المشكلة: صادقني 5 سنوات ثم اختفى!!

السؤال

السلام عليكم خالة حنان.. عمري 23 سنة.. عندي مشكلة نفسية أتعبتني كثيرًا، كانت لديَّ علاقة صداقة بشاب بدأت من 5 سنوات. كانت مجرد صداقة من المدرسة لكن كانت حلوة جدًا. كنا نحكي كل يوم بالتليفون طول اليوم، والمبادرة بالحكي تأتي منه. تقريبًا أصبحنا نعرف كل شيء على بعضنا البعض. وذات يوم اتفقنا أن نخرج، فتمشينا وحكينا كثيرًا؛ لأني لم أكن أراه من فترة طويلة؛ لأن كل واحد منا اختار شعبة مختلفة. لكن ظللنا نحكي بالتليفون. المهم كنا في تلك الخروجة مرتاحين وسعيدين جدًا، ورجعت إلى البيت، وكما العادة بعث لي «ماسج» وسألني إذا دخلت البيت، وحكينا، وكان هذا آخر يوم حكينا فيه؛ لأنه بعد ذلك اختفى. غيّر رقمه ولم أعد أعرف عنه شيئًا.
مضت الآن 4 سنين، والمشكلة أني لم أقدر أن أنساه. دائمًا ببالي، خاصة أنني لم أفهم الطريقة التي تركني فيها.. كنا تشاركنا في كثير من الأشياء، مثل الأكل والأغاني، ونحكي طول اليوم على كل شيء. والآن كلما أحاول أنساه؛ تأتي أغنية أو فيلم حكينا عنه؛ فيعود إلى بالي، أو حين أسمع أحدًا يذكر اسمًا مثل اسمه.. هذه الأمور أرهقتني جدًا. ماذا أفعل خالة؟
(نرمين)

رد الخبير

1- من الواضح يا حبيبتي أن هذا الشاب لم تكن لديه فكرة عن الحب الكبير والتعلق اللذيْن كنتِ تشعرين بهما.
2- أو يمكن أن يكون أحسّ بالإحراج؛ لأن صداقته لكِ كانت عامة، وما يجمعه به هو الرفقة التي لا تصل إلى الخصوصيات الشخصية.
3- يجب أن تعلمي أن مفهوم الصداقة لدى الشاب مختلف عما تشعر به الفتاة، فمشاعر الحب تبدأ بشبه صداقة لدى الفتاة، لكن الشاب يمكنه أن يكون صديقًا لأي فتاة لطيفة دون أن يشعره ذلك بالتزام نحوها، خاصة إذا لم يتحدثا عن المشاعر الشخصية الخاصة.
4- أقول هذا بشكل عام، وأنتِ لمست ذلك، وأعجبتِ بلطفه؛ فكوّنت لكِ مشاعرك سحابة من الأوهام؛ لتزدادي تعلقًا، وهذا هو الخطأ الأول الذي ارتكبتِه.
5- كنت أفضّل لو أنكِ لم تخرجي معه، لكن الأمر قد حدث، وأرجو أن يكون درسًا لكِ؛ لأن هذه النزهة كانت تعني لكِ الكثير، بينما لم تعنِ له شيئًا، وعلى الأغلب اكتشف أنكِ لست فتاة الأحلام؛ فتعامل معك بشهامة (لأنه اتصل يطمئن على عودتك إلى بيتك) وبعد ذلك ربما أحس أنه سيتورط ويورطك أيضًا، ففضّل الابتعاد، وكأنه يقول لك «اللبيب من الإشارة يفهم»!!
6- واضح إذن أن الشاب قد اكتفى من هذه الصداقة بذكريات الدراسة، ولعلكِ تستفيدين من معرفة ذلك باحترام صمته وابتعاده واحترام كرامتك، فتحاولين النسيان وتلتفين لشؤونك وحياتك ومستقبلك. ولا بأس من الذكرى، لكن الإنسان الحكيم، والذي يستفيد من دروس ذكرياته؛ لتحسين شخصيته وتصرفاته، وهو ما أنصحك به؛ لأن المشاعر لا خوف منها، فهي ستتراجع مع الوقت؛ لأن الحياة والمستقبل أقوى من الماضي، والشاطر من يفهم ذلك ويطبقه. وفقك الله.