ملكات الجمال في الدراما المشتركة ... لم يعدن أجساداً تستأثر بأدوار البطولة

دانييلا رحمة
نادين نجيم وعابد فهد في طريق
دانييلا رحمة
دانييلا رحمة في تانغو
فاليري ابو شقرا في الهيبة
فاليري ابو شقرا
نادين نجيم في طريق
نادين نجيم
فاليري ابو شقرا
نادين نجيم
10 صور

منذ غيابها في بدايات العقد الأخير من القرن السابق، لم يحدث أن دخلت الدراما اللبنانية السباق الدرامي العربي كمنافس على قائمة الأكثر جماهيرية، قبل أن تظهر مسلسلات الـ " PAN ARAB " اللبنانية-السورية، التي بدا فيها صانع الدراما السورية نقطة ارتكاز الأساسية لمنتجيها ولنجومها، لاكتساح السوق العربية.

وابتداء من مسلسل "روبي" بدأ المسلسل اللبناني يلفت الأنظار إليه، ليصل في رمضان 2017 عبر مسلسل "الهيبة 1" إلى قائمة الأفضل عربياً خلال رمضان 2017.. بل ويدخل الموسم الرمضاني 2018 وبجعبته عدد من المسلسلات بينها ثلاثة باتت اليوم لاعباً رئيسياً في نادي المسلسلات العربية الأهم، وهي "الهيبة- العودة" للمخرج سامر برقاوي و"طريق" للمخرجة رشا شربتجي و"تانغو" للمخرج رامي حنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ومع تمدد المسلسلات اللبنانية بصيغتها المشتركة، كان من الطبيعي أن يعاد تصدير الممثل اللبناني إلى العالم العربي، وإعادة اكتشاف موهبته التمثيلية أو تأكيد أهميتها، كما كان الحال مع الفنان طلال الجردي وعبدو شاهين و باميلا الكيك وختام اللحام و نهلة داوود، جوي خوري وزين الدين وسواهم... لكن المستفيد الأكبر من الحضور المميز عربياً للدراما اللبنانية بصيغتها الـ " PAN ARAB " هن الفنانات اللبنانيات اللواتي دخلن التمثيل من عرض الأزياء ومنصات ملكات الجمال، إذ لم يعد ينظر إليهن في الدراما بوصفهن اللواتي يستأثرن بأدوار البطولة فيها بأجسادهن لا بقدراتهن التمثيلية".

سنوات التجربة التي خاضتها الدراما اللبنانية في مسلسلات الـ " PAN ARAB " بلاشك أعادت صقل الإمكانيات التمثيلية لهؤلاء النجمات وصولاً إلى إظهار أفضل ما لديهن.

المتتبع على سبيل المثال لحضور الفنانة نادين نسيب نجيم (ملكة جمال لبنان 2004) ابتداء من عام 2007 مروراً بالمحطة الانطلاقة في مسلسل "لو" في رمضان 2014.. فثلاثية حضورها إلى جانب الفنان تيم حسن في "تشيللو" و"نص يوم" و"الهيبة" وبطولة مسلسل "سمرا" وصولاً إلى "طريق" لابد أن يكتشف التطور الحاصل في أداء الفنانة اللبنانية وثقتها المرتفعة أمام الكاميرا وعلاقتها مع الشخصيات التي تؤديها وتفاعلها مع شركائها الممثلين، الأمر الذي يجعل من صفة "ملكة الجمال" محطة في مسيرتها المهنية، لا حامل هذه المسيرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


لم تختبر نادين بعد في أدوار تمثيلية بطاقة وجدانية عالية، كما لم تؤد بعد شخصيات مركبة تحتشد فيها الأضداد، على نحو تحتاج إلى شكل فني جديد في تجسيد الشخصية يلملم تناقضاتها في جسد واحد، ويبثّ فيه الروح ويقنعنا بها، إلا أنها نجحت حتى الآن في تأدية واجباتها كممثلة وفق ما تقضيه طبيعة الأدوار التي تؤديها...وعبر هذه الأدوار أكدت أنها ممثلة جيدة تستطيع تحقيق استجابة عاطفية من قبل جمهورها، ولكنها تحتاج إلى المزيد من التجارب والتنويع في شخصياتها وصولاً إلى قدر أكبر من عمق الاستجابة العاطفية لشخصياتها، وتأكيد أحقيتها في الصف الأول من النجومية.

النص المحكم لمسلسل "تانغو" (كتبه إياد أبو الشامات) ووجود رامي حنا المخرج الذي يتحسس مشاهده ويعرف أين يضع ممثله في مكان يظهر إمكانياتها التمثيلية، هو سر نجاح الفنانة دانييلا رحمة (ملكة جمال المغتربات 2010 في لبنان ومقدمة برامج) في تجربتها التلفزيونية لرمضان 2018 ، وخلافاً لتوجس البعض من أن يكون إسناد البطولة لها في "تانغو" مجرد اسنثمار لجمالها، وفق ما درجت عليه الدراما العربية واللبنانية في السنوات الأخيرة، أثبتت دانييلا أحقيتها بتجسيد شخصية "فرح" وأبدت قدرة على التعامل مع الشخصية ومتطلباتها، ولاسيما تلك المتعلقة بسينوغرافيا جسدها، ولعل استحقاق دانييلا الأهم كان في ظهورها وسط أمام حضور تمثيلي طاغ للفنانين باسل خياط ودانا مارديني إلى جانب نجومية متجددة للفنان باسم مغنية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


وبالعموم نجحت الفنانة دانييلا رحمة، إلى حد ما، في تغييب الصورة الذهنية لاستيلاء الحسناوات على الأدوار الأولى في الدراما بثقل جمالهن، فقدمت أداء مرضياً، إلا أنها لم تزل تحتاج لمسلسل ثان بعد "تانغو" لتثبت جدارتها التمثيلية.

وخلافاً لتجربة مواطنتها دانييلا رحمة، لم تمنح مساحة الشخصية التي ظهرت من خلالها فاليري أبو شقرا (ملكة جمال لبنان 2015) في مسلسل "الهيبة- العودة" الفرصة لنختبر امكانياتها التمثيلية، فبدت متواضعة في حضورها وأدواتها التمثيلية، ولكنها لم تصل حد إثارة حفيظة أحد على تعديها على مهنة التمثيل، فجاء حضورها خفيفاً، ربما لطبيعة الدور الذي قدمته، وبكل الأحوال يمكن اعتبار شخصية "مريم" التي قدمتها فاليري أبو شقرا تمريناً على الوقوف أمام الكاميرا والتعامل مع الممثلين...للحكم بعدها على التوغل في التجربة أو تركها لتكون مجرد ذكرى.