يصادف يوم الخميس الموافق 23 آب / أغسطس الجاري، عيد ميلاد الملكة نور الحسين، عقيلة الملك الراحلالمغفور له بإذن الله الحسين بن طلال رحمه الله، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، إذ حرصت الملكة نور منذ اقترانها بالملك الحسين، طيب الله ثراه، خلال العام 1978، على ممارسة دورها في الخدمة العامة على المستوى الوطني والدولي، والملكة نور الحسين من الأصوات المسموعة الداعية للتبادل والتفاهم الدوليين وحل النزاعات وما يترتب عليها من قضايا مثل التخفيف من حدة الفقر، واللاجئين والمفقودين والتغير المناخي ونزع السلاح، وقد تركزت جهودها على مناطق الشرق الاوسط والبلقان ووسط وجنوب شرق آسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا.
ويتركز عمل الملكة نور الحسين في الأردن والوطن العربي، على قضايا الأمن الإنساني على المستويين الوطني والإقليمي في مجال التعليم، والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان وتعزيز التفاهم بين الثقافات، وتحمل جلالتها درجة الـ"بكالوريوس" في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري من جامعة برنستون.
وقد عملت مبادرات مؤسسة نور الحسين ومؤسسة الملك الحسين "منذ العام 1999"، التي اسستهما وترأسهما الملكة نور، على تقديم نهج متكامل وتشاركي للتنمية المستدامة العادلة، فمنذ بداية الثمانينات، طورت برامج المؤسسة التفكير التنموي المتقدم في منطقة الشرق الأوسط من خلال برامج رائدة في مجال القضاء على الفقر، وتمكين المرأة، وتوفير التمويل للمشاريع الصغيرة، والصحة، والفنون، كوسيلة للتنمية الاجتماعية والتبادل بين الثقافات بالإضافة إلى توفير التدريب وبناء القدرات في غرب آسيا، واليوم، وبوجود مجموعة من القادة المفكرين وأكثر من ألف موظف وموظفة يعملون بدوام كامل في جميع أنحاء المملكة الأردنية، توفر المؤسسات الثمانية العاملة تحت مظلة مؤسسة الملك الحسين، فرصاً عادلة للنساء والشباب للحصول على الخدمات الاقتصادية والتعليمية والصحية.
وعلى الصعيد الدولي، تركز الملكة نور الحسين على قضايا التنمية المستدامة والمياه وتحسين صحة المحيطات. وفي العام الماضي، شاركت كمتحدث رئيس في مؤتمر مخاطر المحيط ومؤتمر محيطنا، حيث أكدت أهمية العلاقة، التي غالبا ما يتم تجاهلها، بين صحة المحيط والبشر والتحديات الأمنية البشرية والوطنية والدولية، وترعى الملكة نور الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة ومدافعة مؤيدة لتسليط الضوء على العلاقة بين التدهور البيئي وانعدام الأمن والنزاع خاصة في الشرق الأوسط.
كما أن الملكة نور الحسين ومنذ وقت طويل، كانت ولا تزال مناصرة قوية للسلام العادل ولقضايا اللاجئين الفلسطينيين، وهي عضو مجلس إدارة "اللاجئين الدولية" وهي صوت مناصر لحماية المدنيين في أماكن الصراع والتهجير في العالم. وتولي جلالتها تركيزاً لأهمية حشد التأييد للعراقيين المهجرين في كل من العراق والأردن وسوريا وبلدان أخرى بعد حرب العراق في العام 2003، ومئات الآلاف من النازحين السوريين منذ اندلاع الأزمة السورية العام 2011.
وانصب تركيز الملكة نور الحسين أيضاً على منطقة البلقان، خاصة بعد تنفيذ أول مهمة إنسانية هناك العام 1996، والتي هدفت إلى تقديم مساعدات أردنية للناجين بعد سقوط "سربرنيتشا". وهي مفوض اللجنة الدولية المعنية بالأشخاص المفقودين وهي الجهة الرائدة عالمياً في توفير نظام التعرف على الضحايا عن طريق الحمض النووي وتوفير أفضل الممارسات للتعافي والمصالحة للدول التي تتعامل مع الكوارث الطبيعية وانتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان والنزاعات. وبوصفها أقدم مفوض في اللجنة الدولية المعنية بالأشخاص المفقودين، فقد دعمت الجهود التي تكللت بتطوير اللجنة، لتصبح منظمة حكومية دولية في "لاهاي"، تعمل مع أكثر من 40 بلداً.
والملكة نور عضو مجلس أمناء "معهد آسبن"، ومستشارة أيضاً لمؤتمر "ترست وومان" السنوي الذي تنظمه مؤسسة ثومسون رويترز لمنح حقوق النساء دعماً قانونياً. وهي عضو المؤسسة الأميركية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى "أنيرا". كما عملت جلالة الملكة نور الحسين مع عدد من المنظمات الدولية الأخرى لتعزيز جهود تحقيق السلام على المستوى العالمي، والتعافي من النزاعات منها: مؤسسة السلام في العصر النووي، وبذور السلام ومجلس القيادات النسائية في العالم والنساء المناضلات من أجل السلام. وجلالتها عضو أيضاً في المجلس الاستشاري لـ "مركز بيو للدراسات.
وقد نشرت جلالتها كتابين: الحسين عاهل الأردن وقفزة الإيمان: مذكرات حياة غير متوقعة، الذي حقق أفضل مبيعات في نيويورك تايمز وتم نشره في 17 لغة. ولجلالة الملكة نور الحسين أربعة أبناء، هما: صاحبي السمو الاميرين، حمزة وهاشم، والأميرتين: إيمان وراية، بالاضافة إلى عشرة أحفاد.