mena-gmtdmp

كيف نشأ مهرجان جرش الثقافي؟ وأبرز المحطات البارزة في دوراته

منظر عام للمدرج الروماني في جرش، شمال عمّان، خلال حفل افتتاح مهرجان جرش للثقافة والفنون الأردني الشهير (مصدر الصورة:  AFP)
منظر عام للمدرج الروماني في جرش، شمال عمّان، خلال حفل افتتاح مهرجان جرش للثقافة والفنون الأردني الشهير (مصدر الصورة: AFP)

مهرجان عامر بمختلف صنوف الفنون والثقافة والإبهار، تهديه مدينة جرش الأثرية العتيقة، شمال الأردن، لزوراها ومريديها هذه الأيام من خلال مهرجان جرش للثقافة والفنون، والذي تنطلق فعاليات الدورة الـ (39) منه هذا العام من 23 يوليو 2025 وتستمر حتى 2 أغسطس المقبل، تحت شعار"هنا الأردن.. ومجده مستمر". ويزهو المهرجان بما يقدمه من إبداعات، مختالاً بين المهرجانات العربية والدولية، بما يستضيفه من فعاليات فنية ودرامية وأمسيات غنائية وموسيقية، ومتباهياً بما يحتضنه من ملتقيات أدبية وثقافية وفكرية، وفخوراً بما حققه من مكانة، ووصل إليه من إنجازات على مدار ما يزيد على أربعين عاماً، راكم فيها إرثاً عالمياً إبداعياً مذهلاً، اجتمعت فيه ثقافات وفنون العالم من جهات الأرض الأربع، فتلاقت وتحاورت، واشتركت وتشابكت، وتعارفت؛ في تظاهرة فنية أضاءت سماوات الأردن الفتية وفضاءاته العتيقة، حيث تتوهج مدينة جرش الأردنية القديمة مستعيدة ألقها، ومسترجعة زخم دورها، ومعززة مكانتها الثقافية المميزة في قلب العالم بما تحمله من رسالة إنسانية تنحاز لأخلاقيات ومبادئ الحوار والمحبة وقيم المعرفة والتنوير، مما يسهم في صوغ صورة الأردن الحضارية المحتفظة بأصالتها، والحديثة المعاصرة المواكبة لأحدث صرعات واتجاهات الفن والإبداع.

لماذا وقع الاختيار على مدينة جرش لإقامة المهرجان؟

مهرجان جرش
تظهر هذه الصورة أشخاصًا تجمعوا في مدينة جرش اليونانية الرومانية القديمة، شمال العاصمة الأردنية عمان، خلال مهرجان جرش للثقافة والفنون- (مصدر الصورة: Khalil MAZRAAWI / AFP)


بحسب الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الأردنية، بترا، فقد انطلق مهرجان جرش للثقافة والفنون مطلع الثمانينيات من القرن الماضي (تحديداً بالعام 1981)، وقد كانت بداياته بسيطة متواضعة في ذلك الوقت، وكان تحت رعاية جامعة اليرموك، ليتطور المهرجان ويشبّ عن الطوق، فيخرج من الرداء المحلي ويرتدي حلة دولية عندما تحول لمهرجان رسمي ترعاه وزارة الثقافة الأردنية.
منذ الإرهاصات الأولى للتفكير بإقامة المهرجان، وقع الاختيار على مدينة جرش القديمة، بما تمتاز به من موقع أثري خلاب، وتاريخ قديم ضارب بجذوره في عمق الزمن، ولاسم "جرش" سياق تاريخي مثير؛ فقد كان العرب الساميون القدماء في الألفية الأولى قبل الميلاد قد أطلقوا عليها اسم جرشو (Garshu)، ومعناه «المكان كثيف الأشجار». أما الإغريق فقد أسموها جراسا (Gerasa)، وكان ذلك في الفترة الهلنستية، وكذلك كانت عند الرومان، ثم أعاد العرب تسميتها بـ جرش (Jerash).
تعتبر جرش، المدينة الرومانية القديمة، من أهم المدن الأردنية، وقد تأسست في القرون الأولى قبل الميلاد، وازدهرت في العصر الروماني، حيث يمكن رؤية آثار هذه الحضارة القديمة من المدرج الروماني الشهير لقصر الهبول الملكي، ومعبد أرتميس، والبوابات الرومانية القديمة، وهي الفضاءات التي تحتضن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، فبالإضافة لاستمتاع زوار المهرجان والمشاركين فيه بالعروض الموسيقية والمسرحية والفنية المتنوعة، يمكنهم كذلك استكشاف المدينة القديمة، وما يحيط بشوارعها العتيقة من تاريخ وحكايات وآثار رومانية تحكي حكايات الزمن القديم، وتنقل قصص حضارات وشعوب مرت بالمنطقة، كانت شواهد على أساليب الحياة، الفنون، والتقاليد التي كانت سائدة في الماضي، فيتعرف إليها ضيوف المهرجان ويستمتعون بها، كل هذه الأسباب جعلت من مدينة جرش موقعاً مثالياً لإقامة مهرجان ثقافي وفني دولي.
ويمكنك متابعة الرابط التالي للتعرف إلى: صوت الأردن.. عمر العبداللات نجم افتتاح مهرجان جرش 2025

مشاركات من عمالقة الفن والأدب العربي بطول المهرجان

لعقود طويلة، استقطب المهرجان مئات الفنانين من علامات الوطن العربي في مختلف مجالات الفنون والإبداع؛ مثل محمد عبده، فيروز، صباح فخري، جورج وسوف، نجاة الصغيرة، سعدون جابر، وردة، سميرة سعيد، مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، الملحن طه راشد، الشاعر أدونيس، ملحم بركات، الشاعر البردوني، الشاعر محمود درويش، الشاعر سميح القاسم، حيث يمتاز المهرجان بالعروض الفولكلورية الراقصة التي تؤديها فرق محلية وعالمية، ورقصات الباليه والأمسيات الموسيقية والشعرية، والمسرحيات وعروض الأوبرا، وأمسيات غنائية لمغنين أردنيين وعرب، كما يقام على هامشه معرضٌ لبيع المصنوعات اليدوية التقليدية.

في 2025 زخم من الفعاليات غير المسبوقة

-

يحفل إصدار هذا العام من مهرجان جرش الدولي 2025 بزخم من الفعاليات غير المسبوقة، والتي يحتضنها العديد من الساحات التاريخية والفضاءات التاريخية القديمة بمدينة الألف عامود، والتي دخلها عمالقة الفن العربي والعالمي (كما ذكرنا سابقاً) على مدار ما يزيد على أربعين عاماً، هي عمر المهرجان؛ الذي استطاع أن يحفر لنفسه مكانة مرموقة لا تُضاهى بين مختلف المهرجانات الفنية والإبداعية العربية والدولية.
خلال الفترة من 23 يوليو الحالي وحتى 2 أغسطس المقبل، على مدار عشرة أيام، تقام الدورة الـ 39 تحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر" ويحتضن فعاليات هذه الدورة مختلف الفضاءات والساحات الأثرية القديمة، والبناءات الأخرى الحديثة؛ وهي المسرح الجنوبي، والمسرح الشمالي، والساحة الرئيسية، ومسرح الصوت والضوء، ومسرح الشباب والإبداع (أرتيمس)، وشارع الأعمدة، وفي عمان بالمركز الثقافي الملكي، والمدرج الروماني، ومركز الحسين الثقافي، ومركز زها الثقافي، إضافة إلى فعاليات أخرى في عدد من المحافظات.
يشارك بالمهرجان فنانون ومؤدون ومسرحيون من 36 دولة عربية وأجنبية، بما يحملون من تنوع ثقافي وإرث فني وتقاليد مختلفة، حيث يتيح التنوع الثقافي للفنانين من خلفيات متنوعة التعبير عن أنفسهم، وتسليط الضوء على تجاربهم الفريدة البديعة، وتعميق فهمهم لثقافات أخرى، وتعزيز التقدير المتبادل، ويقدم المشاركون أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية، تشمل حفلات لكبار النجوم الأردنيين والعرب، وعروضاً مسرحية، وبرنامجاً ثقافياً نوعياً، وأمسيات شعرية بمشاركة 140 شاعراً، ومعارض للفنون التشكيلية والحرف اليدوية، إضافة إلى عروض فلكلورية من الأردن، ودول عربية، وأجنبية، وفقرات مخصصة للعائلة وللأطفال، ويمكنك التعرف إلى المزيد من أبرز تفاصيل مهرجان المونودراما ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون