هذه العوامل تؤثر على إمكان إنجاب أطفال مصابين بمتلازمة داون.. تعرفي إليها

معرفة الحوامل بوجود متلازمة داون في أطفالهن قبل الولادة، لم يغير عددهم
هذه عوامل إصابة الأطفال بمتلازمة داون
معدل انتشار متلازمة داون في الدول الرافضة للإجهاض أكبر
3 صور

تخشى كل امرأة حامل بسن متأخر تقارب الأربعين والخمسين، من إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون؛ فالسبب الأبرز لخطر ولادة طفل مصاب بهذه المتلازمة، هو عمر المرأة المتقدم، لكنّ رغبة الأمومة لدى المرأة تكون غالبًا هي الأقوى، مع أنّ الأطباء والعلماء يطالبون المرأة بأن تكون أكثر عقلانية، ولا تفكر بالإنجاب في سن متقدم؛ حتى لو جاء طفلها الأول سليمًا؛ فليس كل حمل مشابهًا للآخر عند المرأة المتقدمة بالعمر.

ولا تؤثر الظروف الاجتماعية والاقتصادية على ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون، ولكنّ عمر الأم هو عامل الخطر الرئيسي، بالنسبة للنساء في سن الأربعين، حيث تزداد احتمالية إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون بنسبة 9 أضعاف مقارنةً بالنساء اللائي يبلغن الثلاثين عامًا.

يصاب الطفل بمتلازمة داون بسبب خلل في جيناته

21 مارس-آذار هو اليوم العالمي للأشخاص الذين يعانون «متلازمة داون»، وهو مرض يحدث نتيجة الخلل في الجينات؛ حيث يظهر «كروموسوم» إضافي في جسم الإنسان.

إمكان ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون في سن الـ30-40

قالت الخدمة الصحافية لمركز بحوث الجينات الطبية لوكالة «سبوتنيك»: «إنّ احتمال وجود طفل مصاب بمتلازمة داون لا تحدده الظروف العنصرية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن يعتمد إلى حد كبير على عمر الأم، على سبيل المثال؛ فإنّ خطر إنجاب طفل مصاب بالتثلّث الصبغي 21 كروموسوم عند الأم البالغة 30 عامًا، يبلغ 1:1000، والأم البالغة من العمر 40 سنة -9:1000».

معدل انتشار مرض متلازمة داون في البلدان

بدورها، صرحت الدكتورة ناتاليا سيمينوفا، باحثة أولى في القسم الاستشاري العلمي في مركز أبحاث الجينات الطبية، وهي طبيبة الأمراض الوراثية، بأنّ انتشار مرض متلازمة داون يعتمد إلى حد ما، على الخصائص التقليدية والدينية للمنطقة، وأشارت إلى أنه "في البلدان التي لا يُقبل فيها الإجهاض، يكون معدل الانتشار أعلى."

نساء روسيا يجرين فحصًا قبل الولادة للكشف عن متلازمة داون

وأضافت سيمينوفا، أنّ "النساء الحوامل في روسيا يخضعن لفحص قبل الولادة للكشف عن متلازمة داون عند الطفل".

كما قال اختصاصي التوليد وأمراض النساء في معهد البحوث المركزي لعلم الأوبئة أركادي كوتليار لسبوتنيك: يتم الفحص في الأسابيع 11-12 من الحمل، تخضع المرأة لفحص بالموجات فوق الصوتية، وتفحص نقاطًا معينة من الجنين، وبعد ذلك تحلل المرأة الحامل بعض الهرمونات، ويحسب برنامج الرياضيات احتمال إنجاب طفل مع تغييرات وراثية.

في الوقت نفسه، يوضح الخبراء أنّ هذا الاختبار يُظهر فقط احتمال وجود طفل مصاب بمتلازمة داون، لكنه لا يعطي إجابة دقيقة.

أحدث وأضمن طريقة لاكتشاف متلازمة داون في الجنين

حتى الآن؛ فإنّ أكثر طرق البحث فاعلية، هي دراسة الحمض النووي الجنيني من دم الأم، دقته هي 97-99%، بحسب ما ذكرت الخدمة الصحافية للمركز، يمكن إجراء التحليل في وقت مبكّر من الأسبوع 9 من الحمل. وشددت سيمينوفا على أنه في الوقت نفسه، لم يتغير عدد الأطفال المصابين بمتلازمة داون، بعد أن أصبح من الممكن اكتشافه خلال فترة الحمل في وقت مبكّر.

زاد متوسط العمر للمصابين بمتلازمة داون

في الوقت نفسه، زاد متوسط العمر المتوقع للأشخاص الذين يعانون متلازمة داون بشكل ملحوظ على مدى العقود الماضية، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التقدم في العلاج الجراحي لأمراض القلب والجهاز الهضمي، وفقًا لسيمينوفا.

لكنّ سفيتلانا سميرنيخينا، رئيسة مختبر تحرير الجينوم في مركز أبحاث الجينات الطبية، قالت لـ«سبوتنيك»: "لا يمكن للعلم أن يقدم طرقًا فعالة لعلاج المتلازمة، بما في ذلك استخدام التصحيح الجيني.

لا علاج للآن

وقالت: "إنّ التصحيح الجيني فعال فقط في علاج تلك الأمراض التي تسببها الطفرات في الجينوم، في 100% من الحالات التي تؤدي إلى المرض، وفي حالة الأمراض متعددة العوامل، تكون هذه التقنية عاجزة.

واللافت هو أنّ معرفة الأمهات بإصابة أبنائهنّ المنتظرين بمتلازمة داون، لم يجعل الكثيرات منهنّ يرغبن بالإجهاض والتخلص منه في الدول التي تسمح بذلك؛ فغريزة الأمومة الربانية، ومشاعر الإنسانية تأبى عليهنّ قتل طفلهنّ المنتظر، لكنّ معرفتهنّ بمرض أطفالهنّ، تجعلهنّ مستعداتٍ نفسيًّا لقبولهم، ورعايتهم بحب أكبر، وهذا ما يميز مشاعر الأم عن مشاعر باقي البشر.