في يوم التراث العالمي.. تعرفي إلى ميثاق البندقية ودوره في الأوقات المضطربة

البتراء.. أحد أهم المواقع التراثية بالأردن
الاحتفال باليوم العالمي للتراث

بهدف إلهام الناس والمجتمعات المحلية لتقدير التراث الثقافي في حياتهم. وإلى جانب الحفاظ على المعالم الأثرية، وزيادة الوعي العام بتنوع وزخم التراث الثقافي على هذا الكوكب يحتفل العالم اليوم 18 أبريل باليوم العالمي للتراث، فمتى تم الإحتفال به لأول مرة وما هو عنوانه لهذا العام؟ الإجابة الوافية في الأسفل..

اليوم العالمي للتراث


بحسب الموقع الرسمي لليونسكو whc.unesco.org، يتم الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع، المعروف أيضًا باسم اليوم العالمي للتراث، بالعديد من دول العالم في 18 أبريل. وهو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الـ (ICOMOS) للاحتفاء به كل عام، حيث تُعقد الاحتفالية برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة التراث العالمي من أجل حماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس في عام 1972 (ميثاق البندقية)، وقد احتفلت اليونسكو بهذا اليوم لأول مرة في عام 1983.

أهمية اليوم العالمي للتراث

يحمل اليوم العالمي للتراث، الذي يتم الاحتفال به سنوياً في 18 أبريل، أهمية كبيرة على عدة مستويات، حيث يتجاوز مجرد الاحتفال ويتعمق في الجوانب الحاسمة من تجربتنا الإنسانية المشتركة، فهو يمثل:

  1. حماية تراثنا العالمي، فالمواقع التراثية كنوز ثقافية وطبيعية استثنائية تمثل تنوع وثراء تاريخ كوكبنا.
  2. تعزيز التفاهم الثقافي، حيث يتم الاحتفال بالنسيج المتنوع للثقافات والتقاليد ما يشجع الحوار والتفاهم بين الثقافات.
  3. الممارسات المستدامة الملهمة، حيث تقدم العديد من مواقع التراث دروسًا قيمة حول المعيشة المستدامة وإدارة الموارد.
  4. تعزيز الوعي البيئي، فمواقع التراث على عجائب طبيعية خلابة، مما يسلط الضوء على أهمية حماية البيئة.
  5. تعزيز المجتمعات، غالبًا ما تعمل مواقع التراث كنقاط محورية للمجتمعات، مما يعزز الإحساس بالهوية المشتركة.
  6. يعد هذا اليوم بمثابة منصة للدعوة إلى سياسات وآليات تمويل أقوى لحماية هذه المواقع المعرضة للخطر.
  7. الاحتفال بالإنجازات الإنسانية، فالمواقع التراثية تقف كشاهد على براعة الإنسان وإبداعه ومرونته.
  8. تجسد العديد من مواقع التراث المعارف والممارسات التقليدية لمجتمعات السكان الأصليين.
  9. يمثل هذا اليوم فرصة لتثقيف وإلهام الشباب حول أهمية حماية تراثنا المشترك.
  10. الاحتفالية تُعد دعوة للعمل. والذي يحثنا على تجاوز مجرد الاحتفال واتخاذ خطوات ملموسة لحماية هذه الكنوز التي لا يمكن تعويضها.

قد ترغبين في التعرف على كيف احتفى التعليم السعودي بيوم التراث العالمي

اليوم العالمي للآثار والمواقع 2024: الكوارث والصراعات من خلال عدسة ميثاق البندقية


تأتي احتفالية اليوم العالمي للتراث هذا العام تحت عنوان: "الصراعات والكوارث من منظور وثيقة البندقية" وقد وقع الاختيار على هذا الشعار تحديدًا من أجل لفت الانتباه إلى التأثير العميق للصراعات والحروب والكوارث الطبيعية على التراث العالمي، حسب اليونسكو والتي تطمح ليكون موضوع "التراث القادر على مواجهة الكوارث والنزاعات - التأهب والاستجابة والتعافي" هو موضوع خطة العمل للثلاث سنوات القادمة 2024-2027، حيث يقوم المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية ICOMOS بتطوير خارطة طريق لبناء القدرات من أجل "التراث المقاوم للكوارث والنزاعات" لأعضائها ومجتمع التراث الأوسع واستعدادها للاحتفال بالذكرى الستين لميثاق البندقية (31 مايو 2024).

ما هو ميثاق البندقية؟ وما دوره في الأوقات المضطربة؟

بحسب الموقع الرسمي للمجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية icomos.org، فقد ظهر ميثاق البندقية في عام 1964، بعد عقدين من الحرب العالمية الثانية، ويُطلق عليه رسميًا ميثاق البندقية لترميم وحفاظ المعالم والمواقع وهو مجموعة من المبادئ التوجيهيّة وضعها مجموعة من المتخصّصين في الحفاظ المعماري بعد انعقاد مؤتمر دولي لهم في مدينة البندقيّة الإيطاليّة عام 1964، والتي توفِّر إطارًا دوليًا للحفاظ والترميم للمباني التاريخيّة، وقد كان الهدف من الميثاق الحفاظ على الآثار وترميمها باعتبارها أعمالًا فنية وليست دليل تاريخي، على أن يتم الحفاظ عليها على أساس دائم.
والميثاق يتكوّن من سبعة عناوين رئيسيّة وستة عشر بندًا. ولقد عمد لتفسير مفهوم الآثار والمواقع التاريخيّة العالمية على أنه التراث العالمي المُشترك، وبالتالي فإن صونه للأجيال القادمة بشكل أخلاقي قد تم تعريفه على أنه مسؤوليّة مُشتركة. ويُنظر إلى هذا الميثاق حاليًا على أنه من أهم المواثيق المعماريّة الخاصّة بالترميم بالرغم من قدمه، كما يمثّل وجهات نظر حداثيّة للحفظ ومعارضة لإعادة البناء.
وفي عصر وعد بالتقدم والتنمية الاقتصادية بلا حدود. وبعد مرور ستة عقود، يواجه العالم حالة طوارئ مناخية، وعددًا متزايدًا من الكوارث الطبيعية، فضلاً عن الصراعات التي تدمر المواقع الثقافية وتشرد المجتمعات على نطاق واسع.

تطور احتفالية اليوم العالمي للتراث

  • 1959: تم وضع حجر الأساس عندما اعتمدت اليونسكو اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي. تضع هذه الاتفاقية الإطار لشبكة عالمية من المواقع الاستثنائية التي تتطلب الحماية والمحافظة عليها للأجيال القادمة.
  • 1964: ظهر ميثاق البندقية إلى حيز الوجود، وهو ينص على مبادئ الحفاظ على المعالم والمواقع التاريخية وترميمها، مع التركيز على الأصالة واحترام الهياكل القائمة.
  • 1982: المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS) يقترح يوم 18 أبريل يومًا عالميًا للآثار والمواقع، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لميثاق ICOMOS. ويهدف هذا اليوم إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية الآثار التاريخية وضرورة الحفاظ عليها.
  • 1983: اليونسكو تصادق رسميًا على هذا اليوم، احتفالاً باليوم العالمي للتراث الأول ومناسبة الإطلاق الرسمي لقائمة التراث العالمي.
  • 1984: حصلت عدد من المواقع الهامة على تصنيف التراث العالمي المرموق، مما يسلط الضوء على أهميتها العالمية ويحفز الجهود الوطنية لحمايتها.
  • 2002: تغير الاسم الرسمي لليوم إلى اليوم العالمي للتراث، مما عزز ارتباطه بقائمة التراث العالمي ووسع نطاق تركيزه ليشمل المواقع الثقافية والطبيعية.
  • 2023: أكثر من 1150 موقعًا تزين قائمة التراث، تمثل التنوع الملحوظ للثقافات الإنسانية وعجائب العالم الطبيعي.

ونحو المزيد من الاحتفال باليوم العالمي للتراث .. اليونسكو ترفع شعار "التراث والمناخ" وفعاليات عربية ودولية