تحتفل دولة الإمارات بـ يوم المرأة الإماراتية هذا العام، تحت شعار «المرأة رمز للتسامح»، لإثبات أن المجتمع الإماراتي متسامح بفطرته، وأن المرأة فيه رمز حقيقي للتسامح، ولتأكيد تفوقها في شتى المجالات بوصفها شريكاً بارزاً لأخيها الرجل في بناء الدولة ونهضتها على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، والسؤال هنا: ما التسهيلات التي أسهمت في صعود نجم المرأة الإماراتية وتفوقها؟
في هذا التحقيق «سيدتي» تلتقي نخبة من شخصيات المجتمع والمسؤولين للتعريف بإنجازات المرأة الإماراتية، خاصة بعد القرار رقم (1) لسنة 2019، التاريخي الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، بهدف تحقيق التمكين الكامل للمرأة، والتأكيد على دورها الريادي في القطاعات الحيوية كافة، ولإثبات أن المرأة شريكة في مسيرة التنمية، وهي جزء لا يتجزأ من رؤية الدولة لاستشراف المستقبل، ولتكريمها على النجاحات الكبيرة التي حققتها خلال مشاركتها في العمل السياسي والبرلماني.
المرأة الإماراتية والمناصب القيادية
أكد علي عبيد علي الظاهري، سفير دولة الإمارات في الصين، أن المرأة الإماراتية توارثت دورها في المجتمع كنظيراتها في المجتمعات العربية، من الموروث الديني والعربي الممتد عبر التاريخ، وفي عصرنا الحاضر، فقد تبوأت المرأة الإماراتية مناصب مرموقة، كرئاسة المجلس الوطني الاتحادي، ووُجدت في 9 مناصب وزارية في مجلس الوزراء، وأثبتت وجودها في القضاء والنيابة العامة والسلك الدبلوماسي؛ ليمتد نشاطها مشكلاً 25% من القوى العاملة. كما اقتحمت قطاع الطاقة من أوسع أبوابه، حيث تعتمد المؤسسة الآن عليها للقيام بمهام قيادية، بدءاً من تشكيل طواقم الدعم إلى مهندسات الطاقة النووية، ومديرات المشاريع، البالغ عددهن 359 مهندسة، بينهن 81 في مواقع قيادية، وهي نسبة ممتازة على الصعيد الدولي، أما في قطاع النفط والغاز، فتمكنت شركة أدنوك، من احتضان أكثر من 5000 موظفة ومهندسة وفنية معنية في وظائف العلوم المتقدمة.
طاقة متجددة وأبحاث فضاء وتكنولوجيا
تمكين المرأة
بدوره أكد سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن الهيئة حالياً تضم 1934 موظفة ضمن جميع إداراتها، ويشمل هذا العدد 657 امرأة في القطاع الهندسي والفني، وتشكل النساء الإماراتيات نسبة 79% من إجمالي القوى النسائية العاملة في الهيئة، يسهمن باقتدار في الإنجازات التي تحققها الهيئة محلياً وعالمياً.
وأضاف الطاير: «أصبحت الإمارات نموذجاً يُحتذى على مستوى العالم لتمكين المجتمع عن طريق المرأة من خلال توفير الدولة البيئة الداعمة لتمكين المرأة وتفعيل طاقاتها المبدعة...»
مواجهة التحديات وفرص حقيقية
فرص لا حدود لها
أشارت المهندسة عزة سليمان، عضوة المجلس الوطني الاتحادي، إلى أن المرأة الآن شريكة حقيقية في ازدهار الدولة، من خلال التزامها بالمـشاركة الفاعلة في المعترك السياسي، إضافة إلى حضورها القوي في ساحات العمل النسوي العربي والدولي. وتابعت: «تنتظر المواطنات الشابات فرص لا حدود لها، ويتوقّف ذلك على إصرارهن على النجاح، وكيفية مواجهتهن التحديات، ورغبتهن الصادقة لتحويلها لفرص حقيقية، وإذ نظرنا لدور عضو المجلس فهو لا يختلف بين رجل وامرأة؛ لأنه مؤسسة راسخة الجذور تعمل وفق إستراتيجية واضحة، لكن الأهم أن للمرأة دوراً لا يقدر عليه الرجل، وهو رؤيتها للمنظور الاجتماعي».
ووجهت سليمان رسالة للمرشحات: «سيكون دخول المجلس تجربة جديدة لمن لم يسبق له عضوية المجلس الوطني الاتحادي، وستكون حافلة بالتحديات؛ نظراً لأن العمل البرلماني عين الناس وصوتهم للعمل من قرب مع الفريق الحكومي لتحقيق الأفضل للمواطن".
أما الدكتورة هدى المطروشي، رئيسة المجلس الآسيوي للمبارزة للمرأة، فأشادت بالدور الرائد للمرأة الإماراتية في المجال الرياضي، الذي ترجمته إلى العديد من الإنجازات التي حققتها محلياً وعربياً ودولياً، وأضافت: «هناك العديد من الرياضات أبدعت فيها المرأة الإماراتية، والمبارزة من أهم الألعاب الفردية التي تركت بصمة قوية..»
المرأة في قطاع الأعمال والاقتصاد
أكدت شفيقة العامري، المديرة التنفيذية لمجلس سيدات أعمال أبوظبي، أن المرأة الاماراتية شريك للرجل في مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة؛ فقالت: «نشهد اليوم وجوداً فاعلاً للمرأة في قطاع الأعمال والاقتصاد، حيث تمكن المجلس من تسجيل عدد كبير من سيدات الأعمال، كما يقوم المجلس بخطوات فاعلة في تشجيع رائدات الأعمال على خوض مجال العمل في القطاع الخاص، وإطلاق مشاريعهن عبر برنامج مبدعة».
إماراتيات بارزات في المشهد الإعلامي.
قوة ناعمة
أكدت مريم عثمان، المديرة العامة لمركز راشد لأصحاب الهمم في دبي، أن المرأة الإماراتية الآن تعتبر قوة ناعمة نجحت بشكل لافت في دخول العديد من المجالات التي كانت حكراً على الرجال، كقطاع الصناعات العسكرية الوطني، وعلم الفضاء، والطاقة، والذكاء الصناعي، ورفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، هو تكملة لنهج الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة لتمكين المرأة وتثبيت دورها.
مزيد من التفاصيل في عدد مجلة "سيدتي" في الأسواق