الكاتب سليمان عبد العزيز: حرملك فانتازيا سورية لا علاقة له بـ"حريم السلطان"

"حرملك" فانتازيا تاريخيّة سوريّة تصدّرت المشهد الدرامي في رمضان 2019، ببطولة جماعية لأهم نجوم سوريا والعالم العربي من جمال سليمان، و باسم ياخور، و سلافة معمار، و سامر المصري، و درة زروق، و قيس الشيخ نجيب، و جيني إسبر، وغيرهم من الأسماء الكبيرة، في أجواء تستحضر حقبة تعود إلى 600 عامٍ، مع حكايا الحرملك بعيداً عن السرد التاريخي الممل.
يؤكّد كاتب العمل سليمان عبد العزيز في حوار مع "سيدتي"، أنّ التحضير لكتابة المسلسل استغرق سنة كاملة، مشيراً إلى أنّ ما يتناوله المسلسل عن حقبة الاحتلال العثماني، مخالف للرؤية التي قدّمتها الدراما التركيّة التي حاولت تلميع صورة السلاطين. ويوضح سليمان أنّ ما يحكى عن تشابه المسلسل مع أجواء "حريم السلطان"، مردّه إلى تشابه الملابس والديكور وهي أمور كانت سائدة في الولايات الخاضعة للحكم العثماني وليس حكراً على الدراما التركيّة فحسب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البطولة الجماعية لـ الحرملك تثير الإعجاب على السوشيال ميديا

-في وقت تشهد فيه الدراما التاريخية انحساراً، تمكّن "حرملك" من تصدّر المشهد الدرامي بحبكة جذابة، هل تردّدتم قبل الإقدام على خطوة كتابة مسلسل تاريخي؟
ـ لا أبداً لم يكن لديّ أي تردّد على الإطلاق بل على العكس، عندما بدأت بكتابة المسلسل كانت الفكرة الأولى أن أقوم بكتابة نصٍ مختلفٍ عمّا يُكتب عن البيئة الشاميّة وكان لديّ عدّة تجارب على هذا الصعيد كـ"الأميمي" و "باب الحارة" بأجزائه الأخيرة، لكن مع "حرملك" كان الأمر مختلفاً بالنسبة لي، فقبل تبنّي شركة كلاكيت للنص كان لديّ تخوّف من أن يظهر كباقي الأعمال الشاميّة، لكن الحمدلله كان هناك توافق بيني وبين الشركة المنتجة في الرؤى العامة لاتجاه النص.

"الحرملك" يزيح "الهيبة" ويحتل مكان "باب الحارة"

-المسلسل ضخم ويتناول حقبة تاريخيّة قبل 600 عام، كم استغرق وقت الأبحاث للإعداد لعمل كهذا؟
استغرقت عملية الإعداد والتحضير للنص ما يقارب سنة قبل البدء بكتابة السيناريو .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-ما هو المغزى من خلال تسليطكم الضّوء على تلك الحقبة بالذات؟
لا يخفى على أحدٍ منا أنه لا يجب أن تغيب عناصر المتعة والتسلية عن العمل الفني وكان هذا الهاجس الأوّل والأخير لكتابة هذا المشروع. من وجهة نظري الشخصية العمل الفني ليست مهمته الوعظ والإرشاد، إنّما من خلال جذب المتلقي أولاً يمكن بث بعض المضامين الدراميّة الهادفة التي تحاكي بعض القيم الإنسانيّة.

-هل كنتم أمينين على نقل تلك الحقبة، أم أنّكم ركزتم على اللعبة الدراميّة أكثر من الوقائع السرديّة التاريخية؟
لم أقدّم "حرملك" على أنّه عمل توثيقي تاريخي، بل هو فانتازيا تاريخية تلامس إلى حدٍ ما تلك الحقبة. ولا يجب أن تغيب عناصر الحبكة الدراميّة عن أي عمل هدفه الأوّل جذب المتلقي .

-المسلسلات التركية التي غزت العالم العربي من "حريم السلطان" إلى "قيامة ارطغرل" إلى "السلطان عبد الحميد" وغيرها، حاولت تجميل تلك الحقبة، وتلميع صورة السلاطين، كيف يختلف تناولكم لتلك الحقبة عن الدراما التركية؟
كما نعلم جميعاً أنّ فترة الاحتلال العثماني أورثت مجتمعاتنا الكثير من الجهل والمفاهيم المغلوطة وحمت نفسها باسم الدين وعاثت خراباً باسمه أيضاً، وإن كانت الدراما التركيّة عظّمت من شأن أولئك السلاطين ولمّعت صورهم فهذا شأن سياسي واضح التوجّه لملامسة وجدان الشارع العربي من جديد، لإحياء فكرة دولة الخلافة بطريقة عصريّة، أما عن اختلاف تناولي لتلك الحقبة عمّا قدمه الأتراك فأكرّر أنّني لم أقم على التوثيق إنما ابتكرت حدوتة من قراءتي العامة لذلك الواقع في تلك المرحلة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثمّة اتهامات أنّ "حرملك" يستحضر أجواء "حريم السلطان"، حتى أنّنا نشاهد الملابس مشابهة والقصور والأجواء نفسها. هل هو احترام لتلك الحقبة أم تأثّر بمسلسل عرض على أربعة مواسم ناجحة
يحقّ للجمهور أن يعتقد ما يعتقده، لكن لا مفر من حقيقة طبيعة هذا اللباس في تلك الحقبة وإن قدّمه الأتراك فهو ليس حِكراً عليهم فكل الولايات في تلك الفترة تتقاطع في كثير من العناصر الحياتية من مأكل و مشرب و لباس.

-يجمع المسلسل نخبةً كبيرةً من نجوم سوريا والعالم العربي، هل اختير الممثلين بعد كتابة العمل، أم أنّ بعض الممثلين كتبت الأدوار على قياسهم؟
مهنياً؛ و إن أردنا أن نناقش هذا السؤال بحرفيّة فإنّه من غير المقبول أن يقوم كاتب يحترم نفسه بكاتبة دور لممثلٍ بعينه لعدة أسباب مهنية لن آتي عليها الآن، لقد تمت كتابة الجزء الأول والثاني من مشروع "حرملك" ولم يكن هنالك أي تصور لديّ عن النجوم الذين سيجسّدون أهم الشخصيات الرئيسية.

-سمعنا أنّ المسلسل سيكون أكثر من جزءٍ، هل أنهيتم كتابة الحلقات كلها أم لا زلتم في طور الكتابة؟
نعم المسلسل أكثر من جزء وأنا الآن في مراحل كتابته النهائيّة.

-هل أنتم مع تصوير العمل وعرضه وهو لا يزال في طور الكتابة ليتمكّن الكاتب من أخذ النص إلى مكان يرضي مزاج المشاهدين، أم أنّ هذا الأمر يفرض مقولة هذا ما يريده المشاهد على حساب إبداع المؤلف؟
العمل ليس في طور الكتابة كما أسلفت إنما في نهاياته، ونتمنّى أن لا يخضع النص للظروف الإنتاجية المتعلّقة بزمن تسليمه للمحطات ونحن أولاً وأخيراً بانتظار القول الفصل الذي سيقوله الجمهور إن كان العمل ناجحاً أم لا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-"حرملك" كيف تصنفونه؟ هل هو دراما سورية؟ أم يعتبر ضمن الدراما العربية المشتركة لأنه يضمّ ممثلين من أكثر من بلدٍ عربي؟
"حرملك" فانتازيا تاريخيّة باللهجة المحكيّة وعمل سوري بامتياز تم استقطاب بعض النجوم العرب للمشاركة فيه و يشرّفنا ذلك.

-الدراما السورية هذا العام عادت لتشهد تألقاً وتستعيد عزّها، كما استعادت مكانتها في العرض على أهم الفضائيات، ما الذي تغيّر؟
لم يتغيّر شيء فالدراما السوريا كانت وما زالت تحمل في طياتها تألقاً وخصوصيّة تجعلها دائماً سبّاقة، ولا ننسى الظروف القاسية التي فرضتها الحرب على الجوانب التسويقية لكن في حالة "حرملك" لا نستطيع أن ننكر العامل الإنتاجي الضخم وهذا ما تتوق إليه أهمّ المحطات.

-هل خسرت الدراما السورية، بهجرة كبار النجوم إلى ما يسمى بالدراما العربية المشتركة؟
لم تخسر الدراما السوريّة بل ازدادت إصراراً وتصميماً على تقديم ما هو أفضل وكل عام هنالك أكثر من عشرين عملاً درامياً يتم تصويره باحترافية عالية بغض النظر عن الجودة الفنية والفكرية المتعلقة بالنتيجة النهائية لبعض الأعمال فهذا بحث آخر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-ردود الأفعال حول "حرملك" هل كانت كما توقعتم؟
لا نستطيع أن نقيّم ردود الأفعال والآراء حول العمل حتى نهايته، لكن لهذه اللحظة أثبت "حرملك" أنّه في صدارة الأعمال المتميّزة.

-بماذا تعدوننا في الحلقات المقبلة؟
لا أعدكم بشيء ما دون التألق والحكم النهائي للجمهور .

بالفيديو .. فريق عمل مسلسل " الحرملك " يحتفل بميلاد ...