الحارثي خلال إطلاق «منتدى الإعلام»: سنصنع إعلاماً قوياً يواكب ما تشهده السعودية من تطورات هائلة

الحارثي يلقي كلمته خلال المؤتمر الصحفي للمنتدى
متابعة لفعاليات المؤتمر الصحفي
خالد المالك ومحمد فهد الحارثي خلال المؤتمر
محمد فهد الحارثي رئيس منتدى وجائزة الإعلام السعودي خلال كلمته في المؤتمر الصحفي
من حضور المؤتمر الصحفي لمنتدى الإعلام السعودي
6 صور

ألقى الأستاذ محمد فهد الحارثي، عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين رئيس منتدى وجائزة الإعلام السعودي رئيس تحرير مجلتي «سيدتي»، و«الرجل» كلمة خلال حفل تدشين منتدى الإعلام السعودي، الذي عُقد في 27 أغسطس 2019 بالرياض، بدأها بالإجابة عن سؤالٍ، ألحَّ في طرحه عددٌ من الحضور، ألا وهو: لماذا يُعقد منتدى إعلامي في الرياض؟ حيث قال: «السؤال الذي كان يجب أن يُطرح، هو: لماذا لم يكن هناك منتدى إعلامي في الرياض؟ فالرياض عاصمة عربية مهمة جداً، بل إنها أهم عاصمة إعلامية، بدليل اتجاه الإعلام والإعلان إلى السوق السعودي لكونها أهم سوق في العالم العربي، وأهم سوق مؤثرة في المنطقة العربية، هذا ما عدا التأثير السياسي والاقتصادي للرياض، فمن الخطأ ألَّا يوجد منتدى إعلامي دولي في الرياض، لكننا نقول في هذا الصدد: أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألَّا تأتي مطلقاً».


منصة للإعلاميين والمثقفين

lhrthy_1_0.jpeg


وأضاف الحارثي، أن «الجميع يعلم أن امتلاك إعلام قوي أساس القوة الناعمة التي تؤثر على الصعيد الدولي. حجم الدول الآن لم يعد يُقاس بحجم جيوشها، أو أسلحتها، بل بحجم تأثيرها الاقتصادي، وقوتها الناعمة التي تمتلكها، وبطبيعة الحال، يعد الإعلام واحداً من أعمدة القوى، ونحن نعتقد أن منتدى الإعلام السعودي سيصبح منصة مهمة للإعلاميين والمثقفين من أجل الحوار وتبادل الآراء، فتبادل الآراء في المنتدى مكفول، كما أن المنتدى يشجع على تعدد الآراء واختلافها. إن إطلاق منتدى الإعلام السعودي هدفه في المقام الأول صناعة الإعلام، وصناعة إعلام قوي، تتطلب الشفافية، وهي ديدن طرح منتدى الإعلام السعودي، وهذا ما نأمل له ونخطط عليه».


اختزال سنوات في أشهر

وأوضح الحارثي، أن «السعودية تشهد في الآونة الأخيرة متغيرات كبيرة جداً سواء على الصعيد الاقتصادي، أو الاجتماعي، بل وتختزل سنواتٍ في أشهر، فما كان يحدث في سنواتٍ، أصبح يتم ويُنجز خلال أشهر وربما أيام، ويعكس ذلك حجم التغيرات والتطورات الكبيرة في كافة جوانب ومناحي الحياة. رؤية 2030، وخارطة طريق تنمية الدولة، وهذا التطور الضخم، والحراك غير المسبوق لابد أن يواكبه حراك إعلامي قادرٌ على مجاراة هذا التطور. لا يمكن أن يتأخر أحد أركان وأعمدة التطور، ومن هنا جاءت أهمية تحمُّل مسؤولية خوض هذا التحدي في المجال الإعلامي، وكانت أولى الخطوات بإطلاق منتدى الإعلام السعودي وجائزته، وقد بادرنا في التفكير في هذا المشروع منذ تشكيل مجلس الصحافيين السعوديين، وسبق أن اقترحنا إنشاء نادٍ سعودي للصحافة، فكل الدول الكبرى لديها نادٍ للصحافة، مثل نادي واشنطن للصحافة، ونادي سنغافورة للصحافة، ونادي دبي للصحافة، وكل هذه المشاريع، هي مشاريع إعلامية متكاملة، وقد تم مناقشة كل هذه الأفكار، ولاقت دعماً كبيراً من أعضاء مجلس إدارة الصحافيين السعوديين، ورئيس مجلس الإدارة، وننتظر، إن شاء الله، إطلاق هذا المشروع. نادي الصحافة السعودي لا يقتصر فقط على كونه ملتقى، أو منتدى، بل وسيتميز بتقديم فعاليات كثيرة، ويصبح مزاراً لكل مسؤول يزور السعودية، كما يهدف إلى أن يصبح بحق بيتاً للإعلاميين السعوديين، ومنتدى الإعلام السعودي، وجائزة الإعلام السعودي جزءٌ أيضاً من هذه المبادرة الكبيرة، أي أننا أمام مبادرة شاملة، وإن شاء الله، نستكمل إنجاز مشروع النادي، ونشهد انطلاقته وفقاً لأهدافنا وخططنا».

 

الاطلاع على تجارب الآخرين

3_0.png



وأكد الحارثي، أن «المنتديات الإعلامية لها فوائد كثيرة لا تتوقف فقط على النقاش الإعلامي، كما أن تطور الإعلام لا ينحصر فقط في تطور التقنية، ولا في تطور المباني، ولا في تطور الأنظمة، فالأهم من ذلك كله، تطور الكوادر البشرية. إن وجود منتديات إعلامية من شأنها أن تطوِّر وتسمح للإعلاميين بالاطلاع على تجارب الآخرين، إضافة إلى تكوين شبكة علاقات من خلال التعرُّف إلى حضور المنتدى، وتكوين شبكة علاقات قوية جزءٌ أساس من تحقيق النجاح لأي صحافي، كما أن حضور منتدى إعلامي يعد فرصةً لكل صحفي لتطوير الكفاءات الصحفية والاستفادة من تجارب الآخرين».

 

حرية الإعلام

وشدَّد على أن منتدى الإعلام السعودي والقائمين عليه، يؤمنون بحرية الإعلام ودوره واستقلاليته، وفي الوقت نفسه ينبذون خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف، ويركزون على مفاهيم التسامح والسلام والحوار والاعتدال مع الآخر، مبيناً أنهم سيحرصون في منتدى الإعلام السعودي على عكس هذه القيم بعمقٍ.


لا للتلميع والتجميل

2_0.jpeg



ونوَّه الحارثي إلى أن «الإعلام العربي والدولي، يتشوَّق لمعرفة الإعلام السعودي من الداخل، ولدى السعودية عديدٌ من الإنجازات التي يحق لها أن تفتخر بها، لذا يعد منتدى الإعلام السعودي فرصةً لإبراز الإنجازات والمكتسبات التي تحققها البلاد، ويجب التركيز على أن هذا المنتدى لا يهدف إلى التلميع، أو التجميل، فهذا مبدأ مرفوض من قِبلنا، بل يهدف إلى تنظيم مناقشات حقيقية وواقعية بشفافية، وطرح المشكلات والتحديات. لدينا الثقة في أنفسنا والجرأة لخوض أي حوار مع الآخر، ولدينا الثقة التي تدفعنا إلى الترحيب بالآخرين في الرياض للاطلاع على حقيقة ما يجري في السعودية، فلا يوجد لدينا شيءٌ لنخفيه، وانطلاق المنتدى دلالة على التطور النوعي في عقلية التحاور مع الآخر».


عرض التجارب العالمية الناجحة

وأشار الحارثي إلى حرص المنتدى على اتخاذ عنوان مهم جداً، لينطلق تحت شعاره، وهو «صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات»، فالإعلام لم يعد مجرد خبر، أو سبق صحفي، بل صار منظومةً ضخمةً، تتداخل فيها عوامل كثيرة، وقال: إن «صناعة الإعلام تضم اقتصادات ورقميات، وما زالت هذه الصناعة زاخرة بالفرص للمؤسسات القادرة على أن ترى ما لا يراه الآخرون، لكن في الوقت نفسه علينا أن نعترف ونسلِّم بأن هناك تحديات صعبة تواجه الإعلام، فالمؤسسات الإعلامية تواجه تحديات في السعودية والعالم أجمع بسبب تغيُّر طريقة العمل في المؤسسات الإعلامية، وهذا التغيُّر يوجب عليها أن تتغيَّر أيضاً، وتواكب ما يموج حولها، وعلى المؤسسات الإعلامية أن تتعرَّف على التجارب الخارجية الناجحة حتى تقتبسها وتطبِّقها في البلد الذي تنتمي له. نحن نعلم أن نيويورك تايمز كادت أن تفلس، لكنها تحقق الآن أرباحاً مليارية. لقد نجحت عديدٌ من المؤسسات الإعلامية العالمية، أن تخرج من النطاق الأحمر للخسارة، وتحقق أرباحاً كبيرة بعد قيامها بتغيير طريقة التفكير، والابتعاد عن التقليدية، لذا سنحرص في منتدى الإعلام السعودي على أن نعرض التجارب العالمية الناجحة ليطلع عليها الشباب والشابات السعوديون، فهذه التجارب يمكن الاقتباس والاستفادة منها».

 

6 فئات للجائزة

وبيَّن الحارثي، أن «جائزة الإعلام السعودي، تهدف إلى التحفيز والابتكار في تقديم المحتوى الإعلامي، فنحن نعلم أن المحتوى هو الفيصل في المجال الإعلامي، أياً كان المحتوى، سواء كان على شاشةٍ، أو ورقةٍ، أو هاتفٍ محمولٍ، فالمحتوى هو الملك، كما يطلقون عليه في صناعة الإعلام، لذا تسعى هذه الجائزة إلى تحفيز وتطوير المحتوى، فالصحافي غير القادر على صناعة محتوى، يخسر عنصراً أساسياً من كونه صحافياً، والجائزة تضم ست فئات، هي: الصحافة، وتضم الصحافة السياسية، والصحافة الاقتصادية، والصحافة الاجتماعية، والصحافة الرياضية، والصحافة الثقافية، والصحافة الاستقصائية، وقد تم إضافة أنواع جديدة، مثل صحافة الصورة، ويتنافس فيها المصورون الصحافيون، إضافة إلى صحافة الرسم الكاريكاتيري، وكاتب العمود الصحفي، وهناك فئة أخرى للتنافس على الجائزة، وهي الإنتاج المرئي، وتضم فئتين "الحوار والتقرير التلفزيوني"، وفي مجال الإنتاج المسموع، سيتم التنافس في مسابقة الحوار الجماهيري، إلى جانب فئة أفضل تطبيق إعلامي، وهذه الفئة تعد الأولى من نوعها في المسابقات الإعلامية، وتهدف إلى تحفيز الشباب والشابات الإعلاميين على دخول مجال الإعلام الريادي، حيث سيتم دعمهم وتحفيزهم، أما آخر فئات الجائزة، فهي شخصية العام الإعلامية».

وختم الحارثي حديثه بالقول: «يبدأ التقديم على فروع الجائزة المختلفة اعتباراً من الثلاثاء 27 أغسطس 2019، ويستمر حتى آخر سبتمبر المقبل، وكل فئة من فئات المسابقة لها لجنة تحكيم مستقلة، وتقوم اللجان بعملها من دون أي تدخل من أحد، فأمانة الجائزة بعيدة كل البعد عن لجان تحكيم المسابقات، وعملها تنظيمي وإداري فقط، ونتوقع أن يكون هناك مجال رحب للإبداع والتطوير، وستكون هناك نقلة نوعية في الإعلام السعودي، ولدينا طموح كبير بتحقيق إنجازات ملموسة في الإعلام، خاصةً أن هناك دعماً كبيراً من قِبل الزملاء والزميلات في هيئة الصحافيين السعوديين، إضافة إلى دعم وزارة الإعلام، كما نحظى بتعاون كبير من الشباب والشابات السعوديين».