هل يعتبر تضخيم المصطلحات ثقافة!؟

مقاييس أخرى لمدى الثقافة
تضخيم المصطلحات ثقافة!؟
فلسفة مزعجة
3 صور

"أسلوب القهوة الساخنة"، مصطلح لصورة نمطية لمن يحتسي قهوته ويجالس كتاباً في كل مكان، وعادةً ما يلجأ هؤلاء الأشخاص في أحاديثهم لاختيار المصطلحات النادرة والصعبة، التي في معتقدهم أنه أمر يعكس ثقافتهم، ولكن في حقيقة الأمر هل تكون الأحاديث معهم ممتعة أم انها تتحول إلى فك شفرات وأكواد؟!

"سيدتي" التقت بمجموعة من الشباب لتقيس مدى تقبلهم لهذه الظاهرة، وبماذا يفسرونها وما حقيقتها؟

"مقاييس أخرى لمدى الثقافة"
رنا ابراهيم -25 عاماً-، ترى أنه ليس هناك علاقة بين الثقافة وصعوبة أو ضخامة المصطلحات، فالثقافة أوسع من أن تكون مجرد مصطلحات لعكس ثقافة الشخص وعمق اطلاعه، فهناك جوانب أهم ودلائل أقوى كطريقة التحاور أو الكلام، ومستوى التفكير والمواقف أيضاً، فهذه تعد ثقافة".

"فلسفة مزعجة"
فيما تعتقد وفاء الأسمري -22 عاماً- أن تضخيم المصطلحات يخرج من نطاق الثقافة ويكون أقرب بوصفه شخص "متفلسف"، وهذا أمر مزعج، "فالمهارة أن تؤثر كلماتنا ببساطة وسلاسة".

"عمق ثقافته"
وتخالفهم الرأي خولة خالد -٢٢ عاماً- التي ترى أن التشبيهات البلاغية والمصطلحات المضخمة لن يتفوه بها سوى شخص مبحر ومتعمق بالقراءة، "لأن غالبية هذه الكلمات مقتبسة من علماء وفلاسفة، وتضخيم الكلمات انعكاس للثقافة".

"فرد عضلات ثقافية"
وفي المقابل يخبرنا محمد السلمان -٣٠ عاماً- أن تضخيم المصطلحات عبارة عن فرد عضلات ثقافية، "لأن هناك كلمات لا تستطيع توظيفها في سياق الكلام، فالمهارة أن تتحدث بحسب الفئات المستهدفة، حتى لا يصبح حديث ممل وهدر للكلام".

"سجن الأفكار"
من جهتها أكدت الكاتبة والشاعرة نجود حسن أن حضور المصطلحات يشكل ظاهرة ملفتة عند بعض الأكاديميين "وهذا أمرٌ مؤسف" -وفقاً لقولها-، وأضافت "ولكن المهارة تكمن في أن يصل الكاتب أو المتحدث لمستوى المتلقي الفكري والثقافي بأسلوب سلس ومباشر، حتى لا تبقى الفكرة سجينة النَّص وعقل الكاتب فقط، خاصة وأن القراءات تختلف من قارئ لآخر تِبعاً لمستوى القارئ وقدرته على التعمُّق في قراءة ما بين السطور ومحاولة فك شفرات المصطلحات، وليس كل فرد لديه القدرة على الوصول لفحوى ما يريد أن يوصله الكاتب".

"هدفاً للإقناع"
وأخيراً تفسر لنا الخبيرة الاجتماعية عالية الشمراني، سبب تفشي ظاهرة "تضخيم المصطلحات" وقالت "لا شك أن الاعتدال في كل أمور الحياة هو السلوك الصحيح، وتضخيم المصطلحات أصبحت عادة أو تقليد، وعادة ما تستخدم هذه المصطلحات من أجل أهداف أخرى كالإقناع والتأثير على الرأي، أو من أجل لفت الانتباه".