ابنتي تسألني عن العادة السرية

للحرية حدود وللديمقراطية خطوط حمراء، وحين نواجه الحدود والخطوط الحمراء مع بناتنا نقف في حيرة، ولا نجد الجواب.

هذا ما حدث مع أم روان، التي كتبت لـ«سيدتي نت» تقول: ابنتي في السادسة عشرة من عمرها، وتدرس في مدرسة لغات أجنبية، وبالتالي فإن مادة التربية الدينية مادة اختيارية وتعتبر مُهمّشة، وابنتي لديها الوسط الاجتماعي المتحرر بالنسبة لجيلي كأم، وقد تعلمت في المدرسة أشياء كثيرة عن التكوين الجسمي للمرأة والرجل، وكيف يتم الحمل، وفوجئت بها قبل أيام تسألني: هل مارستِ العادة السرية من قبل يا أمي على اعتبار أننا نحيا صديقتين؟

ابنتي هي صديقتي، وهي عندما سألتني كان ذلك بدون خجل، وشعرت بأن ابنتي حين سألتني هذا السؤال قد صنعت بيني وبينها فجوة، وأن عليّ أن أجد لها جواباً تنتظره.

وقد حملت «سيدتي نت» مشكلة هذه الأم وابنتها إلى الاختصاصي النفسي الأستاذ محمد صادق، الذي قال إن هناك حقاً فجوة بين الجيلين في الثقافة الجنسية، فالجيل الحالي لديه حجم أكبر من المعلومات أكثر مما أتيح للجيل السابق، حين كان في نفس العمر.

وقد اختلفت القدرة على التعبير والمصارحة، حيث انكسر العيب الذي يحاصر المعلومات الجنسية، وأصبح الحديث عنها متاحاً، وبالنسبة للأم فهي مصدر المعلومات والأمان لابنتها، فعليها أن توضح لها أن العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة مبنية على تبادل المشاعر؛ مما يجعلهما يشعران بالسعادة والارتياح. فعلى الأم أن تبين لابنتها أن ممارسة هذه العادة لها تأثير سلبي على استمتاعها بالعلاقة الحميمة بعد الزواج.

وعلى الأم أن تزرع الوازع الديني في ابنتها، وأن تنمي فيها التفرقة بين المجتمعات الشرقية والغربية وثقافتها، وعلى الأم أن تناقش الموضوع كقضية عامة، ولا تتجاهل الإجابة بل تعد لها الإجابة السليمة، ولكن دون الخوض في أسرار غرفة  نوم الأم.