ربما عن غير قصد، وربما كان الأمر مدروساً ومقصوداً جداً، كان تقديم الصفحة الرسمية للأمم المتحدة الخاصة باليوم العالمي للسعادة، هو التعريف الأبسط والأبرز والأكثر إيجازاً ومعنى، حيث بدأت الصفحة بسؤال بديهي: "ما هو اليوم الدولي للسعادة؟"، وكان الجواب الذكي جداً والمعبر جداً في الوقت نفسه: "إنه يوم تشعر فيه بالسعادة والسرور".
الأمر قد يبدو بهذه البساطة، على الرغم من أنه ليس بسيطاً على الإطلاق، أن نشعر بالسعادة والسرور. قد يكون هذا حلم العديد من الناس حول العالم - إن لم يكن كلهم – بأن يكونوا سعداء. ولأن هذا هدف رئيسي في حياة كل شخص، قررت منظمة الأمم المتحدة، أن تخصص يوماً عالمياً للسعادة. يوم يحتفل به العالم كله ليكونوا سعداء، ويصادف هذا اليوم تاريخ الـ20 من شهر آذار / مارس من كل عام.
كيف بدأ اليوم العالمي للسعادة..
في سبيل الإعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس بمختلف أرجاء وبلدان العالم، استمرت الأمم المتحدة بالإحتفال بـ"اليوم العالمي بالسعادة"، منذ الإعلان عنه لأول مرة خلال العام 2013. وكانت أهداف التنمية المستدامة الـ17، التي سبق ودشنتها المنظمة الأممية، والتي تسعى إلى إنهاء الفقر وخفض درجات التفاوت والتباين وحماية الكوكب وغيرها من الأهداف، جميعها تسعى للوصول بالناس إلى حياة الرفاه المُثلى حتى يعيشوا في سعادة. كما أن الأمم المتحدة تدعوا الجميع على الدوام ومن كل الأعمار والقطاعات، إلى المشاركة في الاحتفال بهذا اليوم الدولي.
وفي الدورة السادسة والستين لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحديداً بتاريخ 12 تموز / يوليو من العام 2012، حددت المنظمة الأممية بأن يكون تاريخ 20 آذار / مارس من كل عام، يوماً عالمياً للإحتفال بالسعادة، حيث بدأ الإحتفال بهذا اليوم لأول مرة في العام 2013. وكان الهدف الرئيسي منه، أن يكون بمثابة اعتراف بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما قيمتين عالميتين مما يتطلع إليه البشر في كل أنحاء العالم. بالإضافة لما لهما من أهمية في ما يتصل بمقاصد السياسة العامة. كما أنها تقرّ أيضاً بالحاجة إلى نهج أكثر شمولاً وتساوياً ومنصفاً للنمو الاقتصادي بما يعزيز التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، ونشر السعادة والرفاه بين كل الناس.
الدولة صاحبة المبادرة..
كان قرار اعتماد يوم عالمي للسعادة، من دولة "بوتان"، وهو بلد – بحسب الأمم المتحدة - يعترف بسيادة السعادة الوطنية على الدخل القومي منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين الماضي، وكان قد اعتمدت هدف السعادة الوطنية الشهير وسيادته على الناتج القومي الإجمالي. كما أن "بوتان" كانت قد استضافت كذلك على هامش فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة، اجتماعاً رفيع المستوى جاء تحت عنوان "السعادة والرفاه: تحديد نموذج اقتصادي جديد".