها «الصهر المضيف» مهرولاً على صوتها، وأثناء ذلك قام الفتى بدفع الأخت ورفسها؛ كي يتمكن من الهروب، لكنه لم يفلت وحضر الزوج وأمسكه، وقام بالاتصال بالشرطة.

الأخت وكونها حاملاً في الشهر السابع تعرضت لإصابات أقعدتها طريحة الفراش، والصدمة لمدة 20 يوماً؛ إذ إنها أصيبت بعدد من الركلات المتتالية من أحمد؛ أملاً في أن يتمكن من أن يلوذ بالفرار.

متهمان
أحيلت القضية إلى المحكمة، التي سمعت رواية الطرفين، ووجهت على ضوء المعطيات لأحمد تهمة انتهاك حرمة ملك الغير حسب الأحوال المبينة في القانون؛ بأن دخل ليلاً مكاناً مسكوناً، والمتمثل في الفيلا، خلافاً لإرادة صاحبها، ثم وجهت إليه تهمة مواقعة بالإكراه «الاغتصاب» بأن جرد الفتاة من ملابسها، ومارس معها الفاحشة، كما اعتدى على سلامة جسم شقيقة سمراء؛ بأن قام بدفعها عند اكتشافها وجوده في غرفة شقيقتها؛ مما أدى إلى سقوطها على الأرض، وتعرضها لإصابات مختلفة، فيما وجهت لسمراء تهمة الاتفاق والمساعدة على انتهاك حرمة الغير، بأن قامت بفتح الباب والسماح للمراهق بالدخول؛ خلافاً لإرادة صاحب الشأن.


هما السبب
المحيط المدرسي، هو المتهم الأول بنظر مريم محمد عبدالله، خبيرة تربوية، حيث تتأثر المراهقة أو المراهق به، إما إيجابا أو سلباً، تتابع مريم: «فيه عوامل مؤثرة وقوية، مثل المناهج المدرسية والمحتوى التعليمي الذي يربي الثقافات والقناعات لدى الطلبة، وخاصة في المراحل الأولى من العمر، والسنوات المدرسية الست للمرحلة الابتدائية، حيث يبدأ الطالب في تكوين المبادئ والأسس والقيم، التي يعتمد عليها في حياته المستقبلية».
فيما تجد الأخصائية النفسية في دار الرعاية الاجتماعية للفتيان بالشارقة، ليلى الكعبي، أن السبب الأول والرئيس وراء انحراف الأحداث؛ هو الأسر المفككة، مثل انفصال الوالدين، أو كبر سن الأب وصغر سن الأم، وتعدد الزوجات، وكذلك الزواج من أجنبيات، تتابع: «غالباً مايخفي الحدث جنسية أمه؛ لشعوره بأنه أقل من أقرانه، وكذلك انشغال الأب بتأمين لقمة العيش ووجوده ساعات طويلة خارج المنزل، ووفاة أحد الوالدين أو كليهما، بالإضافة إلى انعدام الحوار بين الوالدين، وبعض الأسر تعامل الابن المراهق وكأنه شاب بالغ مدرك لجميع تصرفاته».
فيما يرى البعض أن الثقة العمياء وانشغال الأهل عن تربية الأبناء، سبب رئيس في انخراطهم بممارسات غير سوية، علّق طالب في الـ17 من عمره: «والدي يقول: أأكلك وألبسك وأصرف عليك! وفي نهاية المطاف تسمعني عبارة «أنت مش متربي»، وهذا صحيح؛ لأنني لم أتلق تربية، بل رعاية مادية فقط».