كيف تستشعرين معنى اسم الله «القيوم» في رمضان؟

كلّ منَّا يقرأ آية الكرسي باستمرار، ويمرُّ على قوله تعالى: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، ولكن هل تأمَّلنا في معنى كلمة «القيوم»، وتجلِّياتها التي يمكننا استشعارها في هذه الليالي المباركة؟ وما آداب التَّعامل مع هذا الاسم العظيم من أسماء الله الحسنى؟

- القيوم تعني القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، فما من البشر واحد قائم بذاته، بل لا يدري المرء ماذا سيحدث بعد دقيقة، أو بعد ثانية، لكن الله سبحانه وتعالى قائم بذاته، ووجودنا مفتقر إلى إمداد الله إلى أن يسمح لنا بأن نعيش ساعة أخرى، أو يوماً آخر، أو أسبوعاً آخر.

- والقيوم يقوم به كل موجود، وكل موجود في الكون قائم بالله، فإن رأيت الشَّمس بازغة فالله سمح لها بذلك، وهي باقية بأمر الله، والقيوم يحتاجه كل شيء في كل شيء، وهو القائم بتدبير أمر خلقه، والقائم برزق العباد، فالأمطار تهطل، والرشيم يتحرك (أي الجزء الحي من النبات)، والمعادن تنحل، والجذر ينمو، والقلنسوة تحفر الصخر، والماء أُذيبت به المعادن، وصعد إلى عروق الشجر، وانعقد الزهر، ونمت الأوراق، وانعقد الثمر وأصبح يانعاً، والقيوم لا يقع شيء في الكون إلا بأمره ومشيئته وإرادته وحكمته وقدرته وعلمه.

- والقيوم: القائم على كلِّ نفس بما كسبت، يُحاسب كل إنسان حساباً دقيقاً، حيث يقول الله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ...}.

* آداب التَّعامل مع هذا الاسم

ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم أن يعوّد قلبه على الانقطاع عن الخلق مادام يعرف أنَّ كل شيء قائم بالله، ومن أدب المؤمن مع هذا الاسم أنَّ من عَلِم أنَّ الله هو القيوم للأمور، استراح من كدِّ التدبير، وتعب الاشتغال بغيره، وعاش براحة النَّفس، ولم تكن للدنيا عنده قيمة.
وفي رمضان يتجلَّى اسم القيوم حين يشعر المؤمن بافتقاره إلى الله تعالى، ويعلم يقيناً أنَّ صيامه وقيامه إنَّما هو بتوفيق من الله تعالى وفضله.

المصدر: تفسير أسماء الله الحسنى للدكتور محمد راتب النابلسي.

اقرئي المزيد من فتاوى رمضان