في خطوة إستراتيجية طموحة، يستعد أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام لخوض غمار أول تجربة تعليمية نوعية تتمثل في دراسة منهج للذكاء الاصطناعي الذي تم إقراره العام الدراسي الجاري 2025 – 2026، في المملكة العربية السعودية.
دراسة منهج الذكاء الاصطناعي
وتهدف هذه الخطوة التي تأتي بتعاون المركز الوطني للمناهج بالشراكة مع وزارة التعليم، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" إلى تمكين جيل اليوم من سبر أغوار عالم الذكاء الاصطناعي في مراحلهم العمرية المبكرة، ليصبحوا قادة المستقبل فيه.
فتح آفاق جديدة للطلاب في مجال الذكاء الاصطناعي
هذه الخطوة الطموحة، ستعمل على فتح آفاق جديدة لطلاب وطالبات التعليم العام في مجال الذكاء الاصطناعي، ورفع مستوى وعيهم بدوره المؤثر في مواجهة التحديات الرقمية في عصرنا الحالي، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار فيه لتطوير حلول معتمدة على هذه التقنيات المتقدمة لمعالجة المشكلات التنموية التي تواجه البشرية في مجالات الحياة اليومية سواءً على مستوى الأفراد أو الجهات، فضلًا عن تهيئتهم لدراسة تخصّصات علوم الذكاء الاصطناعي في المرحلة الجامعية والدراسات العليا حيث ستعتمد وظائف المستقبل على هذه التقنيات بشكل كبير.
عام دراسي جديد.. ينطلق بمنهج الذكاء الاصطناعي في التعليم العام.#سدايا#تعليمنا_قيم#العودة_للدراسة pic.twitter.com/mMzYHc7UFY
— SDAIA (@SDAIA_SA) August 24, 2025
أهمية دمج منهج الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم العام
يأتي دمج منهج الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم العام ليعكس توجيهات القيادة الرشيدة في:
- تنمية رأس المال البشري.
- بناء مجتمع المعرفة من خلال تهيئة جيل سعودي ماهر يمتلك القدرة على تحقيق التنمية الوطنية المستدامة، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
- المنافسة عالميًا في مجالات التقنيات المتقدمة التي دخلت استخداماتها في مختلف مناحي الحياة.
- تعزيز ريادة المملكة العربية السعودية العالمية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، والارتقاء بها ضمن مصاف الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
رحلة #سدايا مع الذكاء الاصطناعي.. من فكرة إلى منهج.#تعليمنا_قيم#العودة_للدراسة pic.twitter.com/htoDK27YnR
— SDAIA (@SDAIA_SA) August 24, 2025
مراحل علاقة الذكاء الاصطناعي بالتعليم
قصة علاقة الذكاء الاصطناعي بالتعليم مرت بأربع مراحل، جاءت كالآتي:
- المرحلة الأولى استهلت ما بين 1960م - 1975م وظهر فيها برامج معالجة اللغات الطبيعية والمحادثة.
- المرحلة الثانية تشكلت ما بين 1975م - 1990م وطوّر فيها أنظمة التعليم الذكية والتعليم التكيفي.
- المرحلة الثالثة تشكلت ما بين 1990م - 2010م، انتشر تعلم الآلة والتعلم الإلكتروني.
- المرحلة الرابعة تشكلت ما بين 2010م - 2020م برز التعلم العميق وأتمتة المهام التعليمية.
الارتقاء بالسعودية إلى الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي
ومن عام 2020م حتى الآن ظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعليم المخصص، ومن منطلق هذه العلاقة التاريخية المتطورة، عملت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" على تعزيز شراكتها مع وزارة التعليم من أجل إطلاق برامج ومبادرات مبتكرة تسهم في بناء القدرات الوطنية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي بمختلف مستوياتهم العلمية، لاسيما الأجيال الواعدة التي يعوّل عليها الكثير في بناء مستقبل المملكة، ووفرت كل السبل لدعم هذا الجيل من خلال المبادرات والبرامج التدريبية المحلية والدولية التي يشرف عليها نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي في العالم، وذلك بما يضمن الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
دليل إرشادي لاستخدامه في التعليم العام
ولتحسين أساليب التعليم والتعلّم، وللاستفادة منه في تحقيق أعلى جودة في التعليم، وفي إطار الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي التوليدي في ذات المجال، فقد أصدرت وزارة التعليم بالتعاون مع "سدايا" الدليل الإرشادي لمناهج الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في التعليم العام؛ ليسهم في تحسين مخرجات التعليم بشكل أخلاقي ومسؤول بما يكفل المحافظة على دور المعلم المحوري، ويدعم العملية التعليمية مع رفع وعي أولياء الأمور تجاه هذه التقنيات المستخدمة.
فرصة عالمية واعدة
كما أتاحت "سدايا" لشباب المملكة العربية السعودية فرصة عالمية واعدة لرفع قدراتهم العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الدراسة في أرقى جامعات العالم، من خلال برنامج الابتعاث في الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته بالتعاون مع وزارة التعليم وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث؛ بهدف توفير فرص تعليمية متميزة للكفاءات الوطنية في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في أرقى الجامعات العالمية، وتشجيعهم على اكتساب المهارات والخبرات في هذا المجال.
في خبر سابق: الذكاء الاصطناعي يدخل مناهج التعليم العام في السعودية بدءًا من العام المقبل
بناء جيل سعودي متمكن في الذكاء الاصطناعي
ومن خلال أكاديمية الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أطلقتها "سدايا" بالتعاون مع شركة "إنفيديا" تعمل على بناء جيل سعودي متمكن في الذكاء الاصطناعي، وتطويرهم في مجالات الابتكار في هذه التقنيات المتقدمة، وتأهيلهم ليكونوا منافسين لنظرائهم في العالم، وتُعدّ جزءًا من أكاديمية "سدايا" التي تعمل على إعداد قادة يُعيدون رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم، ويسهمون في دعم مكانة المملكة الرائدة في هذا المجال.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس