ترامب يخطط لمنع السجائر الإلكترونية بعد ارتفاع عدد ضحاياها إلى 6 وفيات

أنفاس السيجارة الإلكترونية قتلت خمسة أشخاص بوقت قياسي
الرئيس الأميركي يخطط مع زوجته وإدارته لمنع السجائر الإلكترونية
حملة مليونية لحظر السجائر الإلكترونية في أميركا
سان فرانسيسكو أول ولاية أميركية تحظر السجائر الإلكترونية
4 صور

بعد دخول مئات الأميركيين للمستشفيات الأميركية، ووقوع حالات وفيات مفاجئة، أطلقت إشارات الإنذار المحذرة من خطر «السجائر الإلكترونية» المتصاعد ليس في أميركا فحسب، بل في معظم دول العالم حتى العربية منها.

وحسب موقع «بي بي سي» البريطاني والوكالات الإخبارية، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعم بقوة حملات حظر السجائر الإلكترونية.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إدارته ستقوم بمنع بعض أنواع السجائر الإلكترونية ذات النكهات المختلفة، وذلك بعد الجدل الذي شهدته البلاد إثر علاقتها بوفاة بعض المدخنين الشباب.

وقال ترامب للصحفيين «السجائر الإلكترونية أصبحت مشكلة جديدة تنبغي مواجهتها خاصة في أوساط الأطفال».

وأكد وزير الصحة ألكس أزار أنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على خطة لمنع تداول جميع أنواع السجائر الإلكترونية المختلفة النكهات في الأسواق الأميركية.

وسجلت 33 ولاية أميركية 6 حالات وفاة و450 حالة اعتلال في الرئتين مرتبطة جميعاً بالسجائر الإلكترونية ذات النكهات المختلفة عن نكهة التبغ.

وحسب السجلات، فإن أغلب الحالات المسجلة تقل أعمارها عن 19 عاماً.

وكانت ولاية ميتشغان ثاني الولايات الأميركية بعد ولاية «سان فرانسيسكو» إقداماً على منع هذه الأنواع من السجائر الشهر الجاري.

وكان أزار قد أعلن الأربعاء بعد لقاء ترامب في البيت الأبيض أن إدارة الأغذية والمخدرات في وزارة الصحة الأميركية ستستغرق بضعة أسابيع لإعلان التعليمات الجديدة بخصوص السجائر الإلكترونية.

وأضاف أن الوزارة ستتخذ إجراءات أكثر شدة لو اتضح لها أن الأطفال يتعرضون عمداً لمحاولات الاجتذاب لتدخين السجائر الإلكترونية.

وكانت السيدة الأولى ميلانيا ترامب قد غردت على حسابها على موقع تويتر قائلة: «أشعر بقلق عميق من تفشي وباء السجائر الإلكترونية بين أطفالنا».

وكانت ميلانيا حاضرة في اجتماع زوجها ووزير الصحة الأربعاء في البيت الأبيض.
وقال ترامب للصحفيين بعد الاجتماع إن إدارته ستتخذ إجراءات قوية لحماية «الأطفال الأبرياء» وبينهم ابنه بارون البالغ من العمر 13 عاماً.

وأضاف: «لا يمكن أن نترك مواطنينا يتعرضون لهذا المرض، ولا نستطيع أن نرى شبابنا عرضة لهذه الآثار».

وواصل ترامب قائلاً: «هكذا وجدت السيدة الأولى نفسها معنية بهذا الملف؛ لأن لها ابناً وسيماً وشاباً، وهي تشعر بالقلق الشديد حيال ذلك».

وأضاف: «لقد اطلعت عليه -القانون الجديد- وقرأناه معاً، كما يطالعه الكثيرون، لكن الناس يموتون جراء التدخين الإلكتروني؛ لذلك يجب أن نكون حريصين».

وأعرب ترامب عن أمله في أن يجعل القانون الجديد الآباء أكثر صرامة مع أبنائهم عندما يدخنون السجائر الإلكترونية.

وتعرض منتجو السجائر الإلكترونية ذات النكهات المختلفة مثل شركة «جال» لاتهامات بتعمد جذب الأطفال للتدخين الإلكتروني بشكل إدماني عبر صنع نكهات مثل القرفة والمانغو والقشدة.

وكانت الشركة التي تحظى بنصيب الأسد من سوق السجائر الإلكترونية قد أوقفت بيع هذه المنتجات العام الماضي للتقليل من الغضب المجتمعي المتزايد نحوها.

وأعلن أيضاً عمدة نيويورك السابق، الملياردير مايكل بلومبيرغ عن حملة تبلغ ميزانيتها 160 مليون دولار لحظر السجائر الإلكترونية المنكهة في الولايات المتحدة، بعد وفاة خمسة مستهلكين لهذه المنتجات على الأقل.

وقال «مايكل بلومبيرغ» المعروف بمكافحته للتدخين، و«حظره» في المطاعم والحانات في نيويورك إبان توليه رئاسة البلدية في مطلع الألفية «إنها أزمة صحية طارئة سببها شركات صناعة السجائر».


ونقلت «فرانس برس» و«سكاي نيوز» عن بلومبيرغ في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يحمل أيضاً توقيع مات مايرز المسؤول عن حملة للتصدي لانتشار التدخين، «لا تخفى علينا الأساليب التي تلجأ إليها كبرى مجموعات صناعة التبغ. وهذه ليست المرة الأولى التي نواجهها. وهي تستهدف الأطفال وتعرضّهم لخطر شديد».

وندد بلومبيرغ بتقاعس الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية «إف دي إيه» المعنية بهذا الشأن، مشيراً إلى أن الحملة، التي تبلغ ميزانيتها 160 مليون دولار على ثلاث سنوات، تهدف إلى حظر السجائر الإلكترونية المنكهة الواسعة الانتشار خصوصاً في أوساط المراهقين، «في 20 مدينة وولاية أميركية على الأقل».

في العام 2018، أكد 20.8 % من تلاميذ المدارس الثانوية في الولايات المتحدة أنهم دخنوا سيجارة إلكترونية في الشهر الأخير، أي تقريباً ضعف ما كانت عليه النسبة قبل سنة (الزيادة بلغت 78%)، بحسب مراكز رصد الأمراض والوقاية منها «سي دي سي».

وأصبحت سان فرانسيسكو حيث مقر شركة «غول» العملاقة لصناعة السجائر الإلكترونية في يونيو، أول مدينة أميركية كبرى تمنع «السجائر الإلكترونية»؛ بهدف حماية الشباب من آثار النيكوتين الكارثية.

ودعا رئيس لجنة الصحة في مجلس نيويورك البلدي مارك ليفين الثلاثاء، كبرى مدن الولايات المتحدة إلى حظر السجائر الإلكترونية المنكّهة متحدثاً عن «وباء» ينتشر في صفوف تلاميذ المدارس الثانوية و«تهديد رئيسي» لتلاميذ المرحلة التكميلية.

وأفادت السلطات الصحية الأميركية، الجمعة الماضية، بأن خمسة أشخاص على الأقل تُوفوا بعدما استخدموا سجائر إلكترونية في الولايات المتحدة، في ما تضاعف عدد المصابين بصعوبات تنفسية خطرة ليصل إلى 450 في أرجاء البلاد.

وأوصت مراكز «سي دي سي» احترازاً بعدم استخدام السجائر الإلكترونية بانتظار نتائج التحقيقات حول أسباب هذه المشكلات.

وهددت وكالة الأغذية والأدوية بفرض عقوبات على «غول» بسبب ممارسات في مجال التسويق، ولا سيما حيال الشباب.