اليوم العربي للثقافة.. آمال ودوافع

أن اللغة والثقافة توأمٌ
2 صور

تعد الثقافة سلوكاً اجتماعياً، ومعياراً تقاس به المجتمعات البشرية، كونها حصيلة النشاط الاجتماعي في مجتمع ما، وأساليب الحياة، والسلوك، وأنماط القيم السائدة فيه.
وقد عرَّف الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة السابق، الثقافة في كتابه "التنمية الثقافية من منظور إسلامي" بالقول: "إنها مجمل النشاط الإنساني في حقول الإبداع الفكري والأدبي والفني".
وانطلاقاً من أهمية تعزيز الثقافة العربية، تم تحديد 25 يوليو من كل عام يوماً للاحتفال بالثقافة تحت مسمَّى "اليوم العربي للثقافة"، خاصةً أن الشعوب العربية "تتوق إلى الوحدة والتكاتف، وهو ما يمكن أن تحققه الثقافة، إضافة إلى إشراك المجتمع المدني في النهوض بالثقافة، بصفته "معبِّراً عن الشعوب".

اللغة مقياس صعود الحضارات

اليوم العربي للثقافة


ناهيك عن توحيد الجهود في مواجهة العواصف التي تهدد "الثقافة العربية"، كونها تلعب دوراً مؤثراً ومهماً في المجتمعات، لا سيما أن "الهدر الثقافي" في العالم العربي، يعد كبيراً، لذا وجب حماية العقل العربي، و"تشجيع مبادرات الإبداع والابتكار".
وبما أن اللغة والثقافة توأمٌ، وجب الاهتمام أكثر باللغة العربية، فهي أهم سبل الإفصاح عن المشاعر والشعائر والنتاج الفكري، كما أن اللغة معيارٌ من معايير كثيرة لقياس صعود وهبوط الحضارات، وبروز وأفول الثقافات.
وتتكوَّن الثقافة العربية من أمرين رئيسيين: اللغة العربية، والإسلام، ومن هنا يأتي إصرار بعضهم على تسميتها "الثقافة العربية الإسلامية"، فاللغة وعاء العلوم جميعاً، وأداة الإفهام والتعبير العلمي، والفني والعادي، ووسيلة التأثير في العقل والشعور بأدبها ونثرها وشعرها وحكمها وأمثالها وقصصها وأساطيرها، وسائر ألوانها وأدواتها الفنية.

أهمية الاحتفاء بالثقافة العربية

اليوم العربي للثقافة


يذكر أن اللغة العربية انتشرت في قرون مضت على رقعة واسعة وممتدة من العالم، حتى ما قبل سقوط الأندلس، ولم تنقرض اللغة العربية، لأن الله عز وجل قد ضمِن حفظها بحفظ القرآن الكريم. وهذا الوعد الرباني لا يشمل ضمانة عدم تهميش اللغة العربية إذا أهملها أهلها العرب من المسلمين وغير المسلمين.
ومن هنا، فإن كل مَن يحارب اللغة العربية، يحارب بالنتيجة الثقافة العربية، فما كان من أعداء هذه الأمة إلا إضعاف الفصحى، وإشاعة العامية، وإعلاء شأن اللغة الأجنبية على اللغة القومية، وإلغاء الحرف العربي في الكتابة، وإحلال الحرف اللاتيني محله.
لذا لابد من الاحتفاء بالثقافة العربية بإقامة الفعاليات والأنشطة الفكرية والشعرية، والحرص على تعليم الصغار لغتهم الأساسية، وحضهم على الفخر بها.