سحر الراستي.. أول قبطانة سفينة إماراتية

سحر الراستي أول قبطانة سفينة إماراتية
سحر الراستي
4 صور

احتفاءً بالمرأة الإماراتية في يومها، تشدنا الإنجازات التي قدمتها النساء الإماراتيات للحديث عن نساء خضن مجالات جديدة لم يسبقن إليها في الإمارات، ووضعن فيها لمساتهن الخاصة من الإبداع، منهن هذه السيدة التي جعلت صفحة الأمواج وجهتها، وقادت السفن العملاقة بعزيمة لا تقل عن عزيمة الرجال؛ لتكون أول قبطانة إماراتية.


سحر الراستي، أول إماراتية تعمل بالمجال الميداني كقبطان سفينة في شركة أبوظبي للخدمات الملاحية «سفين»، التابعة لموانئ أبوظبي، والتي تمكنت من اجتياز برنامج تأهيل قباطنة لسفن تحت ٢٤ متراً، وتمكنت خلال ستة أشهر من الإبحار لأكثر من 1300 ساعة، كما أنها أول إماراتية تجتاز دورة القانون الدولي للمساعدات والمناورات البحرية للمستويين الأول والثاني في الشرق الأوسط.


بدأت الراستي رحلتها في عالم السفن والبحار في عام 2015؛ بالعمل في موانئ أبوظبي بمنصب مساعدة إدارية، ثم انتقلت لمهمة منسقة الخدمات الملاحية لتكون أول إماراتية تعمل في هذا المجال، وعن ذلك أخبرت «سيدتي»: «عشقت عالم السفن، وازددت شغفاً بالمهنة وتحدياً أكبر للتوغل في هذا المجال واكتشاف أسرار الملاحة البحرية، وأحجام السفن وكيفية طفوها وفنون قيادتها والقوانين البحرية التي يتم اتخاذها لسلامة حركة الملاحة البحرية».


مصنع لصيانة السفن

يوم المرأة الإماراتية أول قبطانة

وتقول الراستي إنها حرصت على التدرب لعدة أشهر، ويوماً بعد يوم اكتسبت المزيد من المهارات، التي جعلتها تتعرف على كل شيء بالسفينة، وكيفية استخدامها، وامتلاك مهارات التعامل مع حالات الطوارئ باحترافية، متمنية أن تتاح لها الفرصة مستقبلاً لإدارة مصنع لصيانة السفن والمساعدات الملاحية والتمكن من توفير فرص التأهيل والتدريب لأبناء الإمارات في هذا المجال المميز، وتكوين كادر إماراتي يدرك أهمية هذه الصناعة.

وعن أهم التحديات التي واجهتها، أسرّت لنا: «عشقت المهنة، ولم أشعر بأن ثمة فارقاً بين الرجل والمرأة لممارستها، فالتحديات التي تواجهنا معاً واحدة، وفي مقدمتها غدر الأمواج، لذلك نحرص على متابعة النشرات الجوية لمعرفة أحوال الطقس خلال الـ72 ساعة القادمة أثناء الإبحار، لافتة إلى أن تجربتها في البحر كانت حافلة بالتحديات، وبمرور الوقت، سرعان ما تغلبت عليها، وعلى مشاعر التردد والخوف؛ ليحل محلها رغبة حقيقية في التعمق أكثر في هذا العالم واكتشاف كل جوانبه وأسراره».


ولا تنسى الراستي في بداياتها عندما كانت بعرض البحر وواجهتها رياح عاتية أثناء الإبحار، ما تسبب في صعوبة السيطرة على السفينة بسبب ارتفاع وقوة الأمواج التي ضربتها من كل جوانبها، لكنها استطاعت الخروج من التجربة بسلام، وكان هذا بمثابة الدرس العملي الأول لها في تعلم فنون الحيطة والحذر، موضحة: «نجحت في اكتساب أعلى درجات الهدوء والثقة والإتقان لتنفيذ مهامي على أكمل وجه، ومراعاة توفير عناصر الأمن والسلامة لجميع طاقم وركاب السفينة للوصول بهم إلى الوجهة المطلوبة، بجانب التمتع بالقدرة الذاتية للملاحة البحرية وقراءة الخرائط الملاحية الورقية والإلكترونية، والتحلي بسرعة البديهة في اتخاذ القرارات، والاستجابة الفورية التي لا تعرف التردد في حالات الطوارئ، ومراعاة تطبيق جميع القوانين الملاحية للإبحار، والالتزام بمعايير السلامة الدولية لسلامة النقل البحري».


السفن التي قادتها أول قبطانة إماراتية

في يوم المرأة الإماراتية سحر الراستي أول قبطانة إماراتية


«قدت أهم أنواع السفن، ومنها القاطرة البحرية التي تساعد السفن الكبيرة على الدخول والخروج من وإلى الموانئ، بجانب سفن صيانة المساعدات الملاحية التي عملت عليها منذ عامين»، تلك كانت كلمات الراستي التي قالتها لنا بثقة، مؤكدة أن رغبتها في معرفة تفاصيل أمور الملاحة البحرية جعلتها كثيرة المطالعة واللجوء إلى رؤسائها للاستفسار عن أدق التفاصيل بداية من كيفية عمل السفينة والأجهزة التي عليها وحتى آليات تطبيق القوانين البحرية».

وعزت الراستي عزوف الإناث عن العمل في مهنة القبطان البحري إلى أن «هذه المهنة تعتبر كثيرة التحديات بالنسبة للنساء»، وتابعت: «عملنا يستوجب أن نكون في مواقعنا من الصباح الباكر ونبقى لساعات طويلة في عرض البحر، تحت أشعة لشمس المباشرة وحرارتها المرتفعة والرطوبة العالية طوال العام، بالإضافة إلى عرض دوار البحر الذي يصيب النسبة الأكبر من النساء، خاصة ممن لم يعتدن على ارتياد البحر، وهذه الأسباب جعلت بعض أفراد عائلتي يعارضون فكرة التحاقي بهذا العمل في البداية، ولكن إيمان والدي بقدراتي المهنية جعله يشجعني ويساندني ويحثني على الاستمرار والنجاح».