تطور العيدية عبر العصور

العيدية
عيدية العيد
دكتور سمير برقة
تطور العيدية عبر العصور
4 صور

"العيدية" مصطلح ظهر منذ سنوات عدة داخل المجتمعات الإسلامية والعربية، ويرمز لعادة متأصلة في الأعياد خاصة "عيد الفطر" فأصبحت سمة الأعياد وينتظرها الكبير قبل الصغير.
"سيدتي" التقت الباحث في مجال التراث الدكتور سمير برقة، ليحدثنا أكثر عن أصل العيدية وكيف تطورت على مر العصور.


البداية مع سنوات الطفرة

بداية ظهور العيدية


بين الدكتور سمير برقة أن العيدية بدأت تظهر مع سنوات الطفرة قديماً، فلم تكن بمفهومها المتعارف عليه الآن، وقال "في الماضي كان آبائنا وأجدادنا يكتفون بتفصيل ملابس جديدة للعيد لتظهر الفرحة والبهجة عند ارتدائها".
والعيدية مصطلح جاء من "العيد" فعقب انتهاء شهر رمضان المبارك، نجد الناس يفرحون مكبرين مهللين بالعيد، وتعبيراً عن الفرحة بقدوم العيد كان الإنسان يُكافئ نفسه وأهل بيته بشيءٍ بسيط كالعيدية، فيفرح الصغار بها والكبار أيضًا ولا أحد يكبر عليها.


أصل كلمة عيدية


لفت برقة إلى أن أصل كلمة "عيدية" مشتقة من كلمة عيد، وتعني العطاء وهي لفظ اصطلاحي أطلقه الناس على النقود والهدايا التي كانت توزعها الدولة خلال موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف.
وإذا جئنا لتاريخ العيدية وفق ما ذكرته المصادر ووفق العصور التاريخية نجد:


العصر الفاطمي

"كانت تسمى بعيد الحلل "هكذا أطلق الفاطميون على عيد الفطر وحينها لم يقتصر الأمر على المبالغ النقدية فقط بل كانت تشمل الملابس، حيث خصصت 16 ألف دينار لتقديم الكسوة إلى الناس قبل العيد.


العصر المملوكي

أصبحت العيدية تأخذ الشكل الرسمي ألا وهو النقود، وكان لكبار السن والصغار نصيبًا منها، وكانت تختلف ما بين الأشخاص بحسب مستواهم، فنجد أنها تكون عبارة عن دنانير من الذهب للبعض، أو من الفضة للبعض الآخر، ثم تم تحريفها إلى العيدية وكانت تقدم على طبق من الحلوى تتوسطه الدنانير للجنود والأمراء، وكانت تعرف باسم "الجامكية" في عصر المماليك.


عصر الخلافة العثمانية

أما خلال عهد العثمانيين اختلف الأمر وأخذت العيدية أشكالًا أخرى ولم تعد تقتصر على المال، واستمرت العادة لدى المسلمين حتى الآن.
لتصبح بعد ذلك عادة متوارثة في الأعياد، تقدم خلالها العيدية كلاً بحسب استطاعته سواءً بالمال أو بالهدايا.


تطور العيدية في العصر الحالي

حلويات العيد


أشار برقة إلى أنه ومع تطور العصر تطورت العيدية وأصبح لها طقوسها التي تقدم من خلالها، كوضعها بتغليفات معينه خاصة فقط بالعيد، وأحياناً يتم تغليفها بأشكال مميزة، لتتسابق الأسر بتقديم العيدية للأخرين بشكل مميز ومنفرد.