نجاح أول عملية زراعة وجه لأمريكي من أصل أفريقي 

بعد العملية مع ريس فريق الجراحين
مع حفيدته قبل العملية
قبل العملية
روبرت قبل وبعد عملية زراعة الوجه
4 صور

في عملية جراحية ناجحة ، اعتُبرت الاولى من نوعها على مستوى العالم .. تمكن فريق طبي متخصص في الجراحة التجميلية بمستشفى بريغهام ومينز، في مدينة بوسطن الأمريكية، من إجراء عملية زرع وجه ناجحة، لأول أمريكي من أصل أفريقي.

وشارك في العملية  45 جراحًا واختصاصي تخدير، وممرضين وصيادلة، وزملاء بحث، واختصاصيين اجتماعيين وقسيس، تحت قيادة الدكتور بوهدان بوماهاك، مدير زراعة الجراحة التجميلية في بريجهام هيلث، الذي أجرى مع فريقه 8 عمليات جراحية استمرت 16 ساعة، لتتم العملية بنجاح كبير.

وإثر عملية زراعة الوجه التي أُجريت في يوليو الماضي، تعافى تشيلسي بشكل ملحوظ، وبدا نشيطًا واكتسب بعض الشعر، ومن المتوقع بأن يستعيد الإحساس الكامل بوجهه خلال أشهر قليلة، وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية.

ووصف روبرت حياته الجديدة بقوله: "مع إشراقة كل صباح، أعتاد على وجهي الجديد أكثر"،.

وعبّر تشيلسي عن امتنانه للشخص، الذي تبرّع له بجلده، مشيرًا إلى أنه قام بعمل عظيم، وشكر عائلته، لأنهم اختاروا التبرع له بهذه الهدية الثمينة.

وقال إنّ هذا الرجل منحني فرصة جديدة للحياة، مضيفًا: "لا أجد كلمات تعبّر عن شعوري، وأشعر بالامتنان لأني تلقيت هذه الهدية الرائعة.

وكان  روبرت تشيلسيا قد تعرّض في عام 2013 لحادث مأسوي، بعد اصطدام سائق مخمور بسيارته، أدى إلى اشتعال النار بها على الفور، وإصابته بحروق من الدرجة الـ3، غطت ما يقرب من نصف جسده.

وأمضى روبرت 4 أشهر بين الحياة والموت، حيث أجرى له فريق طبي  18 عملية جراحية، على مدى عامين ونصف العام، في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا إيرفينغ لإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بجسده من جرّاء الحادث، تركزت معظمها في تطعيم الجلد الناتج عن حروق الحادث الذي فقد على إثره شفاهه، ونهاية أنفه، وأطراف عدة من أصابعه، وثلثي أمعائه.

وبعد 5 أعوام من المعاناة والألم والعمليات، تمكن تشيلسيا من بدء مواصلة حياته بشكل أشبه بالطبيعي من جديد، بعد عملية زرع الوجه لأول أمريكي من أصل أفريقي

وعُرض على تشيلسيا في مايو/ آيار 2018، وجه ينتمي إلى رجل ذي بشرة فاتحة اللون بشكل كبير عنه، لكنه  رفضه على الرغم من إمكان إخراجه من قائمة انتظار عمليات الزرع، بعد بضعة أشهر فقط، حيث لم يتحمل فكرة أن يصبح شخصًا مختلفًا عن أصله الأفريقي.

ووفقًا لمجلة "تايم" الأمريكية، استغرق الأمر أكثر من عام حتى تلقّى تشيلسيا مكالمة ثانية، تخبره العثور على الوجه المناسب له، من متوفى في ولاية أخرى، عثرت عليه مؤسسة برنامج "Gift of Life Donor" الأمريكية غير الربحية.

ويبدو أنّ عملية زرع وجه تشيلسيا كأول حالة أمريكية من أصل أفريقي، بحسب الـ"تايم" قد تساعد على تغيير نظام الرعاية الصحية للأفضل، وتشجيع ذوي البشرة السمراء على التبرع بالأعضاء وزرعها، الأمر الذي يوجد به فجوة كبيرة، نتيجة للتباينات الشديدة في النظام الطبي الأمريكي، مسببة وفاة الأمريكيين السود بمعدلات أعلى من البيض نتيجة عوامل كثيرة، منها أمراض القلب والسكري، والسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

 بالإضافة إلى أنّ عدم الثقة في النظام الطبي، جعل العديد من الأمريكيين من أصول أفريقية حذرين من التبرع بالأنسجة، ما ساهم في نقص عدد المانحين، لكن من المرجح أن يساعد دور تشيلسيا غير المقصود، على تخلص الأمريكيين من أصل أفريقي من هذه التباينات.