mena-gmtdmp

في مهرجان «رويال اسكوت» لسباق الخيول: نوافير من الألوان والفانتازيا

حين تستلم المرأة بطاقة دعوة لحضور مهرجان «رويال اسكوت» العالمي لسباق الخيول، فإن هذا يعني امتيازاً لا تحصل عليه غالبية النساء في بريطانيا أو خارجها، لأن الدعوات لا توجّه عادة إلا للنساء المترفات والثريات والأرستقراطيات ممّن يحملن ألقاباً لا تمنح  بسهولة، مثل ملكة وأميرة ودوقة وكونتيسة وليدي. أما من تستلم الدعوة ولا تحمل هذه الألقاب، فإنها لا بدّ أن تكون مشهورة ومن أصول معروفة وغير بعيدة عن المجتمعات المخملية. ورغم أن أيام المهرجان التي تقام عادة في  بلدة آسكوت إلى الغرب من لندن هي أيام للفروسية وسباقات الخيول، إلا أنها أيضاً  فرصة لا تتكرّر للتزيّن والتأنّق وعرض ما تضمّه خزانة الملابس من كل ما هو أنيق ومترف وغريب، حتى أن الإعلاميين والمصوّرين باتوا يلاحقون ملابس وقبعات النساء أكثر من ملاحقتهم لأخبار الخيول الفائزة.

مثل كل عام، كان حضور إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وزوجها الأمير فيليب بعربتهما الملكية التي تجرّها الخيول هو الإيذان بافتتاح هذا المهرجان وانطلاق سباقاته التي تستمرّ على مدى خمسة أيام وتستقطب أشهر مربّي الخيول في العالم. وكما هو الحال في كل عام، إحتفظت الملكة إليزابيث الثانية بأناقتها الملكية الرصينة ولم تجار المدعوات اللواتي حرصن على ارتداء الغريب والطريف من القبعات والملابس والاكسسوارات، بل جارت الشمس الساطعة والأجواء الصيفية وارتدت ملابس صفراء متوهّجة من تصميم ستيوارت بارفن مع قبعة صفراء مبطّنة بالقماش المخطّط باللونين الأصفر والأبيض، ولم تنس عقد اللؤلؤ وحبات الماس التي تجمّعت على شكل بروش يزيّن السترة. وقد نجح فريق المصمّمين الذين يعملون مع الملكة في تغيير الطلّة النمطية التي كانت تظهر بها في السنوات السابقة حيث أحدثوا تغييراً جذرياً في أزيائها، ما دعى مصمّمة كبيرة مثل ميوتشيا برادا إلى اعتبار ملكة بريطانيا المرأة الأكثر أناقة في العالم.

 

النساء يستعرضن قبعاتهن

إستلام الدعوة لحضور مهرجان «رويال اسكوت» ليس هو كل الحكاية، بل هو البداية فقط لأن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن المرأة أو الرجل في تلك اللحظة: ماذا سأرتدي؟ وهو سؤال صعب مع مهرجان يمتدّ إلى خمسة أيام ويتيح للجميع فرصة فتح خزائن ملابسهم واستعراض أناقتهم، ولاسيما في اليوم الثالث الذي يسمى «يوم السيدات» أو «يوم القبعات» كما يحلو للصحافة البريطانية أن تطلق عليه. وما يزيد المهمة تعقيداً وجود الضوابط الصارمة التي يجب الإلتزام بها عند اختيار الملابس، فالرجال لا بدّ أن يرتدوا بدلات سوداء أو رمادية أو غامقة اللون. أما النساء فإن شروط حضورهن أكثر صرامة، حيث لا يجوز أن ترتفع تنورة السيدة أو فستانها عن الركبة ولا يسمح لها بارتداء سروال الجينز بكل أنواعه، ويمنع أيضاً ارتداء الملابس المكشوفة عند منطقة الظهر أو البطن أو الكتفين. أما الرأس فلا بدّ أن يكون مغطّى بقبعة، وللمرأة حرية اختيار لونها وشكلها وحجمها وهي مقبولة مهما كانت غريبة أو مضحكة أو فنتازية، ويمكن الإستغناء عنها بوضع بضع ريشات بين طيّات الشعر، فالمهم ألا يبقى الرأس عارياً.

وبشكل عام، فقد تباينت أذواق وطلاّت الضيفات واجتهدن في الإبتكار والتميّز، خاصة بالنسبة للقبعات التي كان بعضها جميلاً وأنيقاً فيما تحوّل البعض الآخر إلى ما يشبه الدعابة والمرح. وخرجت الكثيرات عن المألوف بقبعات على شكل شجرة متشابكة الأغصان أو «كيكة» مزيّنة بالكريما أو أشكال هندسية غريبة أو عش الغراب أو حبات من حلوى الماكنتوش الشهيرة، كما حملت قبعة إحدى المدعوات إشارة سياسية حيث كتب عليها: I paid for this hat on expenses، في إشارة إلى الضجة الإعلامية  المثارة حول استغلال بعض النواب لبند المصاريف المخصّصة لهم من أموال دافعي الضرائب. وقد ظهرت في هذا المهرجان إبداعات مصمّم القبعات الشهير فيليب تريسي Philip Tracy والمصمّم الافريقي الأصل لوي مارييت Louis Mariette اللذين كانا وراء كثير من القبعات التي ظهرت خلال الأيام الخمسة.

 

حين تتأنّق الأميرات

أطلّت الأميرة باتريشا حفيدة الملكة إليزابيث الثانية بفستان من الجيرسيه التركواز مع جاكيت بيضاء كلاسيكية، ووضعت على رأسها قبعة مزيّنة بوردتين جوريتين بيضاويتين، ورافقتها أختها الأميرة يوجين وهي ترتدي فستاناً من الحرير الأسود المنقّط بالأبيض وسترة بيضاء صيفية، واعتمرت قبعة منقّطة ومزيّنة بمجاميع من الورود المصفوفة على أحد الجانبين. أما الأميرة هيا بنت الحسين فقد ظهرت بعدّة إطلالات ناعمة، إرتدت في إحداها فستاناً بنياً ينسدل إلى أسفل الركبتين مع جاكيت صفراء قصيرة وقبعة من الشيفون البني، مزيّنة بالزهور. وظهر إلى جانبها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بكامل أناقته وهو يرتدي سروالاً رمادياً وسترة طويلة زيّنت عروتها بوردة صغيرة، وصديري بنفس اللون مع ربطة عنق تنسجم مع لون جاكيت زوجته وقبعة كلاسيكية سوداء.  ثم عادت الأميرة هيا لتظهر في يوم آخر بطلّة مختلفة، حيث ارتدت فستاناً وجاكيت بلون باستيلي ووضعت على رأسها قبعة كبيرة مزيّنة بعدد من الزهور.

وفي إطلالة ثالثة، ظهرت بفستان وجاكيت من التركواز بنفس خطوط الفستان السابق، واعتمرت قبعة كبيرة من التول الأبيض. وظهرت الأميرة صوفيا بفستان أزرق سماوي بسيط ومعطف صيفي ناعم، واعتمرت قبعة بيضاء مزيّنة بمجموعة من الزهور الزرقاء. أما الأميرة آن إبنة ملكة بريطانيا، فقد أطلّت بثياب جميلة مستوحاة من موضة الأربعينات وكانت موفّقة في اختيار القبعة الأنيقة المصنوعة من الشيفون والتول، وحملت قفّازين من الحرير الأزرق.

وكان للرياضيين نصيب أيضاً، حيث حضر لاعب الكرة مايكل اوين بكامل أناقته، تصحبه زوجته لويز التي فضّلت اللون الأبيض فستاناً وسترة وقبعة واكسسواراً. ايرين او كونور كانت متألّقة بتنورة سوداء طويلة وجاكيت ضيّقة بصفّين من الأزرار وباللونين الأبيض والأسود من تصميم شانيل، مع قبعة مسطّحة تخفي جانباً من جبهتها .

أما الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، فحضر بأناقته الكلاسيكية المعهودة  بصحبة زوجته كاميلا دوقة كورنوول، وقد اعتمرت قبعة وردية مزيّنة بوردة كبيرة مع قفّازات تتماشى مع ألوان ملابسها الباستيلية.