المصممة بينا سوني: أستوحي الجلابيات من ألوان الكواكب

تصاميم بيناس Beenas- الصورة من مكتب المصممة
تصاميم بيناس Beenas- الصورة من مكتب المصممة

تسافر مصممة الجلابيات بينا سوني بين عوالم وقارات عديدة، وترتحل مخيلتها إلى الكون الأرحب؛ بحثاً عن إيحاءات جديدة لكلّ مجموعة من الجلابيات؛ لتضيفها إلى الزخارف التراثية العربية. ولهذا الموسم، اختارت كبسولة رمضان المؤلّفة من تأثيرات متنوّعة، شبيهة بألوان الكواكب، ومن المريخ وفينوس وغيرهما. كما حطّت رحالها بتشكيلة مميزة تماوجت بنغمات الأزرق والأصفر والوردي؛ لتمنح كلَّ امرأة إطلالة مميزة تشعّ بالأناقة والخِفة في آنٍ معاً. كان لنا معها هذا الحوار

أخبرينا عن بداياتكِ في عالم الموضة وصناعة الجلابيات

عندما بدأتُ في صناعة الموضة قبل ٢٥ عاماً، كانت الأمور مختلفة عما هي عليه اليوم؛ إذ لم يكن هناك الكثير من المصممين والمصممات المتخصصين في مجال الجلابية، وخصوصاً من الهند؛ لذا أستطيع بكل فخر أن أقول إنني الهندية الأولى التي خاضت هذا المجال، ودخلت صناعة الموضة من باب الخليج العربي، واستمرت بالزخم عينه وبشغف لا محدود. وبالعودة إلى البدايات، كانت الرحلة مليئة بالمفاجآت والتشويق، وقد لاقيت القبول بفضل الموهبة وحِس الابتكار، وبالأخص لأنني ناضلت ومازلتُ؛ لترسيخ الإيحاءات التراثية. ولم يكن بناء اسم بيناس بالأمر الصعب، ولكن لم يكن أيضا سهلاً، وخصوصاً أن وسائل الإعلام والدعاية في تلك المرحلة، كانت محدودة؛ مقارنةً مع ثورة التواصل الاجتماعي بوسائله المختلفة المتوافرة في أيامنا هذه.
تابعي أيضاً: أجمل إطلالات المدونات في يوم التأسيس 2023

 

كيف تجدين المشهد الحالي لموضة الجلابية المحتشمة في الإمارات والسعودية؟

تطورت الموضة للجلابيات بطريقة رائعة؛ فهناك العديد من الابتكارات والأفكار العصرية، وهناك الكثير من التغيير الإيجابي. وأستطيع القول إن التغيير بدأ مع المرأة ورغبتها في تجربة كلِّ جديد. أما بالنسبة للعلامة؛ فقد أصبحت الآفاق مفتوحة، والخيارات في التصميم والتزيين لا محدودة، وهناك حرية مطلقة في اختيار الرسومات والتطريز والخيوط والأحجار والخرز. هناك احتمالات لا محدودة في الاستيحاء من التراث الغني، بكل أشكاله الفنية وأنماطه الخليجية الجميلة، بأسلوب وأفكار جديدة.

أخبرينا عن المجموعة الجديدة من الجلابيات لموسم رمضان؟

أطلقتُ لهذا الموسم مجموعتين تواكبان بألوانهما الاتجاهات العالمية للموضة: المجموعة الأولى اسمها "غالاكسي" باللون البيج، والثانية "أم هدى" بالأصفر، وهي بمثابة تحية تقدير للمرأة التي تشجع وتَدعم غيرها من النساء في العمل أو في إنجاز مشروع. استخدمتُ الكثير من الخيوط والألوان العضوية، وعملتُ على التخفيف من استخدام الألوان الكيميائية والتلوين الصناعي، وذلك تماشياً مع مبدأ المساهمة في الحفاظ على البيئة؛ لذا جاءت غالبية التصاميم باللون البيج الطبيعي، وتحديداً في مجموعة غالاكسي. واعتمدت العديد من النقشات المنمنمة المطرّزة بالخيوط الملوّنة بنغمات غنية وجذابة.

تصاميم بيناس Beenas- الصورة من مكتب المصممة

ما هي أنواع الزينة التي تضمنتها المجموعة؟

أضع دائماً في المقام الأول: الجوّ الخليجي والطقس في الصيف، كما في الشتاء؛ لذا أستخدم خامات ناعمة وأقمشة منعشة، تتشكل من القطن بنسبة عالية، أو من الكتان. ولهذه المجموعة، اعتمدت المبدأ نفسه، وأضفتُ إليها أيضاً الحرير المخلوط بالكتان بنسبة خفيفة؛ مما يتيح للمرأة أن تستمتع بالزيّ بإطلالة ناعمة منسدلة، وفي الوقت عينه حريرية وفخمة. أما بالنسبة للزينة؛ فقد ركّزت أكثر على التفاصيل والرسومات، باعتماد الخيوط الغليظة الملونة، وليست الرفيعة. واعتمدت من الأحجار الأشكال الصغيرة من الخرز والكريستال.

حدثينا عن أبرز اتجاهات الموضة لهذا الموسم؟

أحد أبرز الاتجاهات في تصميم الجلابية هو استخدام المطبوعات والأنماط الجريئة والملونة والمعقّدة. تُعتبر هذه التصميمات الجذابة مثالية، ويمكنها بسهولة منح الزيّ البسيط مظهراً أكثر بريقاً.

تصاميم بيناس Beenas- الصورة من مكتب المصممة

كيف تتعاملين مع المنافسة؟

المنافسة أمرٌ ممتع وحيوي؛ لأنها تحفز لابتكار الأفضل. ويبقى لكل مصمم مساحته الخاصة وعملاؤه وأسلوبه. أما بالنسبة لي؛ فإنني أتنافس مع نفسي في كل مجموعة؛ فأنا لا أقلّد؛ بل أبتكر، وهذا ما يميّزنا في السوق. التفرُّد في كل التفاصيل الخاصة بالتصميم، هي ميزة رئيسية لعلامة بيناس. بدءاً من خلطة الأنسجة، مروراً بالألوان والتموّجات التي نقوم بتلوينها يدويّاً. وتختلف الأنماط الملوّنة من مجموعة إلى أخرى، وكذلك التفاصيل المطرزة والنقوشات والخيوط. كلُّ هذه الجهود في التغيير، تضعني في منافسة مع ذاتي؛ لأنني في كل عام أبتكر أسلوباً متجدداً وفريداً، وأبحث دوماً عن تطوير الخامات والتصاميم؛ لأقدّم كل مرة ما هو جديد ومختلف.

هل هناك نقاط مشتركة بين الموضة في الهند وفي دول الخليج؟

أنا فخورة جداً بانتمائي إلى هذا البلد الغني جداً بتاريخه العريق في عالم الموضة. وبكل تواضع، لا يخفى على أحد أن الهند تقوم بتصنيع التطريزات والنقوش لصالح أهم بيوت الأزياء العالمية، من عرب وأجانب. وهذا التكامل بحد ذاته، يقود إلى حقيقة أن الفنيين والحرفيين في الهند، لديهم المقدرة والكفاءة في ابتكار وتقديم ما يبحث عنه المصمم العالمي العربي والغربي. أما في مجال النقوشات التراثية؛ فلا شك أن هناك تقاطعاً فنياً تاريخياً وتأثيرات مشتركة بين الهند والعالم العربي.

تصاميم بيناس Beenas- الصورة من مكتب المصممة

كيف تصفين أسلوب المرأة العربية وذوقها في الأناقة؟

إنها امرأة ذكية في التعامل مع الموضة، ومستعدة لتقبُّل كل جديد، وتريد أن تواكب صيحات العالمية، لا بل إن أهم دُور الأزياء العالمية، قد باتت تواكب رغبات المرأة العربية؛ إذ تخصص خطاً خاصاً للمرأة العربية من الفساتين والجلابيات، وهذا الإصرار عينه، هو ميزة لدى المرأة العربية ومحطّ إعجاب؛ لأنها متمسكة بهويتها وتسعى لتبقى محافظةً على تقاليدها في اللباس بطريقة محتشمة.

هل تعتمدين على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق تصاميمك؟

بالطبع لأنها الطريقة الأسهل والأسرع للتواصل مع محبات الموضة والعميلات، وقد بات من السهل الوصول إلى الفئة المستهدَفة من غير أيّة متاعب أو عناء التنقلات، وفي المقابل تتطلب هذه السرعة في تلبية الطلبات، سرعةً في الإنتاج. وهذا أيضاً يجعل وتيرة العمل متسارعة، ويحب أن نكون على استعداد وجهوزية تامة عند إطلاق كل مجموعة، وخصوصاً في المناسبات مثل: ليلة الحناء والزفاف والخطوبة وشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى.

تصميم من بيناس سوني- الصورة من المصممة
تصاميم بيناس Beenas- الصورة من مكتب المصممة

ما هي خططك المستقبلية؟

هناك العديد من المشاريع التي نقوم بالتحضير لها لهذا العام، وأولها إطلاق علامة جديدة من الجلابيات مخصصة للطالبات والجامعيات، وكذلك إطلاق سلسلة عطور عربية مركزة من العود والعنبر والورد والمسك. أما بالنسبة إلى بيناس، نعمل حالياً على المشاركة في دول أوروبا، في عروض الأزياء الشرقية التي تقام بالتزامن مع أسابيع الموضة العالمية.
قد يهمك أيضاً: المصممة أماني الحبشي: الجزيرة العربية ولغة الضاد سر تميز عباياتي