كيف أُوزِّع المال؟!

أحمد العرفج


عندما جاءت #رؤية_السعودية_2030، حَضَرَتْ ومعها مجموعة من المفاهيم، من أهمها: مفهوم الإنفاق الذكي، وهو يعني أن تضع أموالك في المكان الذكي، الذي يعود عليك بالنفع الكبير. وحسب ما يرى موقع Live Hack، فإن المرء العاقل ينفق أمواله على أشياء؛ تُسهم في استمرار واستدامة سعادته، بدلاً من إنفاق المال على أشياء، تُعطيه سعادة مؤقتة لا تدوم طويلاً..!


وقد ذكر الموقع –وأنا معه- نماذج من الأشياء؛ التي تستحق الإنفاق عليها:


أوَّلاً: التعليم والتدريب، فهُمَا -رغم الإنفاق الذي يتم عليهما- يعودان بالنفع الكبير على صاحبهما، وهذا النفع يستمر مدى الحياة..!


ثانياً: السفر، فبالرغم من تكاليفه العالية أحياناً، إلا أن مردوده؛ وما يحمله من تجاربٍ وذكريات وخبرات، قد يُغطِّي تكاليف ونفقات السفر، لذلك لو أنفقتَ 5000 ريال في سَفرةٍ مفيدة غنيَّة، خيرٌ لكَ مِن أن تنفق هذه الـ5000؛ على شراء جهاز لابتوب حديث، قد لا تحتاجه..!


ثالثاً: الكُتب، فالكِتَاب خيرُ صديق، ولكَ أن تتصوَّر بأنك تنفق مالاً مقداره 100 ريال، من أجل صفصفة وحلاقة شعر رأسك، وأنتَ مقابل هذا المال، تستطيع أن تشتري خمسة كُتب مُفيدة، تعطيك السعادة، وتمنحك المعرفة، وتبقى لك ولذريتك مِن بعدك..!


أمَّا الأشياء التي مِن الجيِّد التقليل منها، فهي كثيرة، من أهمها:


أوَّلاً: الأجهزة الإلكترونية، حيث يُلاحَظ أن شرائح كبيرة من المجتمع، بدأت تُفرط وتُسرف في شراء الأجهزة الإلكترونية، الضروري منها وغير الضروري..!


ثانياً: تغيير الديكور المنزلي، حيث يُلاحَظ أن بعض الناس؛ لديهم إسراف وشهوة في تغيير الديكور، بين فترةٍ وأخرى بشكلٍ متسارع، وهذا يتنافَى مع مفهوم الإنفاق الذكي..!


ثالثاً: الهوس في شراء السيارات وتغييرها، وملاحقة الموديلات المتسارعة، وقد عرفتُ في حياتي أُناساً؛ يستدينون المبالغ الكبيرة، من أجل مُلاحقة الجديد من السيارات، وبعضهم قد يدخل من أقساطٍ إلى أقساط، حتى يُجاري هذا الهوس..!


رابعاً وأخيراً: الهوس في شراء الملابس، وتعبئة الخزانات والدواليب بمئات القطع، التي لا تُستخدم إلَّا مرَّة كل عشر سنوات، وهذا يُنافي نظرية السيّدة اليابانية «ماري كوندو»، التي تقول بأن خزانة الملابس؛ يجب أن لا تزيد عن 35 قطعة..!


في النهاية أقول: كل هذه الأسباب معروفة، واكتشفها أغلب الناس، ولكن الخطوة التي لا يُدركها البعض، وتتنافى مع مفهوم الإنفاق الذكي، هي متابعة السنابتشات، والركض وراء الدعايات والبضائع، التي يُروِّجها مشاهير هذا التطبيق العجيب..!!