زوجي يضربني!

زوجي يضربني!


أنا موظفة ولي خمسة أولاد، وبعد 10 سنوات من العشرة الطيبة، أصبح زوجي يضربني، ويضرب أولاده، ويخاصمني على أتفه الأسباب، لا يبتسم أبدًا، ولا يحترمني ويتلفظ بألفاظ سيئة، والأخطر أنه أصبح شكاكًا، وبعد أي تصرف سيئ معي يندم، ويطلب مني أن أسامحه، لكنه يعود كما كان، زهقت من شدة عصبيته، وتعبت من سوء معاملته، أحيانًا ألتمس له العذر؛ لأنه فقد عمله، فكيف أقنعه بأن يفصل بين مشكلاته، وبين معاملته معنا، وكيف أقاومه، وأحمي أولادي من أذاه؟

 إيمان

 

 

أختي السائلة الإصابة بالاضطراب النفسي، أو العقلي كأي مرض عضوي آخر قد لا يظهر على الإنسان بشكل واضح إلا بعد سنوات ، وذكرتِ أنّ سوء تعامله من ضرب وشكوك لم تتضح إلا في السنتين الأخيرتين، وتلك فترة كافية للحكم على ما يعانيه من اضطراب، وما تظنينه سببًا لتردي سلوكه من فقد وظيفته قد يكون ثانويًا؛ بدليل أنه ليس كل من يفقد وظيفته يضرب زوجته أو أولاده، أو يشك في شريكة حياته.

في حال ندمه، وطلب المسامحة المتكررة، حاولي الاستعانة بمن يتدخل لمساعدته في عيادة المشكلات الأسرية، أو استعيني بمن تعتقدين أنّ له دورًا مؤثرًا في إقناعه من عائلتكِ أو عائلته، وما لم تفعلي ذلك ستبقين في نفس الدائرة ، وأقل شيء لكسرها أن تطلبي الاستشارة من مختصة، وتشرحي لها كل التفاصيل لترشدك إلى أفضل القرارات، خاصة أنك من ينفق على نفسك وأولادك ، وبما أنه مضطرب نفسيًا فهو يحتاج إلى علاج ومساندة مادمتِ تحبينه وتريدين مساعدته.

 

تطعنني في ظهري!


استمعت صدفة  لمحادثة صديقتي مع صديقة مشتركة لكلتينا، وخلال المحادثة ذكرتني بسوء، وأنني شكَّاءة بكَّاءة، وأن الإحباط الذي لدي يكفي العالم كله، مع أنها لم تصارحني بهذا الرأي طيلة سنوات صداقتنا الحميمة، وأنا من جهتي لم أعاتبها على ما قالت؛ كي لا تظن أنني أتجسس على محادثاتها، لكنني أصبحت بالفعل محبطة منذ ذلك الموقف، وحزينة جدًا لضياع الثقة التي كنت أظنها موجودة بيننا كأقرب صديقتين، ولا أدري هل كنت مخدوعة فيها، كلما تذكرتها أشعر بغضب شديد، فهل أواجهها، أم أنساها، وأبحث عن صديقة بديلة؟

Maleka

كلما حاولت إخفاء شعور سلبي ما تجاه موقف صديقتك ازدادت شحنة الغضب لديك منها، وإن كنت أشك في أن ردة فعلك مجرد شعور بالغضب، والأولى أن تسألي نفسك: هل أنت بالفعل كذلك، أي كثيرة الشكوى والبكاء، وهل أنت بالفعل محبطة، وتنقلين الإحباط لمن حولك، أم أنها تسيء فهمك، ولا تستوعب قصدك من حوارك معها، أم أنك تشعرين أنك فقدت السيطرة على صديقتك لدرجة أنها تتكلم عن عيوبك في ظهرك؟.

الحقيقة المؤكدة أن أيَّا منا لا يملك ألسنة الآخرين، وأنه لا يحق لنا أن نطلب من الناس ألا يتحدثوا عنا إلا بكل خير، فهذا شأنهم، ولهم الحرية فيما يقولون، ويفعلون.

وقبل أن أنصحك بمواجهة صديقتك، أنصحك أولاً بمواجهة نفسك، وإن كنت كما قالت، اشكريها؛ لأنها نبهت صديقتكما المشتركة لعادتك في الشكوى، واستدركي أنك كنت تتوقعين أن تصارحك مباشرة بلا وسيط، وإن لم تكوني كذلك فلا داعي لإثارة الموضوع، ولا تعتبريها خرجت عن طوعك، فقط مجرد فضفضة بكلام لا أصل له.

 

الاختصاصية لوسي بيرسفورد