فقط اسمعني. أحتاج أن تنصت لي وتحاول أن تفهمني. لا أنتظر منك أن تقول لي ماذا يجب أن أعمل. لا أطلب أن توجد الحلول، طموحاتي أبسط من ذلك بكثير. أحتاج أن أشعر باهتمامك. حديثي لك ليس لتصنع لي المستحيل، ولكنني أحتاج إلى شخص يسمعني، يشاركني باهتمامه ومشاعره. بعض الأشخاص يعتقدون أن مسؤوليتهم تقديم النصائح والتوجيه. ينسون أن الإنصات والاهتمام هما مفتاح الإحساس والمشاعر. لو فقط تحاول أن تشعر بي كما أنا. لو تحاول أن تضع نفسك مكاني لتدرك ما بداخلي وتشعر بما فيني. نحن نعقد الأمور أكثر مما يجب. الحياة أجمل بالمشاركة، والحواجز تذوب عندما نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخر. الصمت ليس الحل، بل قد يكون هو المشكلة. حينما نصمت نكون في أمرين إما أننا فقدنا اهتمامنا بالآخر، وإما أدركنا أننا نتحدث لأنفسنا فما فائدة الكلام. كلما زاد الصمت في عالمنا، أدركت أن مسافات خفية تولد بيننا. من أصعب الأشياء حينما يشعر الإنسان بأنه من الأفضل أن يحتفظ بكلامه لنفسه، وأن يلجأ إلى عالمه ليتغلف داخله. هي دلالة إحباط من الآخر، ورسالة أن المحيط فضاء فارغ. لا تبنِ جداراً بيننا، ولا تعتقد أن الصمت هو جزء من الرضا بل ربما هو أكثر أنواع الصراخ احتجاجاً. أحتاجك حقيقة في حياتي، تشاركني اللحظة وتشعر بهمومي. نعبر سوياً أمواج الحياة. كل الصعاب تهون في حياتي إذا شعرت بأنك جانبي. أطول مسافة في الوجود هي مسافة الصمت، وهي لا تحتاج إلى حروب.. بعض من الحب وشيء من اهتمامك.

اليوم الثامن: 
المشاركة أنواع مختلفة.. أقلها الإنصات إلى الآخر.