اختصاصية لـ "سيدتي": هكذا تكتشفين إصابة طفلك بالتوحد مبكراً

ضرورة أن يشعر طفلك بأهميته، وحبك له، وعدم الاستهانة بقدراته
2 صور

انتشر اضطراب التوحد في الآونة الأخيرة لدى كثيرٍ من الأطفال، وتعتقد غالبية الأمهات أن هذا المرض لا يمكن اكتشافه إلا بعد تخطي الطفل عامه الثالث، لكنَّ الحقيقة أن هناك أعراضاً عديدة، تكشف إصابته بالتوحد، وهو ما أكدته اختصاصية لـ "سيدتي"، التقتها للحديث عن هذا النوع من الاضطراب السلوكي.


تعريف التوحد


بدايةً، عرَّفت سلطانة حسن الزهراني، اختصاصية التوحد والاضطرابات السلوكية، المرض بالقول: التوحد اضطراب عصبي، يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، ويستمر طوال حياة الشخص، ويؤثر على كيفية تصرفه، والتفاعل مع الآخرين، إضافة إلى التواصل والتعلم، ويشمل ما كان يُعرف باسم متلازمة أسبرجر واضطرابات النمو الأخرى.


العلامات الأولية للمرض


وأكدت الاختصاصية، أن العلامات الأولية للمرض يمكن أن تظهر لدى الرضيع، لكنها تصبح أوضح عند بلوغه العامين، ويتم التشخيص الرسمي للتوحد في عمر ثلاثة أعوام، وبشكل أعمق، أوضحت الزهراني أعراض التوحد في الأشهر الأولى:
‏- في عمر ستة أشهر لا يبتسم عندما تضحكينه، ولا تظهر عليه تعابير الفرح خلال الاتصال الجسدي، مثل الدغدغة.


‏- في عمر تسعة أشهر لا يستجيب إلى النداء، أو أي صوت مألوف، ولا إلى الابتسامات، ولا يتواصل بصرياً، ولا يتبع الأشياء بعينيه، ولا يقلِّد حركاتك، أو تعبيرات وجهك.


‏- في عمر 12 شهراً يفتقر إلى الاستجابة لاسمه، إضافة إلى أنه لا يتحدث، أو يهذي مثل بقية الأطفال، ولا يستخدم أي إيماءات للتواصل، مثل رفع اليدين للاحتضان، أو التلويح.


‏- في عمر 16 شهراً لا يتحدث بكلمات، ولا يصدر أصواتاً للفت انتباهك إليه.


‏- في عمر 24 شهراً يفتقر إلى الاستكشاف البصري للدمى، أو الألعاب الأخرى، أو يلعب بشكل متكرر ونمطي بالدمى وغيرها، مثل السيارات.


كما أنه يتأخر في التكلم والإدراك، أو يفتقد ذلك، ولا يطلب المساعدة، أو أي طلبات أساسية أخرى، ويمتلك سلوكيات حركية متكررة غير تقليدية، وقد يتبع الطفل نمطاً معيناً، أو خللاً في الوظائف التنظيمية المتعلقة بالنوم والأكل والاهتمام به.
كذلك نوهت الزهراني إلى أن بعض الأطفال يتطورون في مهارات التواصل، ومن ثم يتراجعون بين سن 12-24.

نصائح حول كيفية التعامل مع طفل التوحد


‏1- استخدام الأدوات البصرية سواء الصور الرمزية، أو الفوتوغرافية، أو الكلمات فكلما زاد استخدم العناصر المرئية، زادت الفرص المتاحة له لتوصيل الكلمات والصور بالأشياء والأنشطة الفعلية، خاصة عند الترويج للكلمات، ويمكنك استخدامها عن طريق إنشاء جدول يومي مرئي، يحتوي على الأنشطة التي سيفعلها، بحيث يعرف طفلك ما المتوقع منه، ويتم مراجعة الجدول على مدار اليوم من خلال الإشارة إلى الصور، والتلفُّظ بالأنشطة بصوت عالٍ، كما يمكنك إنشاء صور لمساعدة طفلك على فهم الخطوات التي تنطوي عليها المهمة، وتتركيه يشير إلى الصور بينما يقوم بإكمال كل خطوة، أو طبع كل ما يمثل اهتماماته، ووضعها في دفتر ملاحظات محمول ليتمكَّن من الإشارة إلى العنصر المطلوب، أو لمسه، ويمكنك الاستفادة من الآيباد في ذلك.


‏2- التحدث مع الطفل طوال الوقت لمساعدته على اكتساب اللغة، والإشارة إلى كل شيء خلال الحديث معه، ولفظ اسمه، مع القراءة له إذا كان يواجه صعوبة في التركيز لفترات طويلة، والاعتماد في ذلك على الكتب الورقية، وليست الإلكترونية، فهي تثير اهتمامه أكثر.


‏3- منحه فرصاً كثيرة لمراقبة مهارات المحادثة، وخلطه بالناس دائماً، والمبالغة‏ في بعض الكلمات، واستخدام تعابير الوجه لجعل المحادثات أكثر تسلية.


‏4- خلق الفرص لجعله يطلب العناصر التي يريدها عن طريق وضع ما يفضله في علب شفافة، صعب الوصول إليها من قِبله لتشجيعه على طلبها شفهياً، أو عن طريق الإشارة، وهذا للتمرين على الممارسة.


5- تنمية ثقته في نفسه واستقلاليته، لأنه يعاني من غيابها، لذا ينبغي أن نشجعه على فعل كل شيء بنفسه، وعدم زجره، أو الصراخ في وجهه حينما لا يفعل ما نطلبه منه بالشكل الصحيح لكيلا يشعر بعدم القدرة على فعل المطلوب منه.


‏6- تدريبه على اللعب، فقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن للعب دوراً مهماً في النمو، فهو أسلوب لتفريغ الانفعالات، وعلاج الاضطرابات الانفعالية، والمتوحد يفضل الألعاب التركيبية والميكانيكية، وصف الألعاب في صفوف وأشكال منظَّمة.


ولكل طفل متوحد حالة خاصة به لا تشبه أي حالة أخرى، وحتى الآن لم يتم اكتشاف علاج نهائي لهذا المرض لذا لا تصدقي مَن يحاول استغلالك بالمتاجرة بشفاء طفلك التوحدي بشكل كامل.


ورأت "ضرورة أن يشعر طفلك بأهميته، وحبك له، وعدم الاستهانة بقدراته".

...