فكّ لغز زجاج الصحراء الذي صُنعت منه مجوهرات ملوك الفراعنة

استخدمه الفراعنة بصناعة مجوهراتهم
نتيجة ارتطام نيزك بالأرض مباشرة
التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون
ظل لغزًا لقرون طويلة
موجود في صحراء ليبيا ومصر
الزجاج الأصفر
7 صور

منذ ملايين السنين الخالية، ظل «الزُجاج الأصفر» الموجود في صحراء كل من مصر وليبيا لغزًا عظيمًا لم يجد العلماء أي سبيل لمعرفة حقيقته. وما زاد الغموض أكثر حول هذا الزجاج النادر، هو اهتمام الفراعنة القدماء به إلى حد كبير، وتمكنهم من استخدامه بالعديد من الأمور التي كشفها علماء التاريخ والآثار في هذه الحضارة القديمة. ولكن يبدو أن الباحثين تمكنوا أخيرًا من فكّ لغز زجاج الصحراء الأصفر الثمين، وأن هذا اللغز لم يعد لغزًا بعد الآن.
ووفقًا لما نشره موقع «سكاي نيوز»، فإن الزجاج الأصفر الموجود بشكل خاص بصحراء مصر وليبيا، كان قد بدأ التكوّن والتشكل قبل ما يقارب الـ29 مليون سنة. ولاحظ علماء الآثار أن المصريين القدماء كانوا يستخدمونه بصناعة مجوهراتهم وحُلِيّهم الثمينة التي كانوا يرتدونها في ذلك الوقت. وعلى وجه التحديد تلك المجوهرات والحُليّ التي تم العثور عليها مدفونة بجوار الملك الفرعوني «توت عنخ آمون».


هذا هو الســـرّ.. قطعة من الفضاء

 

qt.jpg
بعد العديد من الأبحاث والدراسات التي قام بها العلماء في السنوات الماضية، والتي استخدموا خلالها تكنولوجيا حديثة في تحليل عينة من هذا الزجاج الأصفر النادر، تمكنوا من فكّ لغز زجاج الصحراء أخيرًا. وتحليل كيفية تكونه على مرّ كل هذه الملايين من السنوات، وكانت النتائج بالنسبة لهم صادمة وغير متوقعة على الإطلاق.
من المعروف، أن الزجاج العادي يتشكل عندما تبرد المادة المنصهرة بسرعة معينة، بحيث لا يكون هنالك أي مجال للجزيئات بأن تستقر في بنية مرتبة، كما هو الحال في الـ«بلور». أما بالنسبة إلى الزُجاج الأصفر، فكان الاعتقاد السائد لدى الخبراء في السابق، أنه كان قد تكون نتيجة انفجار أحد النيازك في الهواء على مسافة قريبة من كوكب الأرض، إلا أن الدراسات الجديدة أثبت أمرًا آخر، وهو أنه تشكل نتيجة الارتطام المباشر لهذا النيزك الفضائي بالأرض.


معادن نادرة في قلب الزجاج الأصفر تكشف السرّ..

mdn.jpg


الدراسة التي أجراها عدد من العلماء في جامعة «كورتين» الأسترالية، قامت على فحص حُبيبات صغيرة جدًّا من مادة الـ«زيركون» الموجودة في الزجاج الأصفر، وتوصل العلماء الأستراليون إلى أن هذا الزجاج الفريد من نوعه، يحتوي على العديد من المعادن النادرة وغير الأرضية. وتحديدًا نوعًا من هذه المعادن يُسمى «رايديت reidite».
وبعد الكشف عن هذا المعدن في الزجاج الأصفر، أشارت الدراسة التي أجرتها جامعة «كورتين» إلى أنه من المعادن النادرة التي لا تتكون إلا عند حدوث ارتطام مباشر لأحد النيازك مع كوكب الأرض؛ وهو الأمر الذي يفند وينفي نطرية انفجار النيزك بمكان قريب من كوكبنا في الهواء وينفيها تمامًا.