كشفت الممثلة المصرية المعتزلة آثار الحكيم في المؤتمر االصحفي الذي عقدته على هامش تكريمها في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا ،عن جانب مهم من شخصيتها كممثلة مثقفة ومهتمة بالشأن السياسي، حيث أبهرت الحضور بأفكارها وتحليلها للحراك السياسي، العربي وانعكاسه على الإبداع، وقد بدت آثار الحكيم وهي تحلل وتناقش الوضع السياسي والفني في مصر وتستدل بآيات من القرآن الكريم واثقة من قناعتها وأفكارها التي دافعت عنها خلال المؤتمر الذي استهلته الممثلة آثار الحكيم بما آلت إليه الأوضاع السياسية في مصر بعد وصول الجماعة الإسلامية إلى الحكم والتي حاولت من خلال الخطابات الدعوية تقييد حرية الإبداع كوصي على الفنان من دون احترام حرية الآخرين في التفكير، في حين أن تقييم سلوك وأخلاق وعمل الفنان أو الطبيب أو غيره إن كان صالحاً أو طالحاً هو من اختصاص الله عز وجل مستدلة على ذلك بقوله تعالى: "ومن عمل صالحا فلنفسه.. إلى آخر الآية ، مؤكدة بأن الإبداع الفني عموما والسينما خصوصا في مصر لن تتوقف، ومستمرة ولن تحيد عن طريق الإبداع والحرية سواء في عهد الجماعة الإسلامية أو غيرها، لأن حرية الإنسان حق لا محيد عنه وأضافت أثار أن الجماعة أخطأت الطريق من أوله عندما جمعت بين الدين والسياسة بينما الدين أمر مقدس بينما السياسة أمر ملوث، ورغم كونها ليست محللة سياسية –على حد قولها- لكن الحراك السياسي في الوضع العربي مكنها من تذوق طعم السياسة ومتابعتها.
من جهة ثانية دافعة آثار الحكيم في ردها على أسئلة بعض الإعلاميين عن حق الفنان في الانخراط في العمل السياسي وإبداء رأيه من خلال أعماله الإبداعية وأنه من غير المنصف أن يحاكم الفنان مع سبق الإصرار فسواء في مصر أو غيرها من البلدان العربية الشقيقة –تضيف أثار الحكيم- لا صوت يعلو إلا صوت السياسة والأحداث اليومية الساخنة وفي حالة تنعكس حاليا على فكر الفنان الذي لا يمكن إلا أن يتفاعل مع محيطه مشددة على حق الفنان في الحرية والإبداع دون قيد.
و بدت الممثلة أثار الحكيم وهي تتحدث عن عزل الرئيس محمد مرسي مقتنعة بالتغيير السياسي الحالي الذي يقوده الجيش بعد عزله لمرسي، واعتبرت ما قام به الجيش هو تلبية لنداء شعب أمهل مرسي أزيد من سنة ونصف ولم يحقق فيها لشعبه لا أمناً ولا عيشاً رغيداً كما وعده فكان حرياً –تؤكد آثار- أن يهب الجيش لإنقاذ البلد من الهاوية نافية أن يكون ما قام به الجيش انقلاباً عسكرياً بل ذهبت آثار إلى أبعد من ذلك عندما حملت موسى وجماعة الإخوان مسؤولية كل ما جرى من أحداث سياسية للسياسة التي اتبعتها جماعة الإخوان عند وصولهم إلى الحكم.
وحول ظروف اعتزالها لميدان السينما قالت آثار الحكيم إنها ترددت كثيراً قبل إعلانها للاعتزال، وهو القرار الذي اتخذته عن مضض بعد شعورها بالتعب وبعدم إحساسها بالمتعة في البلاتوه الذي كانت تشعر به على مدى السنوات الطويلة من تفانيها من أجل الرقي بالسينما، مؤكدة بأن اعتزالها قرار ينبع من احترامها لجمهورها في كل الوطن العربي بعدما تيقنت بأن أدائها وفي ظل ظروف عمل مغايرة تماما اشتغلت فيها مع كبار المخرجين والممثلين لن يكون مرضيا لها ولا لجمهورها حيث هناك (تهور) وانعدام المسؤولية والالتزام عند بعض الفنانين والمخرجين وحتى المنتجين بأخلاقيات العمل السينمائي.. لذلك رفضت تعلق -أثار الحكيم- بأن أكون نغم نشاز.
وحول رأيها في منافسة الدراما السورية والتركية للدراما المصرية، أقرت آثار الحكيم بأن الفن الراقي لا يجنس وأن الدراما التاريخية السورية تبقى متميزة عن غيرها مقارنة مع نظيرتها المصرية، في حين تبقى الدراما الاجتماعية المصرية متفوقة بطرحها لمواضيع اجتماعية متفردة وبرؤية إخراجية تؤهلها لتكون على رأس قائمة الدراما في العالم العربي.
ورداً على تدخل لـ "سيدتي-نت" حول دلالة تكريمها في مهرجان نسائي دولي قالت أثار الحكيم بأنه لا يمكن إلا أن تكون سعيدة بهذا التكريم الذي ينم عن كثير من الحب والود، والعرفان لمنظمي مهرجان فيلم المرأة الذي حظيت فيه بالكرم المغربي وطيبة أهله، مؤكدة بأن ما يميز هذا التكريم عن غيره الذي حظيت به سواء في مهرجانات مغربية أو عربية أخرى، هو كونه تكريم لممثلة مصرية عربية في مهرجان للمرأة المبدعة، وإن كانت ترفض التصنيف بين سينما الرجل وسينما المرأة، لأن المطلوب هو أن يشتغلا معاً في انسجام وتكامل من أجل الإبداع.
آثار الحكيم: اعتزلت لأنني لم أعد أستمتع بعملي
- مشاهير العرب
- سيدتي - محمد بلال
- 28 سبتمبر 2013