الأول من نوعه في العالم.. افتتاح متحف للأطعمة «المقززة» في السويد

صاحب الفكرة عالم النفس الأميركي الشهير صامويل ويست
ويست من أمام متحفه الأول متحف الفشل
فاكهة الدوريان ذات الرائحة الكريهة جداً
افتتاح اول متحف للأطعمة المقززة في العالم
الرنجة المخمَّرة السويدية
أحد الأطباق من المتحف
متحف الأطعمة المقززة
7 صور

في الوقت الذي تنتشر فيه متاحف ومعارض الطعام الشهي، والتي تشبه اللوحات الفنية أكثر مما تشبه مجرد طبق من الطعام، وفي الوقت الذي أصبح الطعام بحد ذاته نوعاً مهماً من الفنون، ينتظر السويديون أن يتم افتتاح متحف هو الأول من نوعه على مستوى العالم، لا علاقة له بالجمال والفن والشهية لا من قريب ولا من بعيد؛ حيث من المفترض أن يتم افتتاح أول متحف في العالم لـ«الأطعمة المقززة»، وذلك في مدينة «مالمو» ثالث أكبر المدن السويدية نهاية تشرين الأول / أكتوبر الجاري 2018.


وبحسب ما نقله موقع «عربي بوست» عن صحيفة «The Independent» البريطانية، فإن المتحف غير المعتاد هذا سيعرض بعض الأطباق «المُنفِرَّة» المثيرة للاشمئزاز من جميع أنحاء العالم. وسيحتوي هذا المعرض الغريب والأول من نوعه في العالم، على أطباق كريهة، بدءاً من سمك القرش العفن، الذي يعد أحد الأطباق الشهيرة والمعروفة في أيسلندا، وصولاً إلى «الدوريان» ذات الرائحة الكريهة، التي تعد أيضاً طبقاً شعبياً في مناطق جنوب شرق آسيا، وهي نوع من الفاكهة لاذعة الطعم، حتى أن الحكومات في سنغافورة، تحظر وجودها في وسائل النقل العام.
بالإضافة إلى ذلك، سيعرض المتحف أطباقاً شعبية أخرى مثل سمك الرنجة المُخمَّر من السويد، وخنزير غينيا المشوي من بيرو، والجبنة بالدود من سردينيا، ومن المقرر أن يفتح أبوابه لمدة 3 أشهر فقط من نهاية تشرين الأول / أكتوبر 2018، وحتى نهاية كانون الثاني/ يناير من العام المقبل 2019.

ليست الفكرة الغريبة الأولى في السويد..
يعتبر عالم النفس الأميركي الشهير «صامويل ويست»، هو صاحب الفكرة لهذا المتحف، كما أنه أيضاً صاحب فكرة «متحف الفشل» المعروف، والذي افتتح في مدينة «هلسنجبورغ» بالسويد، وله الآن فروع في كل من «تورنتو» الإيطالية، و«لوس أنجلوس» الأمريكية، وقريباً في «شنغهاي» في الصين. وفي حديث لعالم النفس الأمريكي أدلى به لمجلة «ذي لوكال The Local»، تحدث عن فكرتيه هاتين قائلاً: «الفكرتان ممتعتان، لكنَّ متحف الطعام يحظى بقبولٍ وجاذبية أكبر بين الناس».


وأضاف «صامويل ويست» خلال حديثه: «يمكنك أن تتحمَّل الأشياء المقززة إلى حد معين، ولكن إذا شاهدت أكلة سمك القرش العفن، فستتمنى لو لم تولد قط». وبيّن أنَّ الهدف الأول والأخير من المتحف هو «المتعة والإثارة وجذب تفاعل الجمهور»؛ لكنَّه أكَّد أنَّ المتحف يهدف كذلك إلى الاستدامة، قائلاً: «نحتاج إلى أن نناقش مفهومنا عن الاشمئزاز إذا كنا سننظر في بعض مصادر البروتين الأكثر ملاءمةً للبيئة، مثل الحشرات».

كلفة المشروع.. مرتفعة جداً
ومن المنتظر أن تُحفظ معظم المعروضات النتنة في صناديق زجاجية تُستخدم في الأبحاث الطبية كي تحتوي رائحتها ولا تنتشر في المكان بشكل يؤذي الحضور، ومع ذلك، كانت رائحة أكلة «الرنجة المخمَّرة» السويدية الشهيرة، قوية جداً لدرجة أنَّها شكلَّت تحدياً إضافياً للقائمين على هذا المتحف؛ إذ قال ويست: «لقد اختبرناها مراراً، وكدنا أن نُطرد من مكتبنا الحالي بسبب الرائحة، أظن أننا توصلنا إلى حل، لكني لست متيقناً، وهذا أحد الأشياء التي تؤرقني ليلاً».


ومن المقرر أن يتم تجديد قرابة نصف الأطباق المعروضة مرة كل يومين على الأقل؛ مما يجعل المتحف مشروعاً مكلفاً للغاية، وذلك حتى لا تتلف وتتسبب بروائح قد لا تُطاق أو تضر حضور المتحف، واعترف ويست بذلك قائلاً: «للأمانة، يُعَد المعرض في الحقيقة أمراً مزعجاً، فعندما كنت أصمم المشروع، كنت أفكر في أنَّه يجب أن يكون سهلاً واقتصادياً؛ لأنني أنفق عليه، ولكن ما هو الأفضل والأمتع، أن ترى أمامك نسخة بلاستيكية طبق الأصل من بعض الأطعمة أم ترى الطعام الحقيقي؟».


ويجيب ويست عن هذا التساؤل قائلاً: «بالطبع الأمتع أن ترى فاكهة الدوريان الحقيقية القادمة من تايلاند أمام عينيك». وأضاف: «هذا أمر ممتع حقاً لكنَّه مُعرضٌ للفشل إلى حدٍ كبير، فإذا لم يأت أحدٌ إلى المتحف، فسأخسر أموالاً طائلة». ويُذكَر أنَّ قيمة أقل تذكرة لدخول المتحف تبلغ نحو 20 دولاراً، بينما سيكون دخول الأطفال بشكل مجاني.