تركت بصمة واضحة في عالم تصميم الأزياء للمحجبات،
وهي على تداخل واحتكاك مباشر ودائم معهن، لذلك تعتبر كاميليا الزعيم أن المحجبة
تتمتّع بهوية خاصة ومتميّزة. في كل مجموعة تطلقها، تقدّم الجديد والمبتكر. فما
الذي ميّز مجموعتها الأخيرة؟ هذا ما سنحاول معرفته في هذا اللقاء مع مصمّمة أزياء
المحجبات كاميليا الزعيم التي حاورناها في ما يلي:
- بداية، ماذا تخبريننا عن مجموعتك الأخيرة، وما الذي يميّزها عن سابقاتها؟
هذه المجموعة بشكل عام مميّزة بموديلاتها وألوانها وأقمشتها، خاصة وأننا في فصل الصيف، نعتمد الألوان الفرحة والفاتحة والأقمشة التي تبثّ البرودة قدر المستطاع.
أما الذي ميّز هذه المجموعة عن سابقاتها، فهو اعتمادي الياقة العالية التي تغطّي رقبة السيدة المحجبة. وبهذه الطريقة لم تعد بحاجة إلى إخفاء رقبتها بواسطة الحجاب أو المنديل فتلجأ إلى جعل اللفّة من الوراء، أي خلف الرقبة.
- هذا يعني أنه بإمكانها التحكّم بطريقة لفّها للحجاب؟
ليس هناك حدود وقيود لحجاب السيدة، في ما يتعلّق بالملابس طبعاً، لأنها هي صاحبة القرار، فبإمكانها التنويع والتغيير حسبما تريد وتشاء مع المحافظة, بالدرجة الأولى, على الحشمة.
برأيي، إن السيدة أو الفتاة المحجبة هي إنسانة غير محصورة بموديل واحد ولون واحد وقماش واحد. هذه الفكرة كانت سائدة في الماضي، واليوم تغيّرت مع الإنفتاح الكبير الذي يشهده العالم.
تماماً كما السيدة العادية التي تواكب الموضة، باستطاعة المحجبة أن تواكبها أيضاً، حتى أنني سمعت تعليقاً من إحدى الزبونات عندما جاءت إلى متجري لشراء بعض التصاميم وسألتني كيف كانت رحلتي إلى ميلانو؟ فاستغربت سؤالها لأنني لم أكن في ميلانو. وكان جوابها بأن تصاميمي تتماشى وتنسجم مع خطوط الموضة السائدة في مدينة الموضة الايطالية.
رسالة أنيقة:
- من يتابع تصاميمك، يلاحظ بأن هناك رسالة معيّنة تريدين إيصالها، فما هي؟
هذا الكلام صحيح، لأن تصميم الأزياء فن بحدّ ذاته مثل فن الرسم والنحت والموسيقى... يتضمّن رسالة معينة. رسالتي هي أن تعتمد المحجبة البساطة والتنسيق بين الألوان وأن تبتعد قدر الإمكان عن المبالغة والتصنّع. فمثلاً باتت المحجبة ترتدي قطعة واحدة لأعلى الجسم بشكل غير شفّاف ويبثّ الراحة، بدل ارتداء قطعتين أو أكثر. فالموديلات أصبحت مريحة أكثر وعملية بشكل أكبر تماشياً مع روح العصر.
- ما الذي يميّز ملابس المحجبة خلال فترة النهار عن الليل؟
طبعاً، من الضروري أن يختلف التصميم الذي ترتديه بين النهار والليل، بالإضافة أيضاً الى اختلاف الحجاب، من حيث اللون، الموديل والقماش...
ففي المناسبات الليلية، باتت المحجبة تعتمد على بعض الاكسسوارات المرافقة لحجابها لإضفاء رونق مميّز وأنيق عليه. وأحياناً كثيرة، قد يكون الحجاب ذاته فيه لون معيّن مميّز، كاللون الذهبي، أي مختلف عن ذلك الذي تضعه على رأسها خلال النهار.
والأمر نفسه ينطبق على الملابس، فبإمكانها أن تعتمد على سبيل المثال توب طويلاً من قماش الساتان أو قد يكون مزخرفاً ببعض الخطوط الراقية، مع حجاب متناسق، قد يكون من القماش واللون نفسه.
خامات وألوان:
- ما هي الأقمشة التي تنصحين المحجبة باعتمادها في ملابسها؟
هناك عدّة أنواع من الأقمشة تتناسب مع أزياء المحجبات منها الموسلين، الساتان، الشيفون، الليكرا... جميع هذه الأقمشة غير شفّافة وتتناسب بشكل خاص مع فصل الصيف، وموسم الحرّ.
- وماذا عن الألوان؟
أنصح دائماً باعتماد الألوان الفاتحة في هذا الموسم، وهي على الشكل الآتي:
الفوشيا، الأخضر، الأزرق، الفيروزي، البنفسجي، الأسود والأبيض. فهذه الألوان لاقت رواجاً وانتشاراً كبيرين خلال هذا الصيف.
- وماذا عن الموديلات؟
الموديل السائد كان الفستان الطويل مع ياقة مفتوحة، تأخذ أحياناً شكل الرقم 7 وأحياناً تكون بشكل دائري. والأهم من هذا كلّه، بإمكان المحجبة أن ترتدي تحته بلوزة ناعمة ورقيقة من القطن.
وقد أدخلت حتى قماش «الجينز» في تصميم الفستان، وأحببت أن يكون عند الجزء الأخير منه قطعة قماش ملوّنة هي ذاتها التي يتألّف منها الحجاب.
خدمات خاصة:
- وماذا عن القفطان. هل كان حاضراً أم غائباً في مجموعتك؟
المحجبة إنسانة أنيقة، عملية، عندها هوية خاصة بها، ويمكنها من باب التنويع أن تختار ارتداء القفطان بأشكاله التقليدية أو العصرية, فهو بحدّ ذاته موضة أنيقة تتماشى بشكل كبير مع حياة ويوميات المحجبة.
- ما الجديد الذي تقدّمينه للمحجبة ويساعدها كثيراً في تحسين إطلالتها؟
الجديد الذي أقدّمه هو فريد أيضاً. خدمة مميّزة ومجانية من البوتيك لتصميم أشكال منوّعة ومختلفة من ربطة أو لفّة الحجاب.
تختار المحجبة الموديل المناسب الذي يليق بشكل وجهها، وما علينا إلا التنفيذ بواسطة أخصائيات طبعاً. هذه الخدمة نقدّمها للمحجبة، سواء لأزياء النهار أو لدى تلبيتها لإحدى الدعوات والسهرات والمناسبات خلال الليل.
يتمّ تصفيف الشعر بشكل أنيق ويتمّ وضع الحجاب الملائم للملابس فوقه. هناك موديلات كثيرة ومنوّعة، لاسيما وأنها باتت تفضّل اعتماد وضع عقدة الحجاب من الخلف لأنها أكثر أناقة وجمالاً.
- هل تعتبرين أنك استطعتِ أن ترسمي خطك الخاص في عالم التصميم للمحجبات؟
طبعاً، لقد تركت بصمة واضحة في عالم التصميم للمحجبات، وأكبر دليل على كلامي هذا أن السوق هو بحاجة ماسّة للتصاميم التي أنفّذها لأنها مميّزة.
أطمح إلى تقديم المزيد لأن هذا العالم واسع وشاسع. ويهمّني كثيراً إرضاء جميع الأذواق وتلبية رغبات أكبر عدد من المحجبات.