طبيب نوبل عانى من موت زوجته فانتصر لها بالأوكسجين

ويليام كولين
ويليام كولين
نوبل
ويليام كولين
4 صور

«من رحم المعاناة يولد الأمل»...حكمة اتّخذها دكتور ويليام كيلين، الباحث في معهد «هوارد هيوز» الطبي في الولايات المتحدة، نبراساً ومنارة له ليوفي بها حق زوجته المتوفاة بسبب سرطان الثدي.
منذ أيام أعلنت مؤسسة نوبل في السويد، منح جائزة نوبل لباحثين أميركيين هما «ويليام كيلين»، و«غريغ سيمينزا»، بالإضافة إلى البريطاني «بيتر راتكليف»، إذ ساعدت اكتشافاتهم في معرفة كيفية شعور الخلايا وتأقلمها مع مستويات الأوكسجين، حيث حدّدوا كيفية انعكاس ذلك على عملية الأيض الخلوية والوظيفة الفسيولوجية، وهو ما يمهد الطريق لاستراتيجيات جديدة واعدة لمكافحة فقر الدم والسرطان والكثير من الأمراض الأخرى، إمّا عن طريق تنشيط وإما عرقلة آلية استشعار الأوكسجين.

الفوز بجائزة نوبل لاكتشافه جين VHL

اكتشاف الجين VHL


اكتشف كيلين أنّ جين VHL في وضعه الطبيعي، من دون طفرات، يُشفِّر بروتيناً ويمنع ظهور السرطان، وأظهر أيضاً أنّ الخلايا السرطانية التي تفتقر إلى جين وظيفي من VHL تعبر عن مستويات عالية بشكل غير طبيعي من الجينات المنظمة لنقص الأكسجين، ولكن عندما أعيد إدخال جين VHL إلى خلايا سرطانية، تمت استعادة المستويات الطبيعية من الأكسجين، وكان هذا دليلاً مهما يوضح أن VHL كان مسؤولاً بطريقة ما في التحكم في الاستجابات لنقص الأوكسجين.
وعلى ذلك، خلص تقرير لجنة التحكيم إلى أنّ استشعار الأوكسجين أمر أساسي لعدد كبير من الأمراض، وعلى سبيل المثال، فإنّ المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن غالباً ما يعانون من فقر الدم الحاد بسبب انخفاض التعبير عن هرمون «الإريثروبويتين» الذي يتأثر بمستويات الأوكسجين، ويُنتج بواسطة خلايا في الكلى وهو ضروري للسيطرة على تكوين خلايا الدم الحمراء.

 

دور زوجته في نيله نوبل للطب

ويأتي الدور الكبير الذي قامت به زوجة الطبيب الأميركي ويليام كيلين، إذ ساعدته زوجته الراحلة في بداية أبحاثه وكانت لها دور كبير فيما وصل إليه، حيث جاءت البداية بزواجه من حبيبته الطبيبة الأميركية «د. كارولين م. كايلين»، عام 1988، وكانت هي أيضاً طبيبة متخصصة في مجال جراحة سرطان الثدي، وأنجبا طفلين. وكانت د. كارولين قد أجرت مئات العمليات الناجحة، وشفي بسبب مهاراتها العلمية والجراحية الفائقة الكثير من السيدات من هذا المرض الخبيث، ثم واصلت أبحاثها حتى أصبحت المدير المؤسس لمركز صحة الثدي الشامل في بريغهام، ومدير مستشفى للنساء ببوسطن، وذلك في عام 1995 وكانت صغيرة في السن لشغل هذه المناصب، حيث كانت في الـ34 من عمرها فقط؛ حيث كانت تعد د. كارولين أصغر امرأة على الإطلاق تم اختيارها لهذا المنصب الرفيع في أي مستشفى تعليمي رئيس تابع لهارفارد، حيث مرت الأعوام وهي تحقق نجاحاً مستمراً كأمهر جراحة لسرطان الثدي.

علاج سرطان الثدي

جائزة نوبل لوليام كولين

وفي عام 2003 أخبرت كارولين زوجها بوجود شذوذ بسيط في إحدى ثدييها، فكشف عليها واتضح من الأشعة إصابتها بمرض سرطان الثدي، ولكن فشلت جميع عمليات زوجها ويليام في استئصال الورم؛ إذ أخضعها زوجها للكثير من المحاولات لعملية استئصال الثدي بالكامل، ثم تلاها العلاج الكيميائي والإشعاعي، حيث كان مشرفاً على جميع خطواتها الطبية، ولكن تعرضت كارولين للأسوأ من ذلك كله بأن فقدت الإحساس في يديها، اللتين كانت تجري العمليات بهما وكانتا أساس مهنتها كجراحة ماهرة. وقد أصيبت بمرض الاكتئاب بعدها وأصبحت حزينة طوال الوقت.

من هذه التجربة المؤلمة أشار إليها زوجها «د. ويليام كيلين» بأن تستغل وقتها في البيت وفي كتابة رحلة معاناتها أو التأليف في المجال الطبي، حيث أمضت الكثير من الوقت بالمنزل معه ومع أطفالها وكتبت خلال هذه الفترة كتابين: هما «العيش من خلال سرطان الثدي»، و«خطة اللياقة البدنية للناجين من سرطان الثدي».

وفي عام 2010 لاحظت د. كارولين وجود صعوبة كبيرة في تحريك يديها أو حتى الإمساك بالقلم أثناء الكتابة، وبعد الفحص الطبي اكتشف زوجها والفريق الطبي المعاون لها إصابتها بورم سرطاني في الدماغ، ولكن رفضت كارولين تلقِّي العلاج وعاشت لمدة 5 سنوات أخرى لتفارق زوجها وأطفالها عام 2015. لتصبح زوجة الطبيب ويليام وأم أبنائه ملهمته وسِرّ نجاحه، وبعدها بـ4 سنوات توصّل إلى إمكانية تحقيق العلاج دون التدخل الجراحي، وبهذا ألهمت الطبيبة زوجها بوفاتها ليجد العلاج لآلاف المصابين.