مصاريف بداية المدارس في المغرب.. أزمة متكررة كل سنة

الدخول للمدرسة بالمغرب
كاريكاتير عن الدخول للمدرسة
إحدى المكتبات
5 صور

تشهد مكتبات العاصمة المغربية الرباط، حركة لا تنضب، حيث تهرع إليها الأسر المغربية من أجل توفير الكتب المدرسية لأبنائها. ورغم أن انطلاق عام دراسي جديد يضع حداً بالنسبة إلى الأهل، لهموم كثيرة من قبيل سهر الأطفال ولهوهم وغيرهما، إلا أن همّ مصاريف التعليم يؤرقهم أكثر من أي هاجس آخر، إذْ تلقى  الأدوات المدرسية والمحفظات إقبالاً لاقتنائها منقطع النظير خلال شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) وتتحول عدد من الحوانيت من بيع مواد غذائية أو منتوجات أخرى إلى بيع الأدوات المدرسية، فيما تضع محلات أخرى أنواعاً وأشكالاً مختلفة الألوان والأحجام من المحفظات، تجعل الأطفال المرافقون لآبائهم وأمهاتهم يتهافتون عليها.


مهن موسمية

5873261-1280520180.jpg

لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن بعض الشباب الذين  يضعون قبل أيام عربات لبيع الأواني، يغيرون نشاطهم التجاري خلال هذه المناسبة التي تعرف إقبالاً كبيراً للأدوات المدرسية، ويتجهون إلى الاتجار في أغلفة الكتب والكراسات وكل ما يتعلق بالمدرسة.

 وفي حديث لـ «سيدتي نت» تقول «فاطمة محب»، 45 سنة، وهي أم لطفل يتابع دراسته في المستوى الخامس ابتدائي: «الأسر خرجت من العيد لتجد نفسها أمام الدخول للمدرسة، لكنه المعتاد ونحن اعتدنا على خلق التوازن بين مصاريف الأعياد والعطل والدخول للمدرسة، شدة وتزول». تختم حديثها بابتسامة عريضة.


كتب مستعملة

5836611-1958902193.jpg

تعتمد غالبية الأسر المغربية على الكتب المدرسية القديمة، حيث تلقى إقبالاً كبيراً من طرف ذوي الدخل المتوسط والفئات المعوزة من المجتمع، إذ يقوم العديد من التلاميذ بعرض كتبهم المدرسية القديمة المستعملة بغرض البيع أو استبدالها بكتب أخرى، وفي الوقت نفسه، جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن بأسعار ملائمة لا تقبل المنافسة، تجنباً لشراء كتب جديدة وبأثمنة خيالية.
يقول «مروان سعيد» 12 عاماً لـ«سيدتي نت: «غالباً ما أتبادل الكتب المدرسية مع أبناء الجيران أو زملاء آخرين يكبرونني سناً. أقصد سوق المدينة برفقة أقراني لبيع كتبنا القديمة واقتناء كتب أخرى مستعملة».
أما «نجاة كردة»، 40 سنة، وهي أم لأربعة أطفال، فتوضح أنها تنظم ونساء الحي عما يسمى بـ«دارت» وهي عبارة عن صيغة ادخارية، إذْ تتفق مجموعة من النساء على الحصول على مبلغ شهري ثابت من المشاركات، على أن تحصل كل واحدة منهن بالتوالي على المبلغ الذي تم جمعه كل شهر، لحل مثل هذه الطوارئ المادية، فتقول: «لحسن الحظ، سأحصل على دارت هذا الشهر. وسأشتري الكتب لأبنائي وأساهم مع زوجي».

ورغم أن بعض الأسر لا تشرع في اقتناء مستلزمات الدخول للمدرسة، وتسجيل أبنائها إلا بعد انقضاء الأسبوع الأول من سبتمبر، إلا أن بوادر الموسم الجديد تبدأ في المكتبات آخر أغسطس (آب)، ويشمل الاستعداد للدخول للمدرسة باقتناء البزات المدرسية والألبسة الرياضية التي تعرف بدورها إقبالاً كبيراً .