تخيل أن تستيقظ صباحاً، وعندما تكون في طريقك للعمل، ترى "حوتــاً" ضخماً نافقاً في الطريق، من المؤكد أن هذا المشهد سيكون صدمة كبيرة، وحديث جميع أهل المدينة طوال اليوم، وربما طوال الأيام القادمة، هذا تماماً ما حدث مع سكان إحدى المناطق في العاصمة الإسبانية مدريد، عندما تفاجأوا برؤية جيفة حوت نافق على إحدى ضفاف نهر "مانزاناريس"، فما قصة هذا الحوت.
ونقل موقع "عربي بوست" عن مواقع إسبانية، أنه بعد العثور على جيفة الحوت النافق التي يصل طولها إلى 16 متراً، على إحدى ضفاف النهر، تبيّن أنه ليس حوتاً حقيقياً، بل هو "عمل فني"، تم صنعه وضعه في هذا المكان بهدف دق ناقوس الخطر بشأن مستويات التلوث المرتفعة في البحار والمحيطات حول العالم، وكان قد صمَّمتها مجموعة من الفنانين، تُطلق على نفسها اسم "كابتن بومر كولكتيف".
وكانت هذه المجموعة الفنية، قد أنجزت هذا العمل على شكل جيفة حوت نافق ضخم، بالإتقاف مع السلطات البلدية في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث تم الإتفاق على وضع المجسم على ضفة النهر، من أجل التوعية بمخاطر التلوث البحري في مختلف أرجاء العالم، وقال المنسق بمجلس مدينة مدريد "فرناندو كوادرادو"، الذي نقلت تصريحاته وكالة "رويترز" العالمية للأنباء: "قرَّرنا القيام بذلك ضمن البرنامج الثقافي لمجلس المدينة، لتسليط الضوء على مشكلة التلوث في المحيطات، وأيضاً لنصنع حالة من التشويق بين المواطنين على المستوى الفني".
ولم يتوقف الأمر عند مجرد وضع مُجسم الحوت الضخم على إحدى ضفاف نهر "مانزاناريس"، بل أضاف هؤلاء الفنانين لمسة واقعية على العمل، بأن أحاط عدد من أعضاء المجموعة الفنية بهذه بالحوت المُزيف، وكانوا متنكرين على هيئة متخصصين في الطب الشرعي، يفحصونه من أجل تحديد سبب نفوقه، والجدير بالذكر أن هذه المجموعة كانت قد نفَّذت بالفعل هذه الخدعة في عدة عواصم أوروبية، من أجل رفع مستوى الوعي الجماهيري بمخاطر الأنشطة البشرية على الحياة البحرية.
