منيرة محمد لـ «سيدتي»: فوزي جعلني أفكر بالكتابة

الفائزة منيرة محمد
الفائزة بـ «تحدي القراءة» منيرة محمد
منيرة محمد
الفائزة بـ «تحدي القراءة» منيرة محمد
الطفلة منيرة محمد
الطفلة الملهمة منيرة محمد
7 صور

أقيم في نهاية الشهر الماضي تحدي القراءة، برعاية حمد الوهيبي، مدير التعليم، وريم الراشد، المساعد للشؤون التعليمية، وحققت فيه المركز الرابع على مستوى تعليم الرياض والأول على مستوى مكتب النهضة الطفلة الملهمة منيرة محمد العتيبي.
هذا الإنجاز دفع العتيبي إلى تغيير أهدافها وطموحاتها المستقبلية، وهو ما أوضحته لـ «سيدتي»، كاشفةً أيضاً، خلال حوارنا معها، أن هذا الفوز غيَّر من شخصيتها، متحدثةً عن أبرز اهتماماتها «غير المألوفة للأطفال» في المرحلة المقبلة:
بدايةً، حدِّثينا عن نفسكِ؟
أنا منيرة محمد العتيبي، أبلغ من العمر 12 عاماً، أحب القراءة، وتربية الحيوانات، والقيام بالأعمال التطوعية والإنسانية، وأعشق الفضاء وعلم الفلك.
بماذا شعرتِ عند تحقيقكِ المركز الرابع على مستوى تعليم الرياض، وهل ستشاركين في المسابقة بالأعوام المقبلة؟
شعرت بالفخر والاعتزاز لوصولي إلى هذه المرحلة المتقدمة، وبإذن الله سأشارك مجدداً لأحقق المركز الأول، وأصبح «بطلة التحدي».
حققتِ أيضاً المركز الأول على مستوى تعليم مكتب النهضة، ماذا أضاف لكِ هذا الأمر؟
فخورة بنفسي لتحقيقي هذا الإنجاز، والحمد لله، تمكَّنت من خلاله من صنع مجدي الشخصي، حقيقةً مهما حاولت لن أستطيع وصف مشاعري فنحن نستطيع رسم زهرة لكننا لا نستطيع وضع عبيرها.
زميلاتكِ في المدرسة ومعلماتكِ، هل كان لهن دور في تحقيقكِ هذا الإنجاز؟
أقضي في المدرسة أجمل أوقاتي، فعلاقتي بزميلاتي جيدة جداً، وكذلك الحال مع معلماتي، اللاتي أحترمهن كثيراً، وأنفِّذ أي شيء يطلبنه مني، وعندما دخلت المسابقة وجدت تشجيعاً كبيراً من الجميع لتحقيق إنجاز مميز فيها.
موادكِ الدراسية المفضلة؟
العلوم، اللغة العربية، الرياضيات، واللغة الإنجليزية.
كيف بدأ معكِ حب القراءة؟
في صغري كنت أقرأ ما تعبِّر عنه وجوه الآخرين، وخفايا تصرفاتهم، ولغة أجسادهم، وحينما دخلت المرحلة الابتدائية، تعلمت قراءة الكلمات بسهولة، بل وأصبحت قارئة شغوفة وملهمة.
يشعر كثيرون بالملل أثناء فتح كتاب، بماذا تنصحينهم للتغلب على ذلك؟
يقول الله تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق». لا نهضة للأمة دون نهضة الفرد، ولا نهضة للفرد من غير تعزيز قدراته العقلية، وهذا لن يحدث إلا عبر القراءة، أنصحهم بتقوية رغبتهم في القراءة، لأن الكتاب زاد فكري ومعرفي لأي إنسان في الحياة.
أيهما تفضلين الكتب الورقية أم الصوتية؟
أؤيد مقولة جيف كيني هنا: «أنا أحب الكتب الورقية، لأنني أستشعر فيها الفائدة المغروسة داخلها، وتقليب صفحاتها وحده يريق لي مزاجي، أما الكتب الصوتية فلا أنتقدها لأن للحياة العصرية حسناتها».
في ظل الاهتمام بالبيئة بالتقليل من استخدام الورق، هل تظنين أن الكتاب الورقي سينقرض قريباً؟
كلا، لا أرى ذلك، لكنه سيصبح وسيلة قديمة، ويتم استعمال الكتب الإلكترونية أكثر.
خططكِ وأهدافكِ في العام الجاري ٢٠١٩؟
أخطِّط للانتهاء من تأليف أول كتاب لي بعنوان «رغيف واقع» لاكتساب مزيدٍ من الخبرة، وتأليف كتاب عن نفسي.
لمَن ستُهدين كتابكِ؟
إلى أمي لأنها غرست في نفسي العطف والرحمة على الآخرين، وأبي الذي علَّمني الصبر والشجاعة وحب العطاء.
كيف جاءتكِ فكرة تقديم هذا الكتاب، وعن ماذا يحكي؟
خبَّأت داخله العظة والعبرة من تجارب الآخرين، ونقلت أفكارهم ومعتقداتهم، كتابي يتحدث عن قصص واقعية بأسلوب مشوِّق، يقرِّب القارئ من واقعها ومواقفها للاستفادة منها، هذه القصص تميل إلى الرواية التعليمية الثقافية، وتناسب جميع الفئات والأعمار، وقد جاءتني الفكرة بعد أن ختمت مشواري في «تحدي القراءة».
هل يؤدي حب القراءة ومعرفة مفردات جديدة إلى أن يصبح الشخص كاتباً؟
القراءة تزيد حصيلة الشخص، لأنه يقرأ كتاباته وخواطره، ثم يتدرَّج بقراءة كتابات الآخرين حتى يصبح قارئاً نهماً، وإذا لم يصبح كاتباً فيمكنه أن يصبح ناقداً ناجحاً.
ما التخصص الدراسي الذي تنوين الالتحاق به في الجامعة، وحلمكِ المستقبلي؟
أرغب في دراسة علم الفلك والفضاء، لأنني أحلم بالالتحاق بوكالة ناسا لرصد المعلومات من رواد الفضاء.
كيف بدأ شغفكِ بالفضاء؟
ذات ليلة، خرجت وعائلتي في رحلة برية، كان الجميع يلتفون حول ضوء النار، أما أنا فصعدت فوق سقف السيارة، وبدأت أتأمل النجوم، وسألت نفسي عن حجم الكون وكيف يكون شكله، ومَن أول رائد صعد إلى الفضاء، هذه الأسئلة لم أجد إجابتها إلا عند صديقي الكتاب.
لمَن تشعرين بالامتنان؟
لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم أمي وأبي.
كيف ترين نفسكِ في المستقبل؟
أراني أشارك في مسيرة التنمية والتطوير ضمن «الرؤية السعودية ٢٠٣٠»، وإنسانةً ذات طموح كبير لا تحدُّه سماء، كما وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قال: «إن همة السعودية مثل جبل طويق ولن تنكسر إلا إذا أنهدَّ هذا الجبل وتساوى في الأرض».
ما نصيحتك للفتيات في سنكِ؟
لا تهدري وقتكِ في أمر لا يعنيكِ، بل ابحثي عن موهبتكِ واستثمريها لتستفيدي من وقتكِ، ما يميزني شخصياً السعي إلى استغلال أي فرصة تتاح أمامي لتعزيز قدراتي العقلية ومداركي الفكرية.
وجهتكِ الترفيهية المفضلة؟
المكتبة لأقرأ فيها الكتب، وأدخل عالمي الخاص الواسع، وأيضاً متجر الحيوانات الأليفة، لأنني أعطف على الحيوانات، وأحب تربيتها.
هل تساعدين والدتكِ في عملها مع أطفال التوحد؟
نعم، وقد لفت انتباهي في أطفال التوحد جمالهم وقدرتهم على أداء بعض المهارات، واستغربت في الوقت نفسه من عدم تمكَّنهم من التواصل الاجتماعي، لذا أحببت أن أشاركهم عالمهم الجميل، وأن أقدم لهم المساعدة ليشاركوني عالمي الخاص.
علاج التوحد باللعب، يعتمده بعضهم، ما رأيك في ذلك؟
اللعب مع أطفال التوحد يخلق طريقةً جيدة للتواصل معهم، ونقل المعرفة إليهم، وإكسابهم بعض المهارات والمسميات.
ما خططكِ تجاه أطفال التوحد؟
أحبهم كثيراً، وأشعر بالارتياح عندما ألعب معهم، وأرغب بشدة في مساعدتهم. هؤلاء الأطفال يحتاجون كثيراً إلى أن نكون إلى جانبهم، لذا أتمنى أن أقدم لهم الكثير حتى يشاركونا الدراسة في مدارسنا، ونراهم معنا في كل مكان.