قدّمت النجمة العالمية داكوتا جونسون واحدة من أكثر جلسات مهرجان البحر الأحمر السينمائي عمقًا وصراحة، حيث فتحت قلبها لجمهور المهرجان وتحدثت عن رحلتها بين التمثيل والإنتاج، وعن الجانب «الصعب» الذي كشفته لها الكواليس، وأسئلة التطوّر الشخصي التي تسكن تجربتها الفنية منذ انطلاقتها وحتى اليوم.
داكوتا جونسون، التي شاركت في الجلسة مساء الجمعة، استهلت حديثها بالتأكيد على أن انتقالها إلى الإنتاج لم يكن قرارًا مفاجئًا، بل «مسارًا طبيعيًا»، كما وصفت، منذ تأسيسها شركة TeaTime Pictures بالشراكة مع المنتجة السابقة في نتفليكس رو دونيلي عام 2019.
وقالت جونسون في بداية الجلسة إنّها نشأت داخل هذه الصناعة بكل تفاصيلها: «كبرتُ في هذا المجال. نشأتُ في مواقع التصوير أشاهد والديّ يعملان، ويرتبطان بالمخرجين والمنتجين، وكنت دائمًا أرغب أن أكون جزءًا أكبر من المشروع»، في إشارة إلى والديها، النجمين دون جونسون وميلاني غريفيث.
وأضافت أن رغبتها في الإنتاج جاءت من حاجة شخصية إلى صياغة مشاريع تعبّر عنها بوضوح أكبر وقالت: «مع تقدّم مسيرتي، أردتُ أن أصنع مشاريعي الخاصة، وأن أستكشف مناطق فنية في داخلي لم يكن الآخرون يرونها… نحن في الشركة منجذبون إلى المشاريع التي تقودها النساء، والمبنية على التجربة الإنسانية. أريد أن أصنع أفلامًا عن نساء وأشخاص يمرّون بتحولات داخلية وخارجية».
تعلّمتُ كيف أعرف ما يناسبني
توقفت جونسون مطولًا عند مسارها كممثلة، قائلة إنها أصبحت أكثر وعيًا في اختيار الأدوار، خصوصًا بعد تجارب لم تكن مناسبة لها في بداياتها.
وأضافت: «أتعلّم أكثر فأكثر كيف أختار ما هو مناسب لي. بالتأكيد تمّ إقناعي في الماضي بأمور اكتشفت لاحقًا أنها لم تكن صحيحة بالنسبة لي، لكن هذا جزء من الرحلة».
وتابعت أنها باتت تركّز على ما يمكن أن يكشفه الدور داخلها: «أفكّر الآن: أين توجد هذه الشخصية بداخلي؟ وكيف يمكنني أن أتمدد فنيًا؟ أريد أن أتطوّر أكثر، وأن أذهب كممثلة إلى أماكن لم أعتقد يومًا أنني قادرة على بلوغها. هناك الكثير مما أريد أن أتخلّى عنه، وأعتقد أن المشاريع المناسبة ستساعدني على ذلك».
«الإنتاج أصعب»… وكواليس الصناعة تكشف حقائق موجعة
من أكثر تصريحات جونسون تفاعلاً ما قالته حول تجربتها كمنتجة، حيث تحدّثت بصراحة قاسية عن الجانب المظلم للكواليس.
قالت النجمة: «أعتقد بصدق أن الإنتاج أكثر تحدّيًا. في التمثيل أشعر كأنني داخل فقاعة… لكن حين تنتج، ترى ما وراء الستار، وهناك يصبح كل شيء صعبا».
وفي جزء آخر من الجلسة، وصفت علاقتها بالعمل نفسه بأنها «علاقة حب وكراهية»: «أنا في معركة داخلية طوال الوقت. أحب عملي وأكرهه في آن واحد. إنه مُرهِق… الإنتاج يكشف لك ما وراء الستار، وهذا صعب جدًا، لكن في الوقت نفسه أنا ممتنّة لأنني أستطيع القيام بالأمرين».
من «Fifty Shades» إلى «Materialists»… رحلة اكتشاف ما يناسبها
استرجعت جونسون بداياتها منذ تجربة Fifty Shades of Grey وما تلاها من أدوار في Materialists وSplitsville، مؤكدة أنها الآن أكثر وعيًا بما تبحث عنه فنيًا.
وقالت: «لقد تمّ إقناعي بأشياء في الماضي لم تكن مناسبة لي، لكنني اليوم أتعلم ما هو صحيح بالنسبة لي، وما الذي يدفعني إلى النموّ كممثلة».
تجربتها مع لوكا غوادانينو… «المخرج الذي رآني بعمق»
خصصت جونسون جزءًا مؤثرًا من الجلسة للحديث عن المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو، الذي تعاونت معه في Suspiria وA Bigger Splash، وقالت عنه: «العمل مع لوكا هو أكثر شعور عميق بأنني مرئية من قِبَل مخرج. سأعمل معه إلى الأبد. بقية حياتي سأعمل معه».
وروت كيف تلقت مكالمة ترشيحها لفيلم A Bigger Splash وهي على متن حافلة مع فرقة موسيقية قائلة: «كنت خائفة جدًا من المشاركة. كنت في الرابعة والعشرين، على متن حافلة في وسط أحد الحقول، ثم وصلني اتصال بأن لوكا يريدني في الفيلم، وأن عليّ السفر فورًا».
وتذكّرت دعم النجمة تيلدا سوينتون لها في أولى أيام التصوير، حين قالت لها: «أنتِ هنا لأنكِ تستحقين ذلك… أنت قادرة على هذا».
وتعلّقت جونسون بتلك اللحظة قائلة: «كنت مع أشخاص أعشقهم وأريد أن أُظهر لهم أفضل ما لديّ، لكنني أيضًا أردت أن أكون حقيقية. كانت تجربة تعليمية هائلة، خصوصًا أنني كنت خارجة للتو من أول أفلام Fifty Shades، ثم قدتني هذه التجربة إلى اكتشاف ما أحب فعلاً».
وعن معايير اختيار المشاريع التي تريد إنتاجها، قالت: «أنا منجذبة للمشاريع التي تقودها النساء، والمبنية على التجربة الإنسانية. أريد أن أصنع أفلامًا عن أشخاص يمرّون بنوع من التطور الداخلي. نحن نبحث عن صانعي أفلام جريئين، وكتّاب صادقين، ومشاريع تحرّك المشاعر والإبداع».
مسيرة سينمائية منذ الطفولة وصولًا للنجاح العالمي
وُلدت النجمة الأمريكية داكوتا جونسون في تكساس لعائلة فنية حيث أن والدها النجم الأمريكي دون جونسون و والدتها الممثلة الأمريكية ميلاني غريفيث، وكانت قد ساهمت نشأتها في عائلة فنية بالإقتراب من عالم صناعة الأفلام وعالم هوليوود وظهور موهبتها في الأداء التمثيلي، حيث شاركت في بطولة أول فيلم سينمائي لها وهي في عمر الشعر سنوات فقط وهو فيلم "Crazy in Alabama" عام 1999 وقد شاركت في بطولته والدتها النجمة ميلاني غريفيث أمام كل من ديفيد مورس والعديد من الفنانين وجاء الفيلم من إخرج النجم العالمي أنطونيو بانديراس.
وعقب مشاركتها في هذا الفيلم توقفت النجمة داكوتا جونسون عن التمثيل، قبل أن تعود عام 2010 من خلال الفيلم السينمائي الشهير "The Social Network" والذي حقق لها إنتشارًا ونجاحًا لدى الجمهور جعلها تنطلق في مسيرتها السينمائية، وقد حاز الفيلم على العديد من جوائز الأوسكار.
وجاءت مُشاركتها في فيلم "The Social Network" عقب تخرجها من المدرسة الثانوية وإجراءها للعديد من تجارب الأداء، والذي أهلها عقب ذلك للمُشاركة في سلسلة أفلام "Fifty Shades" على مدار ثلاث سنوات بدءًا من عام 2015 وحتى عام 2018.
أبرز الأفلام السينمائية للنجمة الأمريكية داكوتا جونسون
طوال مسيرتها مع السينما والتي قاربت على الخمسة عشر عامًا، نجحت النجمة الأمريكية داكوتا جونسون في تجسيد العديد من الشخصيات بعدد من الأفلام السينمائية أمام كبار النجوم، وقد تميزت بشكل كبير في أفلام الجريمة والدراما النفسية و الكوميدية أيضًا، ونستعرض لكم أبرز الأفلام التي شارك ببطولتها خلال مسيرتها مع السينما:
Black Mass
تم عرض الفيلم عام 2015 وشاركت ببطولته داكوتا جونسون أمام عدد كبير من الفنانين ومن أبرزهم: إيريكا مكديرموت، جيسي بليمونس، جوليان نيكولسون وجاء الفيلم من إخراج سكوت كوبر والذي شارك في كتابة السيناريو الخاص بالفيلم أيضًا.
ودارت أحداث الفيلم حول القصة الحقيقية لأحد المُجرمين ويُدعى "وايتي بولغر" وعميل التحقيقات الفيدرالي "جون كونوللي" واللذان كانا قد نشأوا جنبًا إلى جنب في شوارع بوسطن الجنوبية، إلا أن بعد مرور بعد عدة عقود يصبح "جون كونوللي" من العملاء النافذين في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فيما يُصبح "وايتي بولغر" الأب الروحي لإحدى العصابات الأيرلندية، وقد جعلته جرائمه من أكثر 10 مطلوبين من مكتب التحقيقات الفيدرالي.
A Bigger Splash
وبنفس العام 2015 شاركت النجمة الأمريكية داكوتا جونسون ببطولة فيلم "A Bigger Splash" والذي دارت أحداثه في إطار درامي وذلك حينما تنقطع الإجازة التي تقضيها أسطورة موسيقى الروك "ماريان لين" مع شريكها "بول" بسبب مُنتجها السابق "هاري" والذي يصل بشكل غير متوقع مع ابنته "بينيلوب" والتي جسدت شخصيتها داكوتا جونسون، وأدت زيارتهم الى سلسلة من المواقف المتوترة والتي تجمع بين الغيرة والرغبة.
وشارك ببطولة الفيلم تيلدا سويتون، ماتياس شوينارتس، رالف فاينس وجاء الفيلم من إخراج لوكا جواداجنينو، وكتب السيناريو الخاص بالفيلم ديفيد كاججانتش.
يُمكنكم قراءة: نجمات عالميات ينضممن لقائمة الجلسات الحوارية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025
How to Be Single
تم عرض الفيلم عام 2016 ويعد من أبرز الأفلام التي قدمتها داكوتا جونسون ودارت أحداثه في إطار من الرومانسية والكوميديا، وجاء من إخراج كرستينا ديتير وجاءت أحداثه مأخوذة عن رواية لـ ليز توكيلو، وشارك في بطولة الفيلم ريبيل ويلسون، نيكولاس براون، أليسون بري.
وتدور أحداث في مدينة نيويورك والتي تمتلئ بالعديد من الشخصيات الوحيدة والذين يسعون للوصول إلى شريك ملائم لهم، فيستعرض الفيلم رحلتهم فيب البحث عن الحب والحياة المتزاونة في إطار كوميدي رومانسي.
Bad Times at the El Royale
تم عرض الفيلم عام 2018 ودارت أحداثه في إطار من التشويق والإثارة حول سبعة شخصيات من الغرباء، وكل منهم يحمل سر دفين ويجتمعون في فندق ليده ماضِي مظلم، وخلال ليلة مصيرية واحدة يكون أمام كل شخص فرصة في الخلاص قبل أن يذهب كل شيء إلى الجحيم.
وشارك ببطولة الفيلم كريس هيمسورث، جيف بريدجز، سينيثيا إريفو، جون هام فيما جاء الفيلم من إخراج وتأليف درو جودارد.
Materialists
يعد أخر الأفلام التي قدمتها النجمة داكوتا جونسون وقد تم عرضه في أغسطس الماضي، وشاركها في بطولته بيدرو باسكال، كريس إيفانز، مارين إيرلاند وجاء الفيلم من تأليف وإخراج الكورية سيلين سونغ.
ودارت أحداث الفيلم في إطار رومانسي كوميدي حول سرد قصة امرأة تعمل خاطبة وتسعى إلى الحفاظ على عملها وعملاؤها، إلا أن هناك علاقة معقدة تنشأ فتتسبب في خلق العديد من التقلبات الكبيرة في حياتها.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».
