دع الآراء.. واستمتع بموهبتك!

أحمد العرفج

 

جميل أن يُراعي الإنسان آراء الناس فيه، ولكن الأجمل من ذلك؛ أن يتفحَّص الآراء، ليتأكَّد هل هي نابعة من وعي وحكمة، أم هي مجرد آراء عابرة، تُطلَق وتُقَال من باب شهوة الحديث..!


مثلاً: يقول الدكتور «روب فازيو» في كتابه؛ «البساطة هي الذكاء الجديد»: (هناك مثال آخر على شخصٍ، قِيل له إنَّه يفتقر إلى الخيال، وليس لديه أفكار جيدة، وقد فُصِل من الجريدة الشهيرة The Kansas City Star، يا للهول، هل يُمكنك أن تتخيَّل؛ فَصْل أحدهم من جريدة، لافتقاره للخيال؟. فقد لا ترى أن الخيال، من أهم متطلبات هذه الوظيفة. وهناك كذلك سيِّدة فُصِلَت من نشرة الأخبار المسائية، لتفاعلها عاطفياً مع الأحداث بشكلٍ مفرط. وبدلاً من تقبُّل تعاطفها، تم توبيخها، لعدم تقديم الأخبار دون تفاعل معها)..!


هذه أمثلة على آراء الناس في الإنسان، وهذه الآراء لم تُبنَ على حقائق علمية، ولا على دراسات واقعية، بل جاءت من باب الاجتهاد في كلتا المؤسستين..!


الجدير بالذكر؛ أن المفصول والمفصولة لم يستسلما، بل شقَّا طريقهما، ونجحا في مشوارهما، الأول في مشواره الخيالي، والثانية في مشوارها الإعلامي.. لم ينجحا فقط على مستوى بلديهما، بل حظيا بمكانةٍ مرموقة على مستوى العالم، وصلت إلى كل الأقطار..!


في النهاية أقول: بالتأكيد أيُّها القُرَّاء والقارئات، المتحمِّسين والمتحمِّسات، تُريدون معرفة مَن هما؟.. حَسنًا، سأَقول –بارك الله فيكم جميعًا- إنهما «والت ديزني»، و«أوبرا وينفري».. لقد فُصِل «والت» لأنَّه يفتقر إلى الخيال، حسب رأي مؤسسته السابقة، ولو صدَّق ذلك الرأي، لنام في بيتهِ وبقي مغموراً، غير أنه آمن بموهبتهِ وخيالهِ الخصب، حتى أنشأ مدينة «والت ديزني» العملاقة. أما المفصولة الأخرى -وهي الأخت «أوبرا وينفري»- فهي لم تُؤمن برأي مديرها، حول عاطفتها المفرطة إزاء الخبر، بل شقَّت طريقها، لتُصبح أغلى مذيعة في العالم، رغم جمالها المتواضع.. ويبدو أن ثالثهم «عرفجهم»، لأن الكثير أنكر مواهبي المُتعدِّدة، والآن أتمتَّع بها بالطول والعرض، وأقتات مما تدرّه عَليَّ هذه المواهب من أموال..!!