mena-gmtdmp

السوشيال ميديا والحياة الحقيقية: كيف تفرّق بينهما؟

السوشيال ميديا والحياة
السوشيال ميديا والحياة

أصبحت السوشيال ميديا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تتيح لنا التواصل مع الآخرين، مشاركة اللحظات، واكتشاف أفكار وآراء جديدة. لكنها ليست الحياة الحقيقية؛ بل نسخة مُفلترة منها.

الحياة الحقيقية مليئة بالمشاعر العفوية والتجارِب الحقيقية بعيداً عن الشاشات. في الواقع، لا يمكن اختزال العلاقات واللحظات المهمة في مجرد صور أو منشورات. هناك فرق كبير بين التفاعل المباشر وبين المحادثات عبْر الإنترنت؛ حيث تلعب لغة الجسد، النبرة، وحتى الصمت، دوراً في الفهم والتواصل. فريال حلاوي أستاذة محاضرة ومستشارة في تطوير الذات، تشرح لـ«سيدتي» حول الفرق بين السوشيال ميديا والحياة الحقيقية.

السوشيال ميديا لا تعكس الحقيقة

السوشيال ميديا والحقيقة
لا تعكس السوشيال ميديا الهوية الحقيقية للأشخاص

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كبير على إدراكنا للواقع؛ خصوصاً فيما يتعلق بحياة الآخرين. ما يُعرض على السوشيال ميديا ليس إلا نسخة مصطنعة ومثالية من حياة الناس. غالباً ما تُظهر فقط الجوانب الإيجابية والمبالَغ فيها، مثل حياة الأزواج التي تبدو مثالية وسعيدة ومترفة، لكنها في الحقيقة لا تشبه الواقع الذي نعيشه أو يعيشه هؤلاء الأشخاص أنفسهم.
يمكنك متابعة هل الميمز تؤثر على ثقافة الشباب؟

لا تعكس السوشيال ميديا الهوية الحقيقية للأشخاص؛ بل هوية خيالية أو مثالية يتمنونها؛ مما يخلق ضغطاً نفسياً عليهم لأنهم يعيشون في الواقع حياة مختلفة تماماً، مليئة بالتحديات والمشاكل الاقتصادية أو الصحية. والنتيجة أن الناس يقارنون حياتهم الواقعية بما يرونه على الإنترنت؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بالنقص أو عدم الرضا.

يجب أن ندرك أن السوشيال ميديا لا تعكس الحقيقة، وأن الجميع لديهم مشاكلهم الخاصة؛ حتى ولو لم يظهروها.

التمييز بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي ضرورة من خلال اتباع الآتي:

  • ضرورة التفكير النقدي

لا يجب أن نقبل كلّ ما يُعرض علينا في الواقع الافتراضي من دون تحليل؛ لأننا لسنا أوعية سلبية.

  • الواقع غير مثالي

حياتنا مليئة بالصعوبات مثل: الأزمات الاقتصادية، الحروب، مشاكل الصحة والتواصل، وهي لا تُظهَر في مواقع التواصل.

  • التمييز بين الحقيقي والزائف

لا توجد حياة مثالية كما تظهر في السوشيال ميديا؛ لذا يجب أن نسأل أنفسنا: هل ما نراه واقعي؟ والجواب غالباً: لا.

  • خطر الانغماس بالواقع الافتراضي

قضاء وقت طويل على وسائل التواصل، ومحاولة تزييف الهوية لعرض صورة مثالية، يعرّض الشخص للاحتراق النفسي.

  • البحث عن القبول والتقدير

الشخص قد يبذل جهداً كبيراً ليبدو مثالياً كي ينال إعجاب الناس؛ مما يسبب له ضغطاً نفسياً كبيراً.

استخدم وعيك وتفكيرك النقدي، ولا تنخدع بمثالية غير واقعية على الإنترنت.

أما كيف نميّز بين الواقع والحياة، يجب علينا استخدام مهارة التفكير النقدي. وألّا نقبل كلّ ما يقدّم إلينا. فنحن لسنا أوعية سلبية يصبون فينا كلّ الأشياء. يجب أن نستعمل التفكير النقدي دائماً، وأن نكون من أولئك الذين نستطيع رؤية ما وراء الأمور. التفكير، التبصر، وأن نسأل أنفسنا سؤالاً: هل هذا العالم الافتراضي يقدّم لنا حقيقة قريبة من الواقع؟

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب

استعمال التفكير، استعمال النقد الذاتي دائماً، وعدم السماح للشخص بالانغماس بالواقع الافتراضي لوقت طويل، وعدم السماح له بأنه يقدّم نفسه بهوية غير هويته الحقيقية، كل هذا يعرّض الشباب لـ"الاحتراق النفسي".

خطورة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب كبيرة؛ خاصة في مرحلة حساسة مثل المراهقة؛ حيث يكون التفكير النقدي لديهم غير مكتمل. ويجب على الشباب أن يعوا الآتي:

خطورة مرحلة المراهقة

المراهقون غالباً يصدقون أن الحياة المثالية التي يرونها على السوشيال ميديا هي واقع فعلي؛ مما يخلق لديهم طموحات غير واقعية.

التعلق بالمظاهر

بسبب هذه الصور المثالية، ينشأ جيل يتعلق بالقشور والماديات، وينسى القيم الجوهرية.

تحوُّل القيم

القيم تصبح استهلاكية، قيمة الشخص تُقاس بما يستهلك وليس بما يُنتج.

أهداف وسائل التواصل تِجارية

المحتوى الذي يُنشر غالباً يهدف لجذب المتابعين وكسب المال، وليس لنقل حقيقة إنسانية أو حياتية.

دور الأهل والمتخصصين

من المهم جداً أن يبقى هناك حوار مفتوح مع الأولاد والمراهقين لتوعيتهم بحقيقة هذا العالم الافتراضي، وأن يُشرح لهم أنه مختلف تماماً عن الواقع الحقيقي المليء بالتحديات.
قد يعجبك أيضاً طرق تكشف تعرض البريد الإلكتروني للاختراق من عدمه

أهمية تنمية المهارات الواقعية

يجب أن نساعد المراهقين على تنمية مهاراتهم لمواجهة الحياة الحقيقية، لا التعلُّق بوهم رقمي قد يسبب لهم الإحباط أو فقدان الثقة بالنفس.

إذا اعتقد الشاب أو المراهق أن العالم الافتراضي هو النموذج الوحيد للنجاح أو السعادة؛ فذلك سيقوده لمشاكل نفسية كبيرة.