غضب الزوج... أسبابه وطرق تفاديه

تختلف طبيعة المرأة عن الرجل في أمور عدة، وهذا الاختلاف يظهر في تقبّل أحدهما لبعض المواقف، وطرق تعاملهما في الأزمات، وطريقة حلّهما للكثير من المشاكل التي تقع بينهما.
ويعتبر الغضب وجهًا من أوجه اختلاف التكوين النفسي بين المرأة والرجل؛ فغضب الرجل لا يشبه غضب المرأة، وعندما يغضب الرجل فإنّ هذا الغضب قد يختلف من رجل لآخر. فهناك من يغضب لأتفه الأسباب، وهناك من لا يغضب إلا عند حدوث أمور خارجة عن إرادته.

لماذا يغضب الرجل؟


يجب على كل زوجة أن تدرك وتعي الأسباب التي تدفع زوجها للغضب؛ كي تتحاشاها، وبالتالي تتجنب المشاكل والخلافات الزوجية، ومن هذه الأسباب:
1- تدخّل الزوجة في صلاحيات زوجها.
2- عدم الانصياع لأوامره، والاستجابة لطلباته.
3- تجاهلها لبعض متطلباته التي يجب أن تقوم بها دون طلب منه كالاهتمام بمظهرها، ومنزلها، وبكل ما يحبه زوجها.
4- إثارة المرأة غيرة زوجها قد تقوده للجنون، لذا يجب عليها أن تبتعد عن كل ما يثير شكوكه ويولّد غيرته.
5- وأخيرًا يعتبر الإحساس بالجوع عند بعض الرجال دافعًا قويًا للغضب، لذا عليكِ سيدتي إن علمتِ أنّ زوجكِ لا يستطيع تمالك نفسه عند شعوره بالجوع؛ أن تعدّي له الطعام في الوقت المناسب ولا تتأخري في تقديمه.

ردة فعل الرجل عند الغضب


التعبير عن الغضب يختلف من رجل إلى آخر؛ فالرجل عندما يغضب يعبّر عن غضبه بأكثر من طريقة، فمنهم من يرفع صوته وتحمرّ عيناه، ومنهم من يلتزم الصمت، ومنهم من ينسحب من الموقف ويغيّر مكانه، ومنهم من يضرب بيديه أو يكسر أي شيء أمامه، ومنهم من يشتم الدين أو يتلفظ بالطلاق، ومنهم من يخلد إلى النوم أو يمارس الرياضة.

كيف تمتص الزوجة غضب زوجها؟


مهما كان سبب غضب الزوج، لابد للمرأة أن تحتوي غضبه، وتجد السبيل لإطفاء ناره المتقدة، ومن الطرق التي قد تساعدها على ذلك:
1- عندما تكون الزوجة هي المخطئة، كأن تتأخر بتنفيذ بعض مسؤولياتها تجاه زوجها، فعليها أن تطفئ نار غضبه، بمناداته مثلاً بأحب الأسماء إليه، وتقدم له الاعتذار عن تأخيرها، وتحتمل ما قد يقوله من كلام مهما كانت قسوته؛ لأنه في هذه الحالة سيفرغ جزءًا من غضبه.
2- إذا تحدث الزوج مع زوجته وهو غاضب، فيجب عليها ألا تقاطعه، وتؤيده ببعض الكلمات، مثل «معك الحق»، وبعد أن تهدأ العاصفة؛ تخبره بأنه أخذ الأمور بعصبية، بسبب ضغوط ومشاكل قد تعرض لها، كما يجب أن تتحدث معه بأسلوب لبق يشعره بالخطأ مما يجعله يتراجع عن غضبه، بل قد يعتذر عما بدر منه.
3- على الزوجة أن تجعل الابتسامة لا تفارق وجهها؛ فهي رسالة غير مباشرة لإعلان وقف المشاحنات في البيت وإنهاء الخصام.
4- أكبر خطأ قد تقع فيه الزوجة عند غضب زوجها أن تستفزه وتذكِّره بمشكلات سابقة؛ لأنّ هذا من شأنه أن يجعله أكثر عصبية، وبالتالي يكبر حجم المشكلة وتتوتر الأجواء بينهما بصورة يصعب تهدئتها لاحقًا.
5- على الزوجة مراعاة مشاعر زوجها ورغباته والتعبير عن رغبتها باحترام وحزم، مما يعطي انطباعًا للزوج بمدى ثقة زوجته وصدقها، الأمر الذي يجعله يشعر بالمسؤولية.
6- على الزوجة أن تتقبّل غضب زوجها بدون حساسية، فربما يكون سبب غضبه ليس له شأن بها، بل قد لأمر آخر متعلق بعمله، أو شيء خاص به.
7- يجب أن تسمح الزوجة لزوجها بالتعبير عن غضبه، فقد يعبّر عن كراهيته لأشخاص معينين، ودورها في هذه الحالة الاستماع له دون مجادلته، ثمّ عند انتهاء موجة الغضب، تبدأ بإظهار الحقيقة له، ولكن بحذر شديد؛ حتّى لا تُشعل غضبه مجددًا.
8- على الزوجة عند تعاملها مع زوجها الغاضب، مراقبة مستوى غضبها؛ خوفًا من إزعاجه عن طريق السخرية، أو الاشمئزاز، أو استخدام ألفاظ تُفاقم غضبه.

خطوة يجب أن تقدمي عليها


في نهاية المطاف، عليكِ سيدتي أن تكوني لزوجكِ الزوجة المحبة، والصديقة الصبورة، والأم الحنونة، فلا تنامي وهو غاضب منكِ، فبعد أن تهدأ الأمور بينكما، حاولي المبادرة بالصلح. ويجب ألا تعتقدي أنّ الحب والتفاهم بينكما قد فتر؛ فغضب الزوج ليس دليلاً على نهاية الحب، كما عليكِ أن تتحلي بالكثير من الصبر، وتتعاملي مع زوجكِ بعطف ورحمة، وتحاولي احتواءه بين ذراعيكِ، لعلّ غضبه يهدأ، ويحلّ مكانه الهدوء والطمأنينة.