استطاعت الرواية العربية أن تحقق مكانة مرموقة في الأدب العالمي، مما جعلها أكثر جذبًا للترجمة والانتشار، حيث تساهم في تعزيز التفاهم الثقافي وتوثيق التراث الأدبي العربي على الساحة الدولية، وهناك الكثير من الروايات العربية الرائدة تمت ترجمتها إلى أكثر من لغة على مدار أكثر من عقد، حيث اهتم بعض الناشرين الغربيين بنشرالأدب العربي المعاصر، ما يجعله يسهم في إثراء الأدب العالمي، و"سيدتي" تقدم لك بعضاً من هذه الروايات.
رواية ساق البامبو .. سعود السنعوسي

في عمله السردي الرائع "ساق البامبو"، يتحدث سعود السنعوسي عن الهوية وهو يفعل ذلك من خلال رصد حياة شاب وُلد لأب كويتي، ينتمي لعائلة عريقة، ومن أم فلبينية، فتوزعت الرواية بين هاتين الهويتين في علاقة ملتبسة يغلب فيها الشعور بالانتماء إلى ثقافتين مختلفتين، وعدم القدرة على التماهي مع إحداها وترك الأخرى، ولعل خير ما يتمظهر به هذا الالتباس هو الرغبة لدى بطل الرواية في التصالح مع الذات والهوية الأصلية، للوطن القديم، الكويت، الأرض "الحلم" أو "الجنة" كما صورتها له والدته منذ كان طفلاً، وفي الرواية، تأتي جوزافين للعمل في الكويت كخادمة تاركة دراستها وعائلتها، وهم يعقدون آمالهم على جوزافين، لتضمن لهم حياة كريمة، بعد أن ضاقت بهم السبل وهناك في منزل العائلة تتعرف جوزافين إلى "راشد" الابن الوحيد المدلل لدى الأم "غنيمة" والأب "عيسى"، فيقرر الابن الزواج بجوزافين بعد قصة حب قصيرة، وتحمل جوزافين بوليدها "Jose" والذي أصبح اسمه "هوزيه ميندورا" فيما بعد، عندئذٍ يتخلى الأب عن الابن الذي لم يبلغ شهره الثاني من عمره، ويرسله إلى بلاد أمه، وفي الفلبين، يكابد الطفل الفقر وصعوبة الحياة، ويمني نفسه بالعودة إلى بلاد أبيه، حين يبلغ الثامنة عشرة، ومن هنا تبدأ الرواية>
رواية ثلاثية غرناطة.. رضوى عاشور

تعدُّ "ثلاثية غرناطة" الرواية العربية الأشهر حول الأندلس، حيث تناولت فيها الكاتبة الراحلة رضوى عاشور سيرة الأندلسيين بحسّ ملحميّ وزعته في ثلاثة أجزاء، غرناطة ومريمة وخاتمتها الرحيل، يأتي هذا التسلسل في الفترة الزمنية منذ عام 1491 وحتى عام 1609، أي منذ لحظة تسليم آخر ممالكهم غرناطة وحتى قرار الملك فيليب الثالث والقاضي بطرد الأندلسيين المنصرين أو المورسكيين باعتبارهم جسما غريبا طارئا على تلك البلاد، ومن خلال سرد قصة عائلة غرناطية يتكون أفرادها من الجد إلى الحفيد، استطاعت رضوى عاشور توصيف حال دقيق للظروف الاجتماعية والسياسية والدينية التي عاشها الأندلسيون عقب سقوط أوطانهم، كما أبدعت في صياغة الحالة النفسية للأندلسيين المرابطين في بلادهم إثر ما عانوه من ظلم وقهر وطمس للهوية وحرمان من ممارسة أبسط حقوقهم الإنسانية.
قد ترغبين كذلك في التعرف إلى: روايات خيالية رومانسية
رواية يوم غائم في البر الغربي.. محمد المنسي قنديل

تقدم الرواية نظرة على جانب مهم من تاريخ مصر والنضال الوطني، كما تمتاز بسردها المشوق وتصويرها المميز للشخصيات التاريخية والخيالية، والرواية كان لها تأثير كبير ودخلت المراكز الأولى في جائزة بوكر العربية 2010، والقصة تمزج بين الواقع والخيال بطريقة فريدة، تعرض أحداث وشخصيات رائعة من تلك الفترة بشكل جديد، وتدور أحداث هذه الرواية الشيقة والممتعة في مصر في مطلع القرن العشرين، حيث يحكي لنا عن عائشة، الفتاة الجميلة التي عاشت الحب وعانت من النبذ والخديعة، ورحلتها الطويلة، من أعماق الصعيد، إلى عوالم القاهرة الخفية، إلى مقابر وادي الملوك في طيبة، وعلى خلفية هذه الفترة الخصبة وشبه المجهولة من تاريخ مصر والتي امتلأت فيها البلاد بمحاولات إحياء الروح المصرية نرى تشكل حياة عائشة ومخاوفها وتجربتها لاكتشاف ذاتها.
رواية موسم الهجرة إلى الشمال.. الطيب صالح

من الروايات التي انتشرت واشتهرت كثيرا على المستوى العربي والدولي، وترجمت إلى كثير من اللغات الأجنبية، واختيرت كواحدة من أفضل مئة رواية في القرن العشرين، وترجمت إلى عشرين لغة، والطيب صالح أديب سوداني هو أحد أشهر الأدباء العرب، حيث نقل صوراً عميقة وعبر عنها في لغة أدبية سامية ومعالجة روائية بديعة أعجب بها جميع القراء سواء في الوطن العربي أو الغرب، والطيب صالح كان نافذة من النوافذ الواسعة والمضيئة والتي أطل بها أدبنا فيما بيننا وبين بعضنا وفيما بيننا وبين الغرب، وتدور أحداث الرواية حول شخص سوداني يدعى (مصطفي سعيد)، إبان الإحتلال الإنجليزي للسودان، أظهر ذكاءً حادا خلال مراحله التعليمية، وفي إجادته لتعلم اللغة الإنجليزية، فتمكن بمساعدة الإنجليزية السيدة روبنسون، التي سبق وتعرف عليها، أن ترسله إلى مصر لمواصلة تعليمه الثانوي، ثم أرسلته الى إنجلترا لمواصلة تعليمه العالي، وحصوله على إجازة الدكتوراه في الاقتصاد، وخلال دراسته هذه، استوعب حضارة انجلترا والغرب بصفة عامة، فعاش في تلك الحضارة، وبعد تخرجه عمل على تدريس مادة علم الاقتصاد في جامعات بريطانيا، وتعرف على نساء الغرب وتزوج العديد منهن، وانتحل الأسماء الكاذبة، ليوقع الأوروبيات في شباكه، وصار ينتقل من واحدة إلى أخرى، وفي النهاية عاد إلى السودان في قرية نائية من شمال السودان.
رواية نارنجة.. جوخة الحارثية

صدرت رواية نارنجة للروائية العمانية جوخة الحارثي ضمن روايات عربية متميزة تضم أعمال الروائية الحاصلة على جائزة البوكر العالمية للكتاب، ورواية نارنجة حصلت على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في عام ٢٠١٦، وذلك بعد صدورها بعدد من اللغات كالإنجليزية والميلبارية، وينتظر صدور الترجمات الفرنسية والتركية والإيطالية والكرواتية واليونانية والبرازيلية تباعًا هذا العام، وقد تم ترشيح النسخة الإنجليزية من نارنجة التي صدرت بترجمة مارلين بوث لجائزة دبلن الأدبية، تقدم الرواية شخصية الطالبة العُمانيّة المبتعثة للدراسة في بريطانيا، وهي تسترجع وتستحضر ذكريات متقاطعة لظواهر اجتماعية صادفتها في حياتها في بلادها الأم "عُمان".
السياق التالي يعرفك: أبرز الروايات والقصص القصيرة العربية