هل انقطاع الطمث يسبب القلق والتوتر والاكتئاب؟ اختصاصية علم نفس تجيب

انقطاع الطث وتأثيره على الحالة النفسية
انقطاع الطث وتأثيره على الحالة النفسية

هل تعانين من تقلبات مزاجية وعصبية، وتشعرين أنك أكثر عرضةً للاكتئاب؟ وتلاحظين عدم انتظام الدورة الشهرية، وتواجهين مشكلة اضطرابات النوم، إضافة إلى شعورك بالقلق؟
جميعها أعراض قد تشي بقرب انقطاع الطمث. وربما يكون السبب وراء هذه الأعراض اضطرابات النوم التي تسببها الهبَّات الساخنة. ولكن قد تحدث التقلبات المزاجية لأسباب أخرى غير متعلقة بالتغييرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث.
الاختصاصية في علم النفس جويل زعيتر تشرح لـ"سيّدتي" علاقة التوتر بفترة انقطاع الطمث، في الآتي:


بدايةً، تؤكد زعيتر أنّ "التوازن الهرموني في جسم الإنسان مهمٌ لصحة العقل والدماغ والحالة المزاجية". مشيرة إلى أنّه كلما "كانت الهرمونات متوازنة في الجسم، كانت الحالة المزاجية منتظمة وتميل للفرح أكثر".

وتضيف زعيتر: "تزامناً مع اقتراب انقطاع الطمث، تنخفض مستويات الهرمونات الأنثوية عند النساء، ما يتسبب بتقلبات مزاجية، مثل الشعور بالتوتر والاكتئاب، حدوث انفعالات مفاجئة، وكذلك الشعور بالقلق في حال كانت المرأة تواجه ضغوطات حياتية؛ مثل المشاكل الزوجية، اضطرابات في الصورة الذاتية، إضافةً إلى المشاكل المادية والاجتماعية والعاطفية".

وعن علاقة التوتر بانقطاع الطمث، توضح زعيتر أن " جودة الحياة تخفّ عند المرأة التي تعاني من انقطاع الطمث، حيث يحدث بكاء مفاجئ وتصبح عصبية، مع أعراض لهبّات ساخنة وباردة، دقّات قلب سريعة، زيادة في الوزن، التعرق، وجفاف البشرة".
قد يعجبكِ أيضاً علاج الهبات الساخنة بالأعشاب فعّال.. قومي بالتجربة

علاج الاكتئاب بعد انقطاع الطمث

تشرح زعيتر أن هناك عدة طرق علاجية للاكتئاب بعد انقطاع الطمث، وتذكر أهمها:

  • العلاج الهرموني، من خلال تناول هرمونات لتعديل مستوى الهرمونات في الجسم لتخفيف الأعراض التي تواجهينها.
  • العلاج السلوكي المعرفي؛ من خلال مساعدة اختصاصية علم النفس؛ كي تتقبل المرأة المرحلة العمرية التي تمرّ بها، والتقلبات الجسدية والنفسية والمزاجية؛ لتكون قادرة على الاستمرار.
  • اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على جودة النوم وممارسة التمارين الرياضية.
  • الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء.

هل يعتبر الوسواس القهري من أعراض انقطاع الطمث؟

 تؤكد زعيتر هذا الأمر، معتبرةً أنّ تشخيص الوسواس هو الإلحاح للقيام بشيء معيّن بشكل متكرر؛ وللتخفيف من وطأة القلق التي تعاني منه المرأة، وبهدف تأمين الراحة لها، تنصح زعيتر كل امرأة تعاني من الوسواس القهري بالمواظبة على "بعض الممارسات الدينية، النظافة، والعلاقات الاجتماعية". كما تلفت إلى أنه "طالما هناك توتر بسبب التقلبات المزاجية، حيث تصرّ أي امرأة على القيام بأمر محدّد للتخفيف من التوتر، ففي هذه الحالة هناك ضرورة لاستشارة اختصاصية علم النفس"، بحسب تعبير زعيتر.

ومن الأعراض التي تظهر نتيجةً للوسواس القهري، تذكر زعيتر: "التغيّرات في الجسم، تساقط الشعر، زيادة في الوزن، ترك العمل، الانفصال عن الأولاد، وأمور حياتية أخرى".

 

المرأة والتغييرات النفسية

كيف تتعامل المرأة مع التغييرات النفسية؟

تشير زعيتر إلى أنه "خلال فترة انقطاع الطمث تحدث تغيّرات هرمونية كبيرة، حيث تعيش المرأة في فوضى وصراع بين التحول من سن الشباب إلى سن اليأس والاقتراب من فترة الشيخوخة". ترفض زعيتر فكرة أن تعيش المرأة فكرة سن اليأس، وتنصحها بممارسة تمارين الاسترخاء؛ مثل اليوغا والتأمل؛ كي تستجمع قواها الجسدية والنفسية.

كما توصي من الناحية الغذائية بتناول الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3 والمغنيسيوم وفيتامين بي B، تناول الخضار والفواكه والبروتينات، والابتعاد عن المأكولات المصنّعة، وتناول المنبهات بشكل مكثف؛ لأنه يرفع مستوى التوتر.

هل يمكن أن يحدث انقطاع الطمث في سنّ مبكرة؟

تقول زعيتر أن "السن المتوسطة لانقطاع الطمث هي 51 عاماً". وترى أنه في "حال انقطع الطمث في سنّ الـ45؛ يُعتبر الأمر مبكراً، مشيرةً إلى وجود حالات نادرة لانقطاع الطمث في سن الثلاثين، وهذا يكون مبكراً جداً. علماً أن العامل الوراثي يلعب دوراً في حدوث الانقطاع". وتضيف أنّ "هناك عوامل أخرى تؤدي إلى انقطاع الطمث في سن مبكرة؛ مثل: استئصال الرحم، الإصابة بأمراض مزمنة مثل الغدة الدرقية أو السكري أو الكلى".

وفي الختام، تقدّم زعيتر نصيحة إلى كل امرأة، وتقول: "لكل واحدة تجربتها الخاصة وطريقة عيش خاصة بها مختلفة عن الأخريات. لا تتشابه أعراض انقطاع الطمث عند جميع النساء، ولكل واحدة إستراتيجية خاصة للمواجهة، وفق اختلاف العوامل النفسية والهرمونية والجسدية".


* ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.