لا حديث بين سكان قرى محافظة البحيرة سوى عن هجوم الأفاعي، رغم الخطة التي استخدمتها وزارة الزراعة بحقن 10 آلاف بيضة بالسم وتوزيعها على أوكار الثعابين التي انتشرت بها بكثرة داخل الأراضي الزراعية؛ ما تسبب في حالة رعب لم تشهدها البحيرة من قبل خاصة بعد أن أسفر هجوم الأفاعي عن مصرع شخصين وإصابة 9 آخرين.
وتهكم سكان القرية بالسخرية من حقن البيض بالسم بقولهم: «الثعابين لم تأكل البيض يبدو أنها كانت محتاجة حمام!».
وعلى الرغم من مجهودات الوزارة في توفير هذا «البيض المسموم»، فإن معمل المناخ بوزارة الزراعة، أعلن أنه من الصعب أن تتغذى الثعابين على «البيض المسموم»، بل يكاد يكون مستحيلاً، موضحًا أن الحل الأفضل هو الاستعانة بصائدي ثعابين متخصصين، وأن المصل في أحيان كثيرة يكون أكثر خطورة من اللدغة ذاتها، وتنتج عنه حساسية قاتلة، فإن ظهرت عليه أعراض عصبية مثل التشنجات، فإن هذا يؤكد خطورة حالة المصاب.
من جانبها ردت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة على الخطوات المقرر اتخاذها؛ حيث سيتم تطهير المجاري والمصارف بقرية منية السعيد، وعمل مصائد للثعابين، لافتة إلى أنه تم توفير 50 برميلاً؛ للمساعدة على استخدام هذه المصائد.
وأشارت إلى أنه سيتم عمل حملة نظافة موسعة في قرية منية السعيد، بالإضافة إلى توفير المصل في جميع المستشفيات، وأيضًا سيتم عمل ندوات توعوية بالقرية والقرى المجاورة لخطورة الثعابين، وكيفية التعامل معها.
ومن جانبه قال الدكتور محمد فهيم، المدير التنفيذي لمعمل المناخ بوزارة الزراعة، إن سبب انتشار الثعابين، يرجع إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة، وتزداد تلك الهجمات مع الاستمرار في ارتفاع الحرارة، خاصة خلال شهري يوليو وأغسطس، موضحًا أن البيانات والدراسات التي قدمها المركز والعديد من المؤسسات الدولية أثبتت أن صيف 2018 من أشد مواسم الصيف حرارة منذ 160 عامًا، وهو ما أكدته أيضًا مؤسسة «ناسا» الأمريكية.
وأوضح أن الثعابين والأفاعي من ذوات الدم البارد، ترتفع درجة حرارتها في النهار، وبالتالي تحتاج بشكل متواصل للمياه، وتبحث دائمًا عن الرطوبة، وتجد الأماكن الزراعية والرطبة ومواقع الصرف الصحي ملاذًا لها؛ من أجل ترطيب جسدها من الحر الشديد.